«الأرصاد»: استمرار الاضطراب الجوي اليوم

أمطار غزيرة بأنحاء الدولة.. ورياح قوية تعطل الدراسة في مدارس

صورة

شهدت الدولة، أمس، أمطاراً راوحت بين المتوسطة والغزيرة وصاحبها برق ورعد، أدت إلى جريان الوديان والشعاب وانخفاض درجات الحرارة بصورة واضحة، وتساقط الأشجار نتيجة الرياح القوية، وتوقف الدراسة في مدارس حفاظاً على سلامة الطلبة، فيما أفاد المركز الوطني للأرصاد بأن الدولة تتأثر، منذ أول من أمس، بحالة من عدم الاستقرار الجوي في المناطق الشمالية والشرقية، امتدت أمس من الخليج العربي حتى السواحل والمناطق الداخلية للدولة، ما أدى إلى تكوّن سحب ركامية ممطرة غطت سواحل أبوظبي والمناطق الشمالية والشرقية للدولة، نتيجة وجود منخفض جوي في طبقات الجو العليا، يتزامن مع منخفض جوي سطحي من البحر الأحمر.

وأوضح المركز أن انتشار السحب الركامية خلّف انخفاضاً ملحوظاً في درجات الحرارة، وأمطاراً متوسطة وغزيرة مصحوبة ببرق ورعد، استمرت من الساعات الأولى لصباح أمس، وحتى ساعات الليل، في معظم مناطق الدولة، فيما شهدت بعض المناطق سقوط بَرَد، مشيراً إلى أن حركة الرياح ظلت نشطة إلى قوية، وكانت مثيرة للغبار والأتربة، ما أدى إلى تدني الرؤية الأفقية لأدنى مستوياتها، وانعدامها في المناطق المفتوحة.

وتوقّع المركز استمرار حالة عدم الاستقرار الجوي خلال اليوم، مع اختلاف تأثيرها وفقاً لمرور السحب الركامية فوقها، بحيث تقل تدريجياً في المناطق الشمالية والشرقية من الدولة، بينما يظل سقوط الأمطار مستمراً في المناطق الغربية من الدولة.

وحذّر المركز الصيادين والمواطنين والمقيمين من ارتياد البحر، الذي يظل مضطرباً إلى شديد الاضطراب، كما ناشد قائدي المركبات أخذ الحيطة، خلال القيادة، نظراً لتدني الرؤية.

تعليق الدوام المدرسي

وأفادت وزارة التربية والتعليم بأن الإدارات المدرسية لديها صلاحية تعليق الدوام المدرسي، حسب الظروف المناخية غير المستقرة، سواء بتكاثر الأمطار أو غيرها، موضحةً أن مدير المدرسة يستطيع تقييم الأجواء في منطقة مدرسته، ما إذا كانت تستدعي تعطيل الدراسة أم لا، وبناء على ذلك يخاطب أولياء أمور طلبته بعدم السماح لأبنائهم بالذهاب إلى المدرسة، إذا كان الأمر يتطلب ذلك.

وذكرت الوزارة أنها قد تضطر إلى تعليق الدراسة بشكل عام في منطقة معينة أو أكثر على مستوى الدولة، تفادياً لظروف مناخية غير مستقرة، بعد التواصل مع الجهات المختصة، منها الهيئة الوطنية للأرصاد، والدفاع المدني، حرصاً على سلامة الطلبة.

فيما قررت مدارس خاصة في أبوظبي تعليق الدراسة، اليوم، بسبب الأحوال الجوية، وقررت مدارس أخرى تطبيق الدوام المرن لضمان سلامة الطلبة، وأبلغ ذوو طلبة «الإمارات اليوم» أن المعلمين نصحوهم بعدم إحضار أطفالهم، اليوم، تحسباً لسوء الطقس، بالإضافة إلى توقع ارتفاع نسب الغياب.

وأكدت بلدية دبي أن الفرق التابعة لها أكملت استعداداتها للتعامل مع آثار تجمعات الأمطار، ونجحت في ذلك خلال ساعات، لافتة إلى وجود بنية تحتية جيدة حالت دون تجمع المياه في الشوارع الرئيسة.

وأكدت أن هذا النوع من الأمطار في الأغلب لا يكون متوقعاً، من حيث كميتها، كونها ناجمة عن عاصفة رعدية مصاحبة، موضحة أن الأمطار التي هطلت على دبي، كانت بين المتوسطة والغزيرة.

محطات ضخ

وأشار المدير التنفيذي لقطاع خدمات البنية التحتية بالبلدية، ورئيس فريق «غيث دبي»، المهندس طالب جلفار، إلى وجود 60 محطة ضخ لمياه الأمطار في دبي، ضمن شبكة من الأنابيب، يصل طولها الإجمالي إلى 1.75 مليون متر طولي، تتخللها 28 ألف غرفة تفتيش، ومتصل بها 72 ألف مصرف مياه أمطار، مؤكداً أن كل هذه المنظومة تنتهي بـ28 مخرجاً إلى البحر أو إلى خور دبي، كما أن الفرق الفنية المختصة تعمل من إدارات متعددة.

وذكر أن المناطق التي لا يتم توصيلها بالشبكة العامة لتصريف مياه الأمطار تتولى الفرق المعنية في البلدية مسؤولية تصريف مياه الأمطار المتراكمة فيها، إما بواسطة الصهاريج، أو باستخدام المضخات.

ودعا الجمهور إلى تفهم الأولويات، إذ إن الأولويات المعلنة للعمل الميداني تتدرج من الشوارع الرئيسة، فالشوارع الفرعية، ثم المناطق والساحات، مناشداً من لديه ملاحظة تتعلق بالأمطار تقديم بلاغ عبر تطبيق «دبي 24/‏‏‏‏‏‏‏‏‏7».

من جانبه، أكد مدير إدارة النفايات في بلدية دبي، المهندس عبدالمجيد سيفائي، لــ«الإمارات اليوم»، أن فرق العمل توزعت على مناطق دبي المختلفة، لتصريف مياه الأمطار المجمعة، وتمكنت من ذلك خلال ساعات قليلة، رغم غزارة هطولها، مؤكداً أن المياه المجمعة في المراكز التجارية الخاصة ليس من اختصاص البلدية، بل من اختصاص المطور العقاري، موضحاً أنه في حال احتاجت تلك الجهات مساعدة من البلدية، يتم تقديمها لها على الفور.

تسرب مياه

وقامت الفرق المتخصصة في شركة «إعمار» بتنفيذ أعمال الصيانة والتنظيف اللازمة، عقب تسرب المياه لعدد محدود من المحال، وبعض المرافق في دبي مول، نتيجة غزارة هطول الأمطار.

وقالت «إعمار»، في بيان نشرته أمس على «تويتر»: «بسبب تأثر دبي مول بالأمطار الغزيرة، وحدوث تسرب في بعض مناطق المول، نعمل على معالجة جميع التسربات مع استمرار عمل المول بالشكل الطبيعي، حيث توجد فرق العمل على رأس عملها لتقديم الخدمة للزوار، ونؤكد أن سلامة وراحة الزوار والموظفين والمستأجرين هي على رأس أولوياتنا».

إلى ذلك، شهدت إمارتا الشارقة وعجمان، منذ ساعات الصباح الباكر أمس، هطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة، صاحبتها رياح قوية، وسط تحذيرات من شرطتي الشارقة وعجمان، عبر مواقعهما الإلكترونية ومنصاتهما في مختلف حساباتهما على وسائل التواصل الاجتماعي لأخذ الحيطة والحذر خلال الأمطار.

وأفاد مدير فرع التوعية والإعلام المروري بشرطة الشارقة، المقدم عبدالرحمن خاطر، بأن إدارة المرور والدوريات لم تتلق أي حوادث بليغة، فيما حثت شرطة الشارقة السائقين الذين تتعرض مركباتهم لحوادث بسيطة أو أعطال ميكانيكية أثناء المطر العمل على إخراج مركباتهم من الطريق، وإيقافها في أقرب موقف آمن، حفاظاً على سلامتهم، وضماناً لانسيابية حركة السير.

بدورها، أكدت هيئة التعليم الخاص بالشارقة أنها أعطت الأولويات كافة لإدارات المدارس الخاصة، لصرف الطلبة أو تعليق الدوام أو تعطيل إداراتها، وفق الأحوال الجوية السائدة، وما تراه من أهمية للحفاظ على سلامة الطلبة، الأمر الذي جعل بعض المدارس تصرف الطلبة قبل نصف ساعة من انتهاء الدوام.

وأكد أولياء أمور طلبة في الشارقة وعجمان أنهم فضلوا، منذ الصباح الباكر عند رؤيتهم للأجواء الماطرة تعطيل أبنائهم خوفاً عليهم، وحفاظاً على سلامتهم، مشيرين إلى أنهم تواصلوا مع مدارس أبنائهم لإعلامها بذلك.

خطة ممنهجة

فيما أكدت بلدية الشارقة تعاملها مع مختلف الملاحظات، التي وردت لها خلال الحالة الجوية، التي سادت منذ صباح أمس، بناءً على خطة ممنهجة، وتشكيل اللجان الخاصة بطوارئ الأمطار. وواصلت فرق الطوارئ التابعة لدائرة البلدية والتخطيط في عجمان عملها لسحب المياه، من كل الأماكن التي تجمعت في الإمارة، تسهيلاً للحركة، حيث وزعت العديد من المضخات في شوارع الإمارة.

وفي رأس الخيمة، أشار مشرف عام لجنة طوارئ الأمطار، ومستشار دائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة، أحمد حمد الشحي، لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن الإمارة شهدت أمطاراً غزيرة ورياحاً شديدة في المناطق الساحلية ومناطق أقصى الشمال، حيث بلغ عدد البلاغات التي تلقتها الدائرة خلال اليومين الماضيين 71 بلاغاً، منها 38 بلاغاً عن سقوط الأشجار، وبلاغان عن تحرك الحواجز المرورية وعرقلة حركة الطريق، وثلاثة بلاغات عن سقوط أعمدة إنارة، وبلاغ عن تعطل إشارة مرور، و27 بلاغاً عن تجمع مياه الأمطار.

فرق طوارئ

وأوضح أن الدائرة نشرت فريقاً مكوناً من 131 موظفاً في فرق الطوارئ، و18 تنكراً و11 مضخة في جميع المناطق التي شهدت أمطاراً غزيرة ورياحاً قوية، بهدف التعامل مع الحالة الجوية بأقل الأضرار، لافتاً إلى أنه تم سحب مليون و564 ألف غالون من مياه الأمطار، في مختلف الطرق والمناطق السكنية برأس الخيمة.

وأشار إلى أن فرق الطوارئ في الدائرة تعمل على سحب المياه من الطرق، والتعامل مع البلاغات، والاستجابة لها بأسرع ما يمكن.

وقال مصدر في مؤسسة مواصلات الإمارات فرع رأس الخيمة، إن المؤسسة أوقفت حافلاتها عن العمل، نتيجة تعطل الدراسة في غليلة وشعم والرمس، وفي منطقة وادي البيح، بسبب جريان الأودية.

وأوضح أنه نظراً لسقوط الأمطار الغزيرة طوال ليلة أول من أمس، وتجمع كبير لمياه الأمطار في الطرق العامة وسقوط الأشجار، أوقفت مدارس حكومية الدراسة، وتم إبلاغ أسر الطلبة بتعطيل الدراسة، وعلى أثر ذلك توقفت حافلات المؤسسة عن نقل الطلبة.

وأضاف أن استمرار الحالة الجوية وتساقط الأمطار قد يؤديان إلى تضرر الحافلات، وتعرض الطلبة للخطر، لذلك تمت إعادة الطلبة إلى منازلهم.

فيما قال مصدر مسؤول بمؤسسة مواصلات الإمارات فرع الساحل الشرقي، إنه تم الاتفاق مع إدارات المدارس بالمنطقة الشرقية، نظراً لحالة الطقس، على تعطيل الدراسة صباح أمس مبكراً في بعض المدارس والحضانات، احترازياً لتفادي عبور أي وادٍ، ما قد يسبب تأخر وصولهم إلى منازلهم، مشيراً إلى أن القرار جاء حفاظاً على أمن وسلامة الطلبة، بسبب تقلب الأحوال الجوية التي تشهدها المناطق الشرقية.

ووزعت بلديات المنطقة الشرقية بإمارة الفجيرة، وخورفكان، وكلباء، ودبا الحصن آلياتها من تناكر وآليات سحب المياه وعمالها، والتي عملت على شفط المياه، لمنع تراكمها في الشوارع والمناطق السكنية، وتأمين عدد من الأودية.

وأبلغت مدارس خاصة وحكومية وحضانات في إمارة الفجيرة ومدينة كلباء أولياء الأمور بتعطيل الدراسة، صباح يوم أمس، بسبب سوء الأحوال الجوية، وتراكم كميات كبيرة من المياه، بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة الشرقية.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.


بلدية دبي: «تصريف كميات الأمطار المجمعة، خلال ساعات محدودة».

شرطة الشارقة: «لا حوادث بليغة، خلال الأمطار».

مدارس صرفت الطلبة قبل انتهاء الدوام الرسمي بنصف ساعة.

«الأرصاد» حذر من ارتياد البحر الذي يظل مضطرباً إلى شديد الاضطراب.


«البنية التحتية» تخصّص فرقاً لدعم الحكومات المحلية

أكد وزير تطوير البنية التحتية، الدكتور المهندس عبدالله النعيمي، أن الوزارة تنسق مع الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، للحد من الأضرار الناتجة عن مياه الأمطار. وشكّلت فرق عمل من المهندسين والفنين والمقاولين من القطاع الخاص، مجهزين بمعدات وآلات حديثة لتقديم الدعم والمساعدة للحكومات المحلية، بهدف تعزيز ودعم منظومة البنية التحتية في دولة الإمارات.

ولفت إلى أن الوزارة اتخذت العديد من الإجراءات والخطوات الاستباقية، بالتنسيق مع الجهات المحلية والمعنية بالدولة، حيث عملت على إعداد خطة واضحة، في إطار استعدادها لموسم الأمطار.

إيقاف شركتين لتنظيمهما رحلات «باراشوت» خلال تقلبات الطقس

قررت دائرة الطيران المدني ودائرة التنمية الاقتصادية في الشارقة، إيقاف شركتين عاملتين في مجال السياحة عن العمل، بعد تنظيمهما رحلات «باراشوتات» مائية في مدينة خورفكان، خلال تقلبات الأحوال الجوية، ما تسبب في سقوط ثلاثة «باراشوتات» تابعة للشركتين، وإصابة عدد من المتنزهين الآسيويين، أول من أمس.

وأكدت الجهات المعنية في إمارة الشارقة حرصها على سلامة الأفراد، وعدم التهاون مع الجهات التي تنظم أنشطة ترفيهية أو رحلات خلال تقلبات الأحوال الجوية، قد ينجم عنها تعريض حياة الأفراد للخطر.

«إسعاف دبي» ترفع درجة الاستعداد

أفادت مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف بأنها رفعت درجة الاستعداد والجاهزية، للتعامل مع الحالة الجوية التي تمر بها البلاد، مطالبة السائقين على الطرق بتوخي الحذر، وتجنب السرعة الزائدة، كذلك الإفساح لسيارات الإسعاف والطوارئ، وفق مدير إدارة عمليات الإسعاف بالإنابة في المؤسسة، مشعل جلفار. وقال جلفار إن المؤسسة تطبق خطة شاملة، لمواجهة التقلبات المناخية، خصوصاً الأمطار الغزيرة المتوقع استمرارها اليوم، وفقاً لخبراء الأرصاد الجوية. وأوضح أن المسعفين وفنيي الطب الطارئ في حالة تأهب قصوى، واستنفار دائم، لمواجهة أية احتمالات، وتلبية النداءات التي قد ترد إليهم هاتفياً، أو عبر الإرسال الطبي، أو الاستغاثات، عبر قنوات القيادة العامة لشرطة دبي.

وجيه السباعي - دبي

الأمطار وارتفاع الموج تعطل 1100 مركب عن الصيد في أبوظبي

أبلغ صيادون، «الإمارات اليوم»، بأن الأمطار والرياح الشديدة وارتفاع موج البحر، التي شهدتها الدولة منذ مساء أول من أمس، أدت إلى توقف جميع مراكب الصيد العاملة بأبوظبي، والبالغ عددها نحو 1100 قارب صيد عن نزول البحر.

وأكد أصحاب مراكب صيد: حمد البلوشي، ومحمد عبدالله، وسعيد الجابري، ويوسف آل علي، توقف جميع قوارب الصيد عن نزول البحر، منذ صباح أمس، لضمان سلامة الصيادين ومعدات الصيد، مشيرين إلى أن عملية التوقف ستستمر إلى حين تحسن الأحوال الجوية.

من جانبه، أكد نائب مدير جمعية أبوظبي التعاونية لصيادي الأسماك، علي عبيد الزعابي، لـ«الإمارات اليوم»، أن حركة أسواق السمك في الإمارة لا تتأثر بمثل هذه الظروف، حيث تقوم الجمعية بتعويض الانخفاض في كميات الأسماك الناتجة عن توقف الصيد، من مخزون الصيد في الأيام السابقة، بالإضافة إلى لجوء التجار إلى شراء كميات أكبر من الأسماك الطازجة القادمة من الخارج.

عمرو بيومي - أبوظبي

تويتر