قصتها تحولت إلى فيلم.. وحكتها بنفسها خلال «جيسيك غلوبال 2024»

«احتيال عاطفي» يكلف امرأة جميع مدّخراتها

المرأة أفادت بأنها اقترضت من أجل المحتال ومنحته بطاقتها البنكية. أرشيفية

تعرضت امرأة أوروبية لعملية احتيال عاطفي من شخص متمرس في هذا النوع من الجرائم تمكن من استنزاف جميع مدّخراتها ودفعها إلى الاقتراض للإنفاق عليه، بعد أن استدرجها من أحد مواقع التعارف، وأوقعها في شباكه بالغزل والهدايا.

وخلال فعاليات معرض ومؤتمر الخليج العالمي لأمن المعلومات (جيسيك غلوبال 2024)، الذي اختتم فعالياته، أول من أمس، شاركت الضحية بنفسها قصتها التي تحولت إلى «فيلم» على منصة شهيرة، وقالت إن نحو 7% فقط من ضحايا هذا النوع من الاحتيال يبلّغون الجهات الشرطية والقضائية المختصة، خوفاً من العار والشعور بالخجل.

وشرحت أن القصة بدأت حين تعرّفت إلى رجل عبر موقع شهير للتعارف، وتبادلا الدردشة، وتطور الأمر بينهما إلى إعجاب متبادل حتى دعاها للقائه في إحدى الدول الأوروبية، وبمجرد أن رأته شعرت بأنه الشخص المناسب لها.

وأضافت أن لقاءاتهما استمرت، وظلاّ معاً لمدة 10 أشهر كانت الأفضل في حياتها، إذ أغرقها بـ«الهدايا الرومانسية»، على حد تعبيرها.

وأشارت إلى أنهما تبادلا الأسرار والتفاصيل الشخصية، وأخبرها بأن والده أحد كبار تجار الألماس في العالم، ويعمل معه في هذا المجال، وأوهمها بأنه نشاط خطر يجلب كثيراً من الأعداء.

وتابعت الضحية أنه بعد ذلك انقلبت أحوالهما فجأة رأساً على عقب، حيث تحدث إليها هاتفياً وهو في حالة خوف، وأبلغها بأن لديه مشكلات كبيرة في العمل، وهناك من يتعقبونه ويهددون حياته، وإذا توصلوا إليه سيبحثون عنها بعد ذلك، وهو بحاجة إلى مأوى يسكن فيه مؤقتاً، وإلى بطاقة بنكية غير مسجلة باسمه حتى يصعب تتبعها، فاستقبلته في بيتها، ومنحته بطاقتها.

وأفادت بأنها صدمت بحجم إنفاقها، إذ استنزف جميع مدخراتها خلال أيام، مع وعد بأنه سيردها إليها سريعاً فور استقرار الأوضاع، بل دفعها إلى الحصول على قرض شخصي وأخبرها بأنها مسألة وقت وستتبدل الأمور، لكن حياتها تحولت من سيئ إلى أسوأ، بعد أن استولى منها على نحو 500 ألف درهم.

وقالت إنه واصل الضغط عليها وتخويفها إلى أن طلب منها بيع منزلها وسيارتها، لأنهما بحاجة إلى المال، ما ضاعف من مخاوفها، لأن هذا كل ما تبقى لديها، لافتة إلى أنها أصيبت بنوبات هلع وقلق واكتئاب واحتاجت إلى مراجعة طبيب نفسي.

وأضافت أنه تركها بعد أن أدرك أنها أصبحت مفلسة تماماً، وتواصل معها بعد فترة من دولة أخرى، وهناك زارته ورأته مشتتاً ولم يُعطها أي إجابات بشأن علاقتهما أو الأموال التي أخذها منها، وأدركت حين ودّعته هذه المرة أن علاقتهما انتهت.

وذكرت أنها بدأت تفيق تدريجياً من آثار الصدمة، وأدركت أنها لم تنتبه إلى ثغرات كثيرة في قصته معها، فبحثت عن معلومات بخصوصه على الإنترنت بحسب الاسم الذي عرفته به، لكن لم تجد أي بيانات له، فأصيبت بحالة هستيرية بعد أن أدركت أنها كانت ضحية عملية احتيال ممنهجة لأشهر طويلة.

وأفادت بأنها أجرت بحثاً باستخدام صورته، وظهرت النتيجة التي تخوفت منها، إذ عثرت على تقارير صحافية لنساء أخريات احتال عليهن بالطريقة ذاتها.

وأشارت الضحية إلى أنها تعرضت لانهيار عصبي، وشعرت بخجل في البداية من أن تشارك قصتها مع الآخرين، لكنها تماسكت وقررت أن تتعامل بقوة مع الموقف، وأن تنتقم منه، وأبلغت الجهات المختصة، إلى أن قبض عليه في اليونان، لكن بتهمة استعمال جوازات سفر مزوّرة، وتم تسليمه إلى بلاده، غير أنه لم تتم مقاضاته حتى الآن عن جرائمه بحق ضحاياه من النساء.

وأكدت أن ضحايا الاحتيال العاطفي يجب أن يحظين برعاية ودعم، مثل ضحايا الجرائم الأخرى، لأن نسبة اللاتي يبلغن عن الجرائم التي تعرضن لها، مخجلة، وترجع إلى شعورهن بالخوف والخجل والعار.

. «المحتال» استولى على نحو 500 ألف درهم من المرأة.

mfouda@ey.ae

تويتر