تأثر بقريب توفي بجرعة زائدة وتمرّد على أسرته

«العناد» يقود شاباً لإدمان المخدرات.. و«حماية» ينقذه

صورة

أنقذ مركز حماية الدولي بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي شاباً عشرينياً، وقع في فخ الإدمان متأثراً بأحد أقاربه، واصطحبته أمه ولجأت إلى المركز، مستفيدة من المادة 43 من قانون مكافحة المخدرات.

وأفاد المركز بأن الشاب كان وثيق الصلة بقريب له، يعلم بأن يتعاطى المواد المخدرة، وعلى الرغم من معارضة أسرته لهذه العلاقة، إلا أنه كان مصراً على مجالسته والخروج معه، الأمر الذي كان يثير غضب والديه، خصوصاً أمه.

وبذلت الأم أقصى ما في وسعها لإبعاد ابنها عن قريبه، من دون جدوى، إلى أن توفي الشاب المدمن بجرعة مخدرات زائدة، ما ضاعف مخاوفها وشكوكها، ودفعها إلى فحص ابنها، ورغم تأكدها من سلامته إلا أن قلقها لم يتوقف، خصوصاً في ظل أن سلوكياته صارت استفزازية وغير مسؤولة، ولا تعكس احتراماً لقوانين المنزل، أو مراعاة لمشاعر والديه.

وفي ظل ما يعانيه كثير من الأسر من ضغوط نفسية وأعباء حياتية في ظل جائحة «كورونا»، فقدت الأم السيطرة على مشاعرها، وبالغت في رقابتها لابنها، فقابل الشاب ذلك بمزيد من العناد، وصارت ردات الفعل المتبادلة بينهما بمثابة حبل يلف حول عنق كل منهما، إلى أن قرر الابن اللجوء إلى بعض العقاقير الطبية التي كان يسمع عنها من قريبه المدمن للهروب من واقعه، وكله ثقة بأنه يستطيع التوقف عن هذه المخدرات متى أراد ذلك، لكنه أدمنها، وكاد أن يدمر مستقبله، لولا لجوئه وأمه إلى مركز حماية الدولي في شرطة دبي، وحصل على العلاج والتأهيل والدعم النفسي، وعاد إلى حياته الطبيعية بنضوج أكبر ووعي مضاعف.

وقال مدير مركز حماية، العقيد عبدالله الخياط، إنه يتم احتواء الحالات في المركز بعناية فائقة وسرية تامة، مؤكداً أن المركز يوفر دعماً نفسياً شاملاً، يعيد بناء العلاقة بين المدمن وأسرته، ويجدد الثقة بينهما.

وأضاف خلال ندوة دولية نظمها المركز، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وهيئة تنمية المجتمع، حول «أهمية الصحة النفسية للمتعاطين ومواجهة الضغوط في ظل جائحة كورونا»، أن المركز حرص خلال الجائحة على تقديم الدعم النفسي بشكل مضاعف لمواكبة ظروف المرحلة الراهنة، عبر توفير قناة تواصل عن بُعد، وعلى مدار الساعة، مع الخبراء والأخصائيين في المركز، للإجابة عن استفسارات المتصلين، وتقديم الاستشارات، ونزع فتيل الخوف من الانتكاسة، وكل ما قد يؤثر سلباً في الصحة النفسية للمدمنين الراغبين في التعافي.

ودعا الخياط الأهالي إلى الحوار والاعتدال والحكمة في رقابة الأبناء، لافتاً إلى أن اللين المفرط سبب ضياع الأبناء، والقسوة الزائدة تؤدي إلى النتيجة ذاتها، مطالباً الأبناء بالتصرف بمسؤولية، وعدم اللجوء إلى العقاقير الطبية أو استسهال تناولها للهروب من الضغوط الدراسية أو العائلية أو المهنية.

وفي محور الرعاية الصحية لنزلاء المؤسسات العقابية في ظل الجائحة، نوه مستشار مكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات، الدكتور إيهاب صلاح، بكفاءة دولة الإمارات في تنفيذ العدالة إلكترونياً خلال جائحة كورونا من خلال تأمين فرص التواصل عن بُعد بين نزلاء المؤسسات العقابية وأسرهم ومحاميهم.

وقال صلاح إن كثيراً من دول العالم وضعت خططاً وأجندات وطنية لمواجهة كورونا، ولم تضع في حسابتها صحة نزلاء المؤسسات العقابية، الذين لا يعرفون ما يجري في الخارج، ولا تصلهم معلومات الوقاية، ويعانون ضغوطاً نفسية وصحية، بسبب عدم قدرتهم على التواصل مع أسرهم والقانونيين المسؤولين عنهم، ما أدى إلى طول إجراءات التقاضي، وبالتالي طول فترة الإقامة في السجون، ولكن الإمارات سارعت منذ بداية الجائحة إلى التعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنظيم ورش تدريبية حول الصحة النفسية في السجون، وتثقيف نزلائها حول الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية.

مقابلات افتراضية

تحدثت مديرة إدارة الفئات الأكثر عرضة للضرر في هيئة تنمية المجتمع، الدكتورة هدى عبدالله السويدي، خلال ندوة دولية، نظمها المركز بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وهيئة تنمية المجتمع، عن محور الدمج الاجتماعي لحالات التعاطي في ظل الجائحة.

وقالت السويدي إن مركز «عونك» للتأهيل الاجتماعي في الهيئة حرص على تقديم المقابلات الفردية والجماعية افتراضياً خلال فترة الإغلاق الكلي، حيث تم تحقيق 1554 جلسة فردية وجماعية في 2020، مع استمرارية تقديم هذه الجلسات عن بعد للفئات التي لا تتمكن من الحضور الشخصي إلى المركز، كما تم تكثيف الملتقيات الأسرية «أونلاين»، بهدف تعزيز قدرة الأسر على الاكتشاف المبكر لحالات الإدمان.


- «حماية» قدّم الدعم النفسي بشكل مضاعف خلال جائحة «كورونا» لمواكبة الظروف.

تويتر