الهاشمي: مركز شرطة القصيص يحتوي الخلافات ودياً

أطفال يشكون أهاليهم متأثرين بأفكار «التواصل الاجتماعي»

صورة

كشف مدير مركز شرطة القصيص بالإنابة، العميد عبدالحليم الهاشمي، عن تأثر سلوكيات الأبناء بأفكار غريبة، تأتي غالباً من وسائل التواصل الاجتماعي، تدفعهم إلى شكوى آبائهم للشرطة، والتحدث بلغة غير لائقة عنهم، في بعض الأحوال.

وقال الهاشمي لـ«الإمارات اليوم» إن من الحالات التي تعامل معها المركز أخير طفلاً (11 عاماً)، ضُبط بسبب إثارته الفوضى في مطعم، وتبيّن أنه متغيب عن منزل أمه منذ خمسة أيام، وحين سئل عن سبب تصرفاته، رد بكل جرأة: «أريد الشكوى على أمي، فهي لا تمنحني حريتي»، مضيفاً أن مراهقة أيضاً اشتكت من أمها وأشقائها كذلك، لمنعها من الخروج والسهر كما تشاء.

وتفصيلاً، أكد الهاشمي، أن القيادة العامة لشرطة دبي تتبنى استراتيجية واضحة عبر مراكزها بضرورة بذل كل جهد ممكن لحل الخلافات الأسرية، سواء بين الزوجين أو تلك المتعلقة بالأبناء، ودياً، وعدم إحالة الملفات إلى نيابة الأسرة قبل استنفاد كل محاولات الوصول إلى حلول ودية بين أطرافها.

وأضاف أنه يتدخل شخصياً في بعض الحالات، ويستمع إلى أطرافها، لقناعته بأن نتائج التدخل ربما تكون إنقاذ مصير ابن أو ابنة من الضياع والانحراف، مثل كثيرين لم يجدوا من يستمع إليهم ويحل مشكلاتهم في مرحلة مبكرة، لافتاً إلى أن إحالة المشكلة إلى القضاء تمثل عادة طريقاً بلا عودة، حتى في ظل تطبيق القانون.

وأشار الهاشمي إلى أن من الحالات الأخيرة التي تعامل معها، بلاغاً من أم عن تغيب ابنتها المراهقة، فتم البحث والتواصل مع الفتاة هاتفياً، وتبيّن أنها في منزل شقيقتها، لكنها تعمدت عدم إخبار أمها وأشقائها، بسبب خلافاتها معهم.

وتابع أنه أحضر الطرفين إلى المركز، وحين جلست الفتاة وسألها عن المشكلة، فوجئ بها ترد بحدة: «أريد شكوى أمي»، فقاطعها بصرامة، وطلب منها الحديث بطريقة لائقة عن أمها، ومراعاة أنها حملتها في بطنها، ورعتها حتى كبرت، فالتزمت الفتاة، وتراجعت، وقبّلت رأس أمها.

وأوضح أن الفتاة أخبرته بأنهم يضيقون الخناق عليها، ولا يسمحون لها بالخروج، فضلاً عن أنها تعرضت لضرب خفيف، بسبب سلوكياتها، مشيراً إلى أنه تحدث إليها بهدوء مثل أب، وأخبرها بأنها يجب أن تطلب ما هو مقبول، وتراعي ظروف وعادات المجتمع، فليس من المنطقي أن تسمح لها أسرتها بالسهر والخروج وقتما تشاء، وهذا من قبيل الحرص عليها، والحفاظ على سمعتها ومستقبلها، فاقتنعت، وتراجعت عن أفكارها.

وأفاد بأنه في المقابل جلس مع الأم والأشقاء، وأكد لهم أن الضغط المستمر على الفتاة قد يدفعها إلى الهروب، والتسبب في مشكلة أكبر، وربما تقع في براثن من يدمر مستقبلها، ثم ألزم الطرفين بالتوقيع على تعهد بالالتزام بما اتفق عليه.

وقال الهاشمي إن من الحالات التي تعامل المركز معها، بلاغاً ورد عن فوضى في أحد المطاعم، وحين انتقلت الدورية فوجئت بأن المتسبب طفل (11 عاماً)، فتم اقتياده إلى المركز، وتبين أن هناك بلاغاً بتغيبه عن منزل أمه.

وأضاف أنه جلس مع الطفل، ولاحظ أنه يتسم بجرأة لا تتناسب مع عمره، وسأله عن مشكلته، فصدمه بأنه يريد تحرير شكوى ضد أمه، وذلك بسبب عدم منحه الحرية التامة للخروج وفعل ما يحلو له.

وأشار إلى أن الطفل المتذمر يحصل من أمه على 500 درهم لقضاء عطلته الأسبوعية، ورغم ذلك يشكو عدم تدليله، وتقييد حريته، لافتاً إلى أنه جلب الأم إلى المركز، وحين سألها عن ظروف الطفل انخرطت في البكاء، وتبين أن والده مسجون، ويحرّضه على عدم طاعة أمه.

وقال الهاشمي إنه حذر الطفل بشكل صارم من عواقب تصرفاته، بعد أن اكتشف أنه يدخن في هذه السن المبكرة، فأخبره بأن الحرية التي يطلبها من أمه الآن سيدرك قيمتها حين يودع سجن الأحداث بسبب تصرفاته، وشرح له عواقب تصرفاته، وإلى أين ستقوده، ومخاطر دخوله في صداقات مع شباب أكبر منه سناً، فأبدى الطفل التزاماً، وتعهد بطاعة أمه.

احتواء الخلافات الأسرية

أفاد مدير مركز شرطة القصيص بالإنابة، العميد عبدالحليم الهاشمي، بأن هناك اتفاقاً مع نيابة الأسرة والأحداث على آلية عمل تعتمد على محاولة الإصلاح قدر المستطاع، وإذا عجز المركز عن التصرف، يحال الملف إلى النيابة التي تبذل بدورها جهداً إضافياً للتسوية الودية، كما أن هناك تنسيقاً مستمراً بين المركز وهيئة تنمية المجتمع في هذا الصدد، لقناعة الجميع بأن احتواء الخلافات الأسرية قبل وصولها إلى المحاكم هو الخيار الوحيد للحفاظ على تماسكها.


- مراهقة تختصم أسرتها بسبب تضييق الخناق عليها ومنعها من السهر.

تويتر