أكّدوا خطورة اقتناء أنواع غير معروفة من الـ «جت سكي»

خبراء: تسرّب الوقود وإهمال الصيانة وراء انفجار الدراجات المائية

هناك شركات معتمدة في الدولة مصنّعة لهذه الدراجات وتتمتع بخبرة ودرجة عالية من الأمان. تصوير: باتريك كاستيلو

أثار فيديو انفجار دراجة مائية «جت سكي» على متنها رجل مع ابنه في البحر، مخاوف كثيرين من استخدام هذه الدراجات، في ظل الإقبال على الرياضات البحرية في هذه الفترة من العام.

وعزا خبراء فنيون ورياضيون متخصصون لـ«الإمارات اليوم» انفجار هذه الدراجة إلى أسباب، منها تسرب الوقود خارج مساره المعتاد واختلاط أبخرته بالأكسجين، ثم تعرضه لمصدر حراري، ومنها كذلك التقصير في الصيانة الدورية الضرورية في ظل الاستخدام المتكرر للدراجة، وكذلك اقتناء دراجات مصنعة من شركات غير معروفة، مشيرين إلى أن هناك ثلاثة أنواع رئيسة ومضمونة في الدولة.

وأكد الخبير أول بقسم الهندسة الجنائية بشرطة دبي، أحمد محمد، ضرورة التوقف عن استخدام الدراجة فوراً حال شم رائحة وقود منها.

وقال إن الواقعة من خلال الفيديو تشير إلى حدوث ارتفاع مفاجئ في ضغط الحيز الواقع أسفل مقعد الدراجة بمقدار يزيد على قدرة هذا الحيز على التماسك، ومقاومة موجة الضغط الذي تعرّض له ما تسبب في تطاير المقعد والانفجار.

وأضاف أن مثل هذه الحوادث تقع نتيجة تسرب الوقود خارج مساره الطبيعي، وتجمّعه في حيز خارجي، وفي هذه الحالة تختلط الأبخرة الناتجة عن ارتفاع درجة حرارته مع أكسجين الهواء الجوي، فتتحول إلى خليط خطر يشتعل فور تعرضه لمصدر حراري كالشرر الصادر عن عمل الدوائر الكهربائية بالدراجة، ويكون مصحوباً بموجة من الضغط والحرارة.

وأكد ضرورة عدم استخدام الدراجة في حالة انبعاث رائحة وقود منها أو عدم استجابتها لمزود السرعة بشكل معتاد، إذ يعد هذا مؤشراً الى وجود خلل مرتبط بدورة الوقود.

كما أكد أهمية الصيانة الدورية للدراجات المائية، والحرص على ارتداء سترات النجاة أثناء استخدامها في المياه، حتى لو كان سائقها يجيد السباحة، لئلا يتعرض للغرق حال سقوطه من عليها لسبب أو لآخر، فربما يتعرض لحادث يحول دون قدرته على السباحة فتنقذه سترة النجاة.

من جهته، قال الخبير والمتسابق المواطن وصاحب ورشة صيانة له خبرة تزيد على 25 عاماً في هذا المجال، محمد ميزر سيف المري، إن الانفجار وقع غالباً نتيجة تسرب الوقود وحدوث شرارة أدت إلى وقوع الحادث، عازياً ذلك إلى عدم إجراء صيانة دورية للدراجة من قبل مختصين لديهم دراية بهذا النوع من المركبات.

وأضاف أن هناك شركات معتمدة في الدولة مصنعة لهذه الدراجات وتتمتع بخبرة ودرجة عالية من الأمان، لكن في ظل أزمة «كورونا» وتأثر حركة الشحن ارتفعت أسعار الدراجات المائية بشكل كبير، ما دفع كثيرين إلى شراء دراجات مستعملة، والتي ارتفعت أسعارها أيضاً، لكن تظل مقبولة مقارنة بالجديدة التي يبيعها البعض خارج الوكالة بـ100 ألف درهم.

وأشار إلى أنه في ظل الإقبال على الدراجات المستعملة، يجب أن يفحصها المشتري لدى شخص موثوق به ولديه خبرة كافية قبل شرائها، للتأكد من عدم وجود تسرب فيها أو خلل آخر في الماكينة أو الهيكل، مؤكداً أن هذه الدراجات يجب أن تخضع لصيانة دورية تشمل تغيير زيت وفلاتر كل 35 ساعة، لضمان استمرار أدائها بشكل جيد دون مشكلات أو مخاطر.

وأكد أن هناك إشكاليات مرتبطة بهذا النوع من الهوايات البحرية، منها عدم إلمام مستأجري هذه الوسائل بأنظمتها وآداب قيادتها في البحر، ما يؤدي إلى وقوع حوادث.

وحول مزودي خدمة تأجير الدراجات المائية أكد المدرب والخبير بمؤسسة دبي لتأجير القوارب والدراجات البحرية، إسلام السيد، أن دبي لم تشهد حادثاً مماثلاً مثل هذا، نظراً لاستخدام أفضل الأنواع الموثوق بمتانتها وأمنها، فضلاً عن صيانتها الدورية وفق إجراءات صارمة لضمان سلامة مستخدميها.


نوع غير معروف

قال المدرب والخبير بمؤسسة دبي لتأجير القوارب والدراجات البحرية، إسلام السيد، إن الدراجة التي تعرضت للانفجار في الفيديو من نوع غير معروف، على عكس الدراجات المعتمدة في دبي، والدولة عموماً، عازياً الحادث إلى خلل في أحد كابلات الدراجة وتسرّب الوقود.

وأكد أنهم كمؤسسة متخصصة في تأجير هذا النوع من الوسائل البحرية يحرصون على فحص الدراجات كل يومين من قبل طاقم فني تابع للشركة المصنعة، فضلاً عن تدقيق يومي من قبل المؤسسة حفاظاً على الزبون. ونصح هواة هذه الرياضات الراغبين في اقتنائها، بضرورة شرائها من شركات معتمدة ذات سمعة معروفة، والتعاقد مع جهة لصيانتها بشكل دوري، لأن الصيانة تمثل أهمية كبيرة في الحفاظ على أمن الدراجة ومتانتها، إذ تحتاج إلى تغيير زيت وفلاتر هواء وفحص للدوائر الكهربائية بشكل دوري.

تويتر