احتضنت مع «مجهولي النسب» لحين اكتشاف هوية الأم

شمسة.. رضيعة أعادتها دبي إلى والدتها بعد مطابقة الحمض النووي

الدكتور عبدالعزيز الحمادي: «بعد التعرف إلى هوية الطفلة حرصت الهيئة على ضمان حقها بالعيش مع أمها في بيئتها الطبيعية».

أعادت هيئة تنمية المجتمع في دبي، أمس، الرضيعة (شمسة) إلى والدتها الفلبينية، التي أبعدت عن البلاد منذ شهور، بعد جهود جهات عدة، استغرقت أسابيع، للكشف عن هوية الأم، عبر تحليل الحمض النووي ومطابقته، ومن ثم اتخاذ قرار بضرورة لمّ شمل الطفلة مع والدتها.

وقال رئيس لجنة اختيار الأسر الحاضنة في إمارة دبي مدير إدارة التلاحم الأسري في الهيئة، الدكتور عبدالعزيز الحمادي، لـ«الإمارات اليوم»، إن الأم أبعدت إلى موطنها قبل أن يتم الكشف عن هوية الطفلة، مضيفاً أنه فور التعرف إلى هوية الطفلة، حرصت الهيئة على ضمان حق الطفلة بالعيش مع أمها في بيئتها الطبيعية، بخلاف الأطفال مجهولي النسب، الذين تتم رعايتهم ضمن أسر حاضنة بديلة.

وتابع أن الهيئة تسلمت الرضيعة قبل أشهر، تبعاً للإجراءات المتبعة بحق الأطفال مجهولي النسب، لتتم رعايتها في قرية العائلة، التابعة لمؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر، وتمت دراسة توفير أسرة بديلة لها من ضمن الأسر المعتمدة لدى اللجنة.

وأضاف أنه بعد فترة طلبت جهات مختصة من هيئة تنمية المجتمع مطابقة الحمض النووي للطفلة مع سيدة فلبينية تم إبعادها من الدولة، وهو ما يجعل الطفلة معروفة الأم، وبالتالي يفتح الأمل بإمكانية أن تعيش مع أمها البيولوجية وفي بيئتها الطبيعية.

وأوضح الحمادي أن الكشف عن هوية الطفلة حوّل مجرى العمل في ملفها بشكل كامل، من إجراءات احتضان إلى إجراءات جديدة، تتطلب تعاوناً وعملاً مشتركاً مع عدد من الجهات في الدولة، على رأسها القنصلية الفلبينية في دبي، إضافة إلى القيادة العامة لشرطة دبي والمؤسسات العقابية والإصلاحية والنيابة العامة، لاستكمال الأمور القانونية والإجرائية وتسريعها.

وأضاف أن فريق الرعاية البديلة في الهيئة كرّس وقته للعمل على ملف الطفلة التي أطلق عليها مؤقتاً اسم «شمسة»، تفاؤلاً بأن تكون حياتها أكثر إشراقاً، واستغرق العمل أسابيع عدة، والكثير من الاجتماعات والمتابعات، والعمل على مجموعة مختلفة من التحديات، تكلل بالنجاح مع سفر الطفلة بصحبة مرافقة من القنصلية الفلبينية إلى والدتها.

وأعرب الحمادي عن شكره للجهات والأفراد الذين أسهموا في إنجاح المهمة، مؤكداً أن الهدف المشترك لكل الجهات هو حماية الطفل، وتأمين جوّ صحي وسليم لرعايته بالشكل الأمثل، وهو ما يدعو إلى تطوير حلول مستدامة تتناسب مع الحالات الفردية والظروف الخاصة بكل طفل.

يذكر أن هيئة تنمية المجتمع أطلقت في عام 2013 برنامج «احتضان»، الذي يعنى بتنظيم عملية الاحتضان وفق شروط وإجراءات تكفل ضمان حصول هؤلاء الأطفال على حقوقهم، من حيث توفير البيئة العائلية الطبيعية المثلى والمستدامة للطفل، الذي توفر له سبل التنشئة السوية، ما يعمل على دمجه في بيئة طبيعية أسوة بأقرانه، ويضمن تعزيز الإشباع العاطفي لديه، وحمايته من الأثر السلبي للحرمان من العائلة.

ويعد إيجاد أسر بديلة حاضنة للأطفال مجهولي النسب مسألة بالغة الأهمية بالنسبة إلى هيئة تنمية المجتمع وغيرها من المؤسسات المعنية في الدولة، لأن تلك الفئة من الأطفال ليس لهم أي سند أو دعم في الحياة سوى مؤسسات الرعاية في الدولة.

تويتر