«الوزارة» تؤكد أنها لم تتلق شكاوى رسمية.. وتعيد النظر في عدد الحصص

تربويون: تقليص الحصص العلمية يُربك معلمين وطلاباً

معلمون يضطرون إلى تقديم المناهج الدراسية العلمية سريعاً. تصوير: باتريك كاستيلو

أكد مسؤولـون وتربويــون في منطقـة رأس الخيمة التعليمية، أن مدارس التعليم الثانوي تعاني ضغطاً شديداً من تدريس مواد الكيمياء والأحياء والفيزياء، وأن المعلمين أصبحوا غير قادرين على تدريس المناهج العلمية، بعد أن تم تقليص حصص مادتي الكيمياء والفيزياء من خمس إلى أربع حصص أسبوعياً، فيما تم تقليص الأحياء من حصتين إلى حصة واحدة أسبوعياً، خلال العام الدراسي الجاري، مؤكدين أن الوقت لا يسعف المعلمين لإنهاء المنهاج في الوقت المحدد.

وأضافوا أن التغيرات التي أجرتها وزارة التربية والتعليم على جدول الحصص الدراسية للمواد العلمية خلال العام الجاري، اربكت أعضاء الهيئة التدريسية، وأدت إلى عدم تمكن المعلمين من تدريسها وفق النظام الذي اعتمدته الوزارة لطول المنهاج وضيق الوقت، مطالبين وزارة التربية والتعليم بضرورة تقليص مادتي الكيمياء والأحياء، أو حذف بعض الفصول الدراسية من المنهجين.

وذكر مديرو مدارس أنهم قرروا إلغاء حصة الأنشطة الرياضية لطلبة التعليم الثانوي، واستبدالها بحصص المواد العلمية حتى يتمكن المعلمون من تدريس المناهج وفق جدول الحصص المطبق خلال الفصول الدراسية الثلاثة، موضحين أن «المعلمين في حال ضغط شديد بسبب تدريسهم حصتين من مواد الكيمياء والأحياء والفيزياء في حصة واحدة لطلبة القسم العلمي، حتى يتم اكمال تدريس المواد العلمية في الوقت المحدد، وقبل بدء امتحانات الفصول الدراسية الثلاثة».

وأكدت مديرة إدارة الشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم، شيخة راشد الشامسي لـ«الإمارات اليوم»، أن الوزارة بصدد إعادة النظر في عدد الحصص الدراسية والمناهج الدراسية والآليات التربوية التي أقرتها الوزارة على النظام التعليمي، ودراستها في حال وجود اي خلل في الأنظمة التعليمية والحصص الدراسية التي طبقتها الوزارة خلال العام الدراسي الجاري.

عدم استيعاب

وتفصيلاً، قال رئيس قسم الإدارة التربوية في منطقة رأس الخيمة التعليمية، إبراهيم البغام، إن «الإدارة تلقت شكاوى من مديري مدارس حكومية وأعضاء في الهيئة التدريسية، تتعلق بعدم كفاية الوقت الدراسي لتدريس المواد العلمية لطلبة المرحلة الثانوية».

وأضاف أن معلمي المواد الأساسية يعانون أخذ حصص اضافية لاستكمال بقية الفصول المنهجية المتبقية في الكيمياء والأحياء والفيزياء لاستكمال دراستها خلال الفصول الدراسية الثلاثة، مشيراً إلى أن «المعلمين اتبعوا آلية جديدة لتدريس مادتي الكيمياء الأحياء من خلال اضافة حصة التربية الرياضية لجدول الحصص الدراسية بسبب وجود نقص في أعضاء الهيئة التدريسية في مادة الأنشطة الرياضية في معظم مدارس المنطقة».

وأوضح أن معلمين يضطرون إلى تقديم المناهج الدراسية العلمية الأساسية بشكل أسرع، ومن دون الالتزام بالخطة الدراسية بسبب ضيق زمن الحصة الدراسية، ما يؤدي إلى عدم استيعاب الطلبة المناهج الدراسية، خصوصاً الكيمياء والفيزياء والأحياء، متابعاً أن «معظم الطلبة لم يفهموا محتوى الحصة الدراسية بشكل واضح لتقديم المعلم حصتين في حصة واحدة».

اختصار المنهاج

رأى مدرس مادة الكيمياء فاروق محمود، أن اختصار الحصص الدراسية للمواد العلمية شكّل عبئاً كبيراً على المعلمين، خصوصاً أن المناهج طويلة، والوقت اصبح غير كافٍ لتدريس كامل المنهاج في الوقت المحدد، وأن التجارب العملية تحتاج إلى وقت طويل لشرح وتفسير المنهاج بشكل جيد للطالب، موضحاً أن الطالب يجد صعوبة في تقديم المشروعات والبحوث العلمية المطلوبة في كل فصل دراسي، لافتاً إلى ضرورة أن تكون المشروعات طوال العام حتى يتمكن الطالب من التركيز في الحصة الدراسية واستيعاب المنهاج في الوقت المحدد.

واضاف أن تقليص عدد الحصص الدراسية لمادة الكيمياء من خمس إلى أربع حصص في الأسبوع، أدى إلى حدوث ضغط كبير على المعلمين أثناء تدريس المنهاج الدراسي، وأن وجود نقص في أعضاء الأنشطة الرياضية ساعد على اخذ حصص الأنشطة الرياضية وجعلها ضمن جدول حصص مادة الكيمياء.

وذكر مدرس مادة الأحياء حسن الخضر، أن الوزارة قلصت عدد الحصص العلمية من دون اختصار أو حذف بعض الفصول الدراسية من المواد العلمية.

ورأى أن تدريس مادة الأحياء في اربع حصص أسبوعياً غير كافٍ لاستكمال المنهاج الدراسي وفق الخطط الدراسية خلال الفصول الدراسية الثلاثة، موضحاً أنه يعمل على استغلال اي وقت اضافي في جدول الحصص لتدريس طلبة القسم العلمي الفصول المتبقية لمادة الأحياء، التي لم يتم استكمالها في اربع حصص دراسية، مشيراً إلى أن بعض الطلبة «طالبوني في اكثر من حصة بإعادة شرح فصول دراسية من مادة الأحياء لعدم تمكنهم من فهم الحصة بشكل جيد»، وأضاف أنه يتعين إلغاء حصة الأنشطة الرياضية وتقسيمها على معلمي المواد العلمية حتى يستطيع المعلم شرح المنهاج الدراسي في الوقت المحدد، وحسب الجدول الدراسي المعتمد في الخطة الاستراتيجية للمدرسة، أو إعادة تقييم مادة الأحياء واختصار بعض الفصول غير الأساسية في المادة.

في سياق متصل، قال مدير مدرسة الجودة للتعليم الثانوي، ابراهيم احمد الجاوي، إن المدرسة تلقت شكاوى من أعضاء في الهيئة التدريسية، ومن طلبة القسم العلمي، تتعلق بعدم تمكن المعلمين من تدريس الفصول الدراسية المقررة في الوقت المحدد حسب جدول الحصص الدراسية، إضافة إلى عدم قدرة الطلبة على استيعاب فهم المنهاج الدراسي المكثف في حصة، مشيراً إلى أن بعض الطلبة يعانون قلة فهم المنهاج الدراسي، وطالبوا بإعادة شرح الفصول الدراسية خلال الفصل الدراسي الأول.

وقالت مديرة إدارة الشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم، شيخة راشد الشامسي، إنه تم اخضاع جميع أعضاء الهيئة التدريسية في المناطق التعليمية لدورات تدريبية تتعلق بكيفية تدريس المناهج الدراسي للطلبة من دون الإخلال بالوقت المحدد للحصة الدراسية، متابعة أن الوزارة تعمل على اجراء تقييم شامل للمناهج الدراسية والتقويم المدرسي، وتتابع طريقة تدريس أعضاء الهيئة الدراسية طوال العام الدراسي، وأنه يتم تسجيل اي ملاحظات في الميدان وايجاد الحلول المناسبة لها.

وأوضحت أن الوزارة لم تتلق أي تقارير أو شكاوى رسمية من منطقة رأس الخيمة التعليمية، تتعلق بوجود ضغط على المعلمين في تدريس المواد العلمية لعدم كفاية زمن الحصة، وانها لم تتسلم اي تقارير من قسم الامتحانات والتقويم في الوزارة أو من مديري المناطق التعليمية في هذا الصدد، مضيفة أن وجود نقص في معلمي الأنشطة الرياضية في بعض مدارس التعليم الثانوي، لا يعطي المدارس الحق في إلغاء حصة الأنشطة الرياضية واستبدالها بحصص أخرى، خصوصاً أن الوزارة أنشأت إدارة مختصة بالصحة والتغذية لمكافحة مرض السكرى المنتشر بين الطلبة.

تويتر