بعد انتشار الدخان الأسود أثناء نومهم فجراً

«حريق بني ياس» ينهي حياة 8 مواطنين من أسرة واحدة

صورة

توفي ثمانية مواطنين، بينهم خمسة أطفال، وأصيب تاسع بإصابات متوسطة، جميعهم من أسرة واحدة، بعد نشوب حريق في منزلهم، أمس، بمنطقة بني ياس في أبوظبي.

وقال مقربون من الضحايا أن الحادث وقع فجر أمس، في الطابق الأرضي من الفيلا التي يقطنون فيها، فيما كان الضحايا نائمين في الطابق العلوي، إذ انتشر الدخان في أنحاء المنزل، ما تسبب في وفاتهم.

وذكر مسؤول في الدفاع المدني بالدولة أن عدم انتباه الأفراد النائمين لوجود حريق في المنزل، يعود إلى أن دخان الحرائق يحوي مادة ثاني أكسيد الكربون، التي تعتبر مادة مخدرة تمنع الأشخاص من الشعور بوجود حريق، وتسبب نوماً عميقاً، مؤكداً أهمية تركيب كاشفات الدخان إذ تعتبر عاملاً رئيساً لحماية السكان من الموت اختناقاً بدخان الحريق، حال اندلاع النيران في منازلهم وهم نائمون.

وقال علي الكثيري، صاحب المنزل، أنه فوجئ بوقوع الحريق عند عودته من صلاة الفجر، حيث صدم من مشهد الحريق، موضحاً أنه اندلع في الطابق الأرضي من الفيلا المكونة من طابقين، ثم تصاعدت ألسنة الدخان للطابق الثاني، حيث كان الضحايا نائمين في غرف المعيشة.

ولفت إلى استجابة أجهزة الدفاع المدني السريعة لإطفاء النيران، وإخراج أفراد العائلة من المنزل، لكن مشيئة الله أن يقضوا في هذا الحادث الأليم، داعياً الله أن يغفر لهم ويدخلهم فسيح جناته.

وذكر أن ابنتيه توفيتا في الحادث، إحداهما عمرها سبعة أعوام والثانية 21 عاماً، بالإضافة إلى ثلاثة أبناء لشقيقته، هم: سالم (عامان)، ورامس (ثلاثة أعوام)، وفاطمة (أربعة أعوام)، وأمهم (40 عاماً)، وزوجة شقيقه (38 عاماً)، وابنته فاطمة (ثلاثة أعوام).

شرطة أبوظبي تحدد سبب حريق "بني ياس"

وقال شقيقه، ثاني سالم الكثيري، إن الحادث المفجع وقع قضاء وقدراً، ولم تفلح محاولة إنقاذ العائلة من الحريق، وهذه مشيئة الله، ونبتهل إلى الله أن يغفر لهم ويدخلهم فسيح جناته، معرباً عن خالص شكره وامتنانه لكل من واسى العائلة في مصابها.

ودعا عبدالله المحرمي، ومسلم المحرمي، من جيران صاحب المنزل المحترق، إلى ضرورة التوعية بمخاطر حرائق المنازل، وتركيب التقنيات الحديثة وأجهزة كشف الدخان التي تقي هذه الحرائق، مشيرين إلى أن كثيراً من منازل منطقة بني ياس قديمة، وتفتقر إلى اشتراطات السلامة والوقاية من الحرائق.

وشهدت الدولة حوادث مشابهة وقعت خلال السنوات الماضية، أدت إلى وفيات، بعد اندلاع حرائق داخل منازل، استنشق سكانها الدخان وهم نائمون، إذ أكد مختصون أن الدخان يسبب نقصاً حاداً في الأكسجين، ويسبب الاختناق السريع وفقدان الوعي، ويقلص قدرة النائم على الحركة ومقاومة الحريق.

وفي شهر يناير الماضي، توفي سبعة أشقاء مواطنين، أربع بنات بينهن طفلتان توأم، وثلاثة أولاد، راوحت أعمارهم بين خمسة و15 عاماً، في منطقة رول ضدنا بإمارة الفجيرة، نتيجة الاختناق بالدخان الأسود الناتج عن حريق شب في صالة المنزل.

المئات يشيِّعون جثامين الضحايا

شيع المئات من أهالي مدينة أبوظبي جثامين الضحايا في مقبرة بني ياس، بعد صلاة المغرب، أمس، معربين عن خالص تعازيهم لذوي الضحايا.

ودعا مدير عام الدفاع المدني في أبوظبي، العميد محمد معيوف الكتبي، إلى ضرورة الالتزام باشتراطات الوقاية والسلامة، والتأكد من صيانة معدات إطفاء الحريق اليدوية والمتنقلة، فيما نعى مغردون عبر مواقع التواصل ضحايا الحريق، مقدمين عزاءهم إلى العائلة.

أسباب حرائق المنازل

ذكرت القيادة العامة للدفاع المدني أن أحد أهم أسباب الحرائق المنزلية ضعف الوعي الوقائي لدى بعض الأهالي والذي يؤدي إلى الإهمال، ويعد ذلك سبباً رئيساً في وقوعها، فضلاً عن إهمال البعض اشتراطات الوقاية والسلامة في المنازل، حيث تتضاعف بذلك الخسائر في الأرواح والممتلكات، جراء الحريق والاختناق باستنشاق الدخان المنبعث منه، وهو الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود للتوعية بأهمية تركيب أنظمة السلامة المنزلية، والحرص على صيانتها بصورة منتظمة لتجنب هذه المخاطر، مبينة أن «كاشف الدخان» ينذر بخطر الحريق قبل تطوره، نظراً لتميزه بكشف معظم أنواع الحرائق في بدايتها.

كاشفات الدخان

بدأت وزارة الداخلية، أخيراً، أولى عمليات ربط المباني والأبراج السكنية بغرفة العمليات في الدفاع المدني، وعلى مستوى الدولة، عبر نظام «حصنتك»، وهو أول نظام من نوعه للمراقبة والإنذار والتحكم الذكي في المباني على مستوى الدولة، بهدف تسريع الاستجابة لحالات الطوارئ، ورصد أي خلل في أنظمة السلامة، من خلال الربط المباشرة بغرف عمليات الدفاع المدني، والذي يستند إلى حل ذكي بربط منظومة السلامة المتوافرة في هذه البنايات بغرف العمليات في الدفاع المدني، مع القدرة على تبويب وتصنيف وقراءة البلاغات، ليسهل التعامل معها بسرعة وبدقة يُختصر فيها زمن الاستجابة إلى مستويات قياسية وبصورة آلية. كما وقعت الوزارة مطلع العام الجاري اتفاقية مع شركة مجموعة الإمارات للاتصالات (اتصالات)، لتعزيز الخدمات الذكية واستثمارها في تعزيز الإجراءات الوقائية والسلامة في المنشآت والبيوت السكنية، بربطها بمنظومة غرف عمليات الدفاع المدني، عبر منظومة استشعار دخاني سريعة التركيب، تعمل بشكل ذاتي دون الحاجة إلى تمديدات مع توفير صفارة إنذار داخلية للإخلاء الفوري.

- الدخان يسبب نقصاً

حاداً في الأكسجين،

والاختناق السريع،

وفقدان الوعي.

 

تويتر