زعم استثمارها في «الصوف» مقابل عائد مجزٍ

مشجّع كرة يحتال على صديقه ويسلبه 6 ملايين درهم

صورة

تشجيع فريق كرة قدم أوروبي جمع بين رجل أعمال وشخص آخر، وسافرا معاً لحضور بعض المباريات، ونشأت بينهما علاقة صداقة قوية، تطورت إلى علاقة عمل وإبرام صفقات، وانتهت بعملية احتيال بقيمة ستة ملايين درهم.

ضعف الوعي الاستثماري

أفاد مدير إدارة الخبرة وتسوية المنازعات في ديوان سمو حاكم دبي، هاشم سالم القيواني، بأن بعض الأشخاص يقعون ضحية ضعف الوعي والثقافة الاستثمارية، وسعيهم للحصول على معدلات أرباح وعوائد مرتفعة في فترة زمنية قصيرة، أو ما يعرف بالكسب السريع، دون النظر إلى التحقق من مخاطر الاستثمار ومدى وهميته.

وأضاف أنه يتعين على كل شخص يريد استثمار أمواله دراسة مجالات الاستثمار المتاحة، والمخاطر الناتجة عن ذلك، عن طريق الاستعانة بالمختصين في ذلك، وعدم الالتفات إلى عروض وعوائد الاستثمار الوهمية، التي قد ترد عبر البريد الإلكتروني، أو عبر الهاتف، والإبلاغ عن ذلك للجهات المختصة التي لا تدخر جهداً في توعية الجمهور، والتحذير بصفة دورية من وهمية تلك العروض، وذلك تجنباً وتفادياً لتعرض الأشخاص لتلك النوعية من القضايا مستقبلاً.

وقال مدير إدارة الخبرة وتسوية المنازعات في ديوان سمو حاكم دبي، هاشم سالم القيواني، إن الإدارة تلقت دعوى تفيد بتعرض شخص لعملية احتيال من قبل صديقه، بمبلغ نحو 27 مليون درهم، فتم تكليف أحد خبرائها المختصين للوقوف على طبيعة العلاقة بين المدعي والمدعى عليه، والتحقق من الأموال المتداولة بينهما، وأسبابها ومصيرها.

وأفاد المدعي خلال التحقيقات بأنه تربطه علاقة صداقة منذ سنوات مع المدعى عليه، بدأت نتيجة وجود اهتمام مشترك بينهما لتشجيع أحد الفرق الأوروبية في كرة القدم، وكانا دائمي السفر لحضور المباريات، وكان صديقه دائم التحدث عن صفقات متعلقة بتجارة أنواع مختلفة من المعادن والصوف، وأن تلك الصفقات تدر أرباحاً كثيرة في فترة زمنية قياسية، وبعد فترة عرض عليه الاستثمار في عدد من الصفقات، مقابل عائد مجزٍ.

وأضاف أنه سلّمه مبلغ 100 ألف دولار كدفعة أولى لاستثماره صفقة، وبعد فترة فوجئ بحضور صديقه وتسليمه شيكاً بمبلغ 20 ألف دولار، مدعياً أنه عبارة عن أرباح استثمار المبلغ بنسبة ربح 20%، خلال شهر، ومن هنا بدأ في الحصول على ثقة المدعي، وإيهامه بأنه يسعى لتحقيق معدلات أرباح مرتفعة للمدعي في فترة قصيرة.

وقال القيواني إن الخبير المكلف الموضوع عقد اجتماعات مع المدعي وصديقه وتمت دراسة المستندات المقدمة، وكشوف الحسابات البنكية لكل منهما، وتبيّن أن التعامل بينهما دوّن على أساس الثقة، نتيجة علاقة الصداقة بينهما، دون وجود اتفاقات أو عقود تحكم ذلك التعامل، وأن المدعى عليه استمر في إيهام صديقه بقدرته على استثمار أمواله، وأخطره بأنه شريك في إحدى الشركات، وأنه يتولى تنفيذ العديد من الصفقات من خلال تلك الشركة، حيث تبين لاحقاً أنه مجرد موظف في تلك الشركة، وطلب زيادة الاستثمارات، وحول المدعي إليه 21 مليون درهم على مدار عامين، كما تبيّن أن صديقه كان يدفع له دفعات مالية بلغت 21 مليون درهم بدعوى أنها أرباح.

وأفاد القيواني بأنه بعد دراسة المستندات المتعلقة بالدعوى، تبين أن المبالغ المسددة لم تكن أرباحاً ناتجة عن تنفيذ صفقات، وما هي إلا جزء من المبالغ السابق تحويلها من المدعي، وأنه لا توجد أي عقود أو صفقات تجارية أبرمها صديقه، وتبين للمدعي وجود عدد من الأشخاص آخرين داخل الدولة وخارجها احتال صديقه عليهم، وحصل على أموالهم بأساليب مختلفة، وبناء على ذلك بدأ المدعي في مطالبة صديقه برد أمواله، فأدعى صديقه أنه قام باستثمار أمواله في صفقات تجارية حققت خسائر كبيرة، نتج عنها خسارة كل أمواله، وبعدما علم بتوجه صديقه لاتخاذ الإجراءات القانونية ضده، بعث له برسائل نصية بأنه يتعرض لظروف صحية ونفسية غير جيدة، ويفكر في الانتحار بعد خسارة أمواله، بهدف استعطافه وحثّه على التنازل عن المطالبة بأمواله.

وأضاف القيواني، أن تم تقديم التقرير إلى الجهات المختصة، والذي تضمن النتائج التي تم التوصل إليها، وبياناً تفصيلياً بالمبالغ التي حصل عليها المدعى عليه من المدعي، وما قام المدعى عليه برده منها، وبعد تداول تلك الدعوى تمت إدانة المدعى عليه بشأن ما نسب إليه من حصوله على أموال المدعي بطرق غير مشروعة ودون وجه حق.

تويتر