انضمّوا إلى مجموعات على «واتس أب» للمساعدة في تدريس أبنائهم

ذوو طلبة يتبادلون إجابات الاختبارات «أونلاين»

يتوجه ذوو طلبة إلى منصات التواصل الاجتماعي لتبادل إجابات الواجبات المدرسية والاختبارات القصيرة، التي يتلقاها أبناؤهم. ويبادر كثير منهم إلى تكوين مجموعات، أو «جروبات»، باسم كل صف دراسي، لتسهيل تناقل المعلومات في ما بينهم.

في المقابل، يؤكد تربويون أن هذا الأسلوب سيترك آثاراً تربوية وتعليمية غير صحية لدى الطلبة.

وأوضحوا أن مشاركة الإجابات من أكثر من طرف تفتح الباب أمام سيل من المعلومات غير الصحيحة، ما يعرّض جهود المعلم للضياع.

ورصدت «الإمارات اليوم» صفحات على «فيس بوك» و«جروبات واتس أب» لتبادل الطلبة وذويهم الامتحانات وإجابات أسئلتها.

ويطلب وليّ أمر طالب حلّ امتحان مادة ما، أو أسئلة درس، فيردّ عليه خلال دقائق عشرات المشاركين في المجموعة.

وقد تسبق الردّ جملة «أعتقد بأن الإجابة الصحيحة هي..»، ما يؤكد اجتهاد البعض في طرح الحلول، دون علم بمدى صحتها.

وعلقت أم من المشاركات في أحد الجروبات على إجابة لأسئلة امتحان اللغة العربية للصف السادس، بالقول: «الأجوبة تحير، لأنها مختلفة عن بعضها بعضاً».

وعزت أمهات طلبة توجههن لـ«جروبات» وسائل التواصل الاجتماعي بحثاً عن حلّ لأسئلة الدروس والواجبات والامتحانات لأبنائهن، إلى أسباب عدة، منها تعدد التكليفات المدرسية التي تجعل الطالب يلتزم بالدراسة اليومية لمدة لا تقلّ عن 10 ساعات متواصلة، إضافة إلى أن الظروف الصحية الحالية تحتم التباعد بين الأشخاص، ما يصعب استقطاب معلمين خصوصيين لتدريس الطلبة في البيوت. كما أن أغلب الأمهات، خصوصاً المقيمات، مشغولات طوال الوقت في وظائفهن وأعمال المنزل، ولا وقت لديهن لمساعدة أبنائهن في الإجابة عن أسئلة الدروس والامتحانات.

وأكدن أنهن غير واثقات في الإجابات المقدمة عبر «جروبات» منصات التواصل الاجتماعي «ولكنها الوسيلة الوحيدة المتاحة حالياً لمراجعة الدروس مع أبنائهن»، كما أن «الإجابات ستعود في النهاية إلى معلمي الطلبة في المدارس ليقيّموها ويصححوا ما جاء فيها من أخطاء».

وفي أحيان كثيرة يبث البعض مقاطع فيديو لشرح دروس معينة، عبر (جروبات) منصات التواصل، بهدف مساعدة الطلبة على فهم بعض الدروس. إلا أن المعلومات التي تتضمنها هذه المقاطع تبدو مختلفة عما تلقاه الطلبة من المعلم، الأمر الذي يضع ذوي الطالب في حيرة كبيرة، ويعرض مستقبله الدراسي للارتباك.

في المقابل، قال مدير مدرسة حكومية، فضل عدم ذكر اسمه، إن تجاهل ذوي الطلبة دور المعلم في المدرسة والتوجه إلى وسائل التواصل الاجتماعي للبحث عن مساعدة في فهم الدروس أو الحصول على إجابات للأسئلة، يعرضهم لأخطاء كثيرة، منها اختلاف الإجابات وعدم التدقيق على مصادرها، ما يسبب لهم التشويش والتشتت، إضافة إلى أن الاعتماد على هذه المنصات يغرس في الطالب عدم الاعتماد على النفس في إنجاز المهام المنوطة به. وقد يعرضه لنتائج غير سليمة، لأن مقدم المادة العلمية غير موثوق به وغير معروف.

وأشار المعلم محمد بها إلى أن «الطلبة الذين يلجأون إلى (جروبات) التواصل الاجتماعي للبحث عن إجابات لأسئلة الدروس والامتحانات، هم ضعاف المستوى، لأنهم لا يرغبون في إجهاد أنفسهم بالبحث والمذاكرة، ويعتمدون على آخرين في أداء التكليفات المدرسية».

ودعا أولياء أمور الطلبة إلى غرس الشعور بالمسؤولية في نفوس أبنائهم، ودفعهم للاعتماد على أنفسهم في أداء مهامهم وواجباتهم، مؤكداً أن «تدريب الطالب على تحمل المسؤولية يجعله قادراً على مواجهة التحديات، سواء أثناء مراحل دراسته أو في حياته العملية لاحقاً».

وذكرت المعلمة ذكرى عبدالله، أنها لاحظت تطابق إجابات عدد من الطلبة على أسئلة الواجبات التي يكلفون بها خلال اليوم الدراسي، سواء في الإجابات الصحيحة أو الخاطئة، ما يؤكد أن أشخاصاً آخرين أجابوا بالنيابة عنهم عن الأسئلة وزودوهم بالإجابات دون تدخل منهم.

وقالت إن «هذه الطريقة لن تكون مفيدة للطالب، ولن تسهم في تحسين مستواه الدراسي».

منصات تعليمية

عززت وزارة التربية والتعليم بوابتها للتعلم الذكي بالعديد من المنصات التعليمية العالمية التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف إتاحة خيارات تعليمية للطلبة خلال عملية التعلم عن بُعد.

وتتضمن المنصات المواد الدراسية والمناهج الدراسية التي تطبقها الوزارة، إلى جانب المنظومات التعليمية الأخرى المطبقة في مدارس الدولة، فضلاً عما تتيحه منصة الوزارة من حلول تعليمية متقدمة عبر بوابتها التي تضم آلافاً من المقاطع التعليمية التفاعلية، ما يتيح للطالب كمّاً هائلاً من الوسائل والمعلومات الموثوقة التي يمكنه الاعتماد عليها للتعلم بشكل فعال وجيد.


«طلب المساعدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعرّض الطالب للأخطاء».

«طلبة (الجروبات) ضعاف المستوى، ولا يرغبون في إجهاد أنفسهم بالمذاكرة».

تويتر