احتواء الأسرة للأبناء والرقابة الأبوية ومنع الخروج وقت التعقيم

3 أسباب لانخفاض معدلات قضايا الأحداث خلال 5 أشهر

قرب الآباء من الأبناء أشبع عاطفتهم التي كانوا يبحثون عنها في الشوارع وخارج المنزل. ■ من المصدر

حدد اختصاصيان ثلاثة أسباب لتراجع معدلات قضايا الأحداث، خلال الخمسة أشهر الماضية، تمثلت في احتواء الأسرة للحدث، والرقابة الأبوية الدائمة، ومنع الخروج من المنازل خلال فترة برنامج التعقيم الوطني، مشيرَين إلى أن المنابع الرئيسة لجعل الحدث مجرماً وإقدامه على ارتكاب سلوكيات عدوانية، هي الأسرة والمدرسة ووسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت الأخصائية الاجتماعية في مجال رعاية الأحداث، نورة عبدالله، إن الإجراءات الاحترازية التي تطبقها الدولة خلال الفترة الراهنة كان مردودها إيجابياً على العلاقة داخل الأسر بتقويتها وتحسينها.

وأشارت إلى أن نسبة جرائم الأحداث تراجعت بشكل كبير، وتكاد تكون معدومة، وذلك بسبب احتواء الأسر للأحداث، فقد كان يعاني الحدث قلة احتواء أسرته له، ما يجعله يتوجه للجريمة، لاعتقاده أنه يعاقب أسرته بتعاطيه مواد مخدرة، أو من خلال المشاجرات بتنمّره على الطلبة الذين يصغرونه سناً.

وأكدت أن شكاوى التنمر المدرسي قد انعدمت بسبب الرقابة العالية من أولياء الأمور، أثناء اليوم المدرسي، خلال تطبيق التعليم عن بُعد للطلبة.

ونوهت عبدالله بأن وجود الرقابة الأبوية الدائمة أو لفترات طويلة أطول مما كانت عليه سابقاً بسبب تطبيق العمل عن بعد، ومنع الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، شجع على توطيد العلاقة بين الآباء والأبناء.

وأكدت أن قرب الآباء من الأبناء أشبع عاطفتهم التي كانوا يبحثون عنها في الشوارع وخارج المنزل، إضافة إلى الرقابة العالية، بعد أن كان مهملاً قبل هذه الفترة بسبب انشغال رب الأسرة بأعماله لأوقات طويلة يكاد لا يراه لشهور أو أسابيع عدة.

وأشارت إلى أن فترة التعقيم الوطني التي تم منع خروج المواطنين والمقيمين فيها في فترات المساء منعت الأحداث من الخروج مع رفقاء السوء الذين يكبرونهم عمراً، ويشجعونهم على تعاطي مواد ضارة، أو القيام بأعمال مخلة بالآداب العامة، وبالتالي جلوسهم في المنازل أمام رقابة عالية حمتهم من هذه الممارسات السيئة.

وذكرت أنه طوال السنوات الفائتة حاولت جهات محلية إقناع الأسر التي أُودع أبناؤها دار رعاية الأحداث بأن تكون أقرب لهم، فهم ضحايا إهمال ورفاق سوء، إلا أن الاستجابة لم تكن مُرضية.

من جانبه، قال أستاذ علم الجريمة في جامعة الشارقة، الدكتور أحمد العموش، إن «المنابع الرئيسة لجعل الحدث مجرماً، وإقدامه على ارتكاب سلوكيات عدوانية هي الأسرة والمدرسة ووسائل التواصل الاجتماعي».

وأوضح أن ضعف الإدارة الأبوية ينتج عنها تقدير ذات منخفض لدى الأبناء يدفع بهم إلى البحث عن مصدر للأمان، كما يعتقدون، مثل الانضمام إلى رفقاء سوء يكون معظم أفرادها أكبر منهم عمراً، حتى يحصلوا على الحماية من أي عنف قد يتعرضون له من زملاء المدرسة أو الحي السكني، ومع الوقت يكتسبون السلوك العدواني للمجموعة التي ينتمون إليها.

وأضاف: «أسهم غياب الرقابة الأبوية وما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من مقاطع وصور وقصص العنف في خلق سلوك عدواني لدى فئة المراهقين الذين جنحوا للعدوانية، بهدف إثبات ذواتهم، نتيجة فشلهم في الدراسة، وفقدانهم الاهتمام من أسرهم، كالتنمر المدرسي أو الاجتماعي الذي يقوم على مبدأ (حكم القوي على الضعيف)، ففي معظم الأحيان يزاول المتنمرون العنف بجميع أنواعه، سواءً كان لفظياً أو جسدياً أو نفسياً، على من هم أضعف منهم»، مشدداً على خطورة سلوك العنف في المنزل وأثره على الصغار.

100 % تراجع البلاغات

كشفت الجهات المعنية عن تراجع بلاغات الأحداث بنسبة 100% خلال الخمسة أشهر الماضية، وتحديداً بعد اتخاذ الدولة الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، والتي تضمنت تقييد الحركة لفترات معينة خلال اليوم، إذ لم تستقبل مراكز الأحداث في المنطقة الشرقية، أي حدث خلال هذه الفترة.

وذكر كتاب الإحصاء السنوي الصادر عن مركز الفجيرة للإحصاء، أن العام الماضي سجل دخول 39 مواطناً حدثاً من مرتكبي الجرائم، إلى مراكز الأحداث في المنطقة الشرقية.


- قرب الآباء من الأبناء أشبع عاطفتهم التي كانوا يبحثون عنها في الشوارع وخارج المنزل.

تويتر