دراسة: يعتقدون أنها أقل خطراً من المخدرات التقليدية

مراهقون يدمنون على مسكنات بـ «وصفة طبية»

كشفت دراسة أعدها برنامج «حماية» في شرطة دبي، بالتعاون مع البرنامج الوطني للوقاية من المخدرات (سراج)، عن ارتفاع مخاطر استخدام مسكنات الوصفات الطبية، خصوصاً من قبل المراهقين الذين قد يتحولون نتيجة جهلهم بعواقبها إلى مدمنين، لافتة إلى أن هناك 10 مؤشرات لكشف تعاطي المعارف والأبناء هذه المسكنات، تشمل تغيرات فسيولوجية، وتطرفاً في السلوكيات، والانطواء.

وأفادت الدراسة بأن «هذه المسكنات أكثر شيوعاً بين المراهقين بعد الحشيش»، لافتة إلى أن «50% من شباب شملهم مسح (تضمنت الدراسة نتائجه) يعتقدون عن جهل أن تعاطي المسكنات التي تصرف بوساطة الوصفات الطبية أكثر أماناً من المخدرات التقليدية».

وأكدت أن «هذه القناعة تتناقض مع الواقع، إذ لا يدرك معظم هؤلاء الشباب أن الخطر الذي يتعرضون له باستخدام هذه العقاقير شديد للغاية، ويؤثر مباشرة في العقل»، مبينة أن «الاستخدام طويل المدى للمسكنات، ولو كان بهدف التخلص من ألم مزمن نتيجة المرض، قد يؤدي في النهاية إلى الإدمان».

لمشاهدة 10 مؤشرات لاكتشاف سوء استخدام الوصفة الطبية، يرجى الضغط على هذا الرابط.


تجارب

نقلت دراسة أعدها برنامج «حماية» في شرطة دبي، بالتعاون مع البرنامج الوطني للوقاية من المخدرات (سراج)، عن أحد الشباب تجربته مع العقاقير المسكنة، قال عنها إنه لم يكن يعتقد أن لديه مشكلة مع المسكنات، ولن تؤثر على أدائه في العمل، ولم تظهر المشكلة إلا بعد تناوله جرعة زائدة منها، إذ اضطر إلى قضاء 12 أسبوعاً في العيادات ليحارب إدمانه عليها.

وذكر آخر أنه كان يعاني تقلباً في حالته المزاجية، ويتعصب من أقل من مشكلة تواجهه، ويصاب بنوبات عنيفة من الغضب والكراهية، فبدأ في استخدام أحد المسكنات، لكن زادت الأمور سوءاً وصار مدمناً عليه، فبدأ يعاني مشكلتين بدلاً من مشكلة واحدة.

في ما قال شاب آخر إنه بدأ الإدمان على المنومات وهو في الـ20 من عمره، بواسطة وصفة طبية، إثر إجرائه عملية جراحية، ثم دأب على استخدامها بطريقة سيئة عن طريق الفم أو بسحقها وإدخالها عبر الوريد أو شمها، ما أعطاه تدريجياً تأثير الهيروين نفسه، إذ كان يسبب له دواراً وضعفاً في التناسق الحركي وفقداناً للوعي، وحين خضع للعلاج احتاج فترة طويلة حتى انسحب العقار من جسده.

وأشارت إلى «تسجيل حالات عدة لأشخاص تعرضوا لمخاطر لم تظهر إلا بعد فوات الأوان وإدمانهم على تلك المسكنات، وتبين أن تأثيرها يزيد بمعدل يراوح بين 30 و50 مرة مقارنة بالهيروين».

وأوضحت أن «هذه المسكنات عبارة عن عقاقير قوية، تتدخل في نقل إشارات الشعور بالألم عبر الجهاز العصبي، ويعمل معظمها على تنبيه أجزاء المخ المرتبطة بالشعور بالمتعة، وتتدخل لتخفيف الألم مؤقتاً، متسببة في الشعور بالانتشاء».

وأظهرت أن «مشتقات الأفيون تعد أقوى المسكنات التي تصرف في وصفات طبية، وتشمل عقارات زاد إنتاجها بشكل لافت أخيراً، وصار يروج لها بشكل غير شرعي».

وشرحت أن «المسكنات تسبب حالة قصيرة المدى من الخفة والنشاط، ويؤدي الاستخدام الطويل لها إلى اعتماد الجسم وتأقلمه على وجودها، وتحدث أعراض الانسحاب حين يتوقف الشخص عن تناولها فجأة، وهي مثل سائر المخدرات تخفف الألم بصورة مؤقتة، لكن لا تعالجه، ومع إساءة استخدامها يزيد اعتماد الجسم عليها، ويحتاج لاحقاً إلى جرعة أكبر للوصول إلى التأثير نفسه حتى يصل إلى مرحلة الإدمان».

وحسب الدراسة، فإن «خبراء في إعادة التأهيل أكدوا أن إدمان المسكنات القوية يعد من أكبر المخاطر التي يتعرض لها الإنسان، إذ يكتشف لاحقاً أنه لا يستطيع أن يعيش من دون هذا العقار، ويصاحب انسحابه أعراض، منها التوتر وآلام العضلات والعظام، والأرق والإسهال والقيء ونوبات الشعور بالبرودة، ويمثل ضيق التنفس أحد المخاطر الشديدة له، إذ تسبب الجرعات الكبيرة صعوبة كبيرة تصل إلى توقفه تماماً وموت المتعاطي».

ونبهت الدراسة إلى مؤشرات يجب الانتباه إليها في حال رصدها على أي من المعارف، تشمل زيادة استخدام الجرعة المتناولة، وثانياً التغير في الشخصية من حيث النشاط والحالة المزاجية، وعدم التركيز في مواجهة أعباء الحياة، نتيجة الاحتياج إلى العقار، وثالثاً الانطواء الاجتماعي المتمثل في الانسحاب من محيط الأسرة والأصدقاء، ورابعاً الاستخدام المستمر للمسكن بعد الشفاء من الحالة المرضية، وخامساً إهدار وقت طويل في الحصول على المسكن، بزيارة عدد كبير من الأطباء، وسادساً التغير في المظهر والعادات اليومية، مثل انخفاض مستوى النظافة الشخصية وعادات النوم والغذاء والسعال المستمر وسيولة الأنف واحمرار العينين وبريقهما، وسابعاً، تجاهل المسؤوليات مثل مهام المنزل، ودفع الفواتير، والتغيب عن المدرسة والعمل، وثامناً الإفراط في الحساسية للأصوات والمناظر والمشاعر العادية والهلاوس، وتاسعاً، نسيان الأحداث وتشويش الذاكرة، وأخيراً الاندفاع في مواجهة أبسط الأسئلة بهدف إخفاء الاعتماد على العقار.

تويتر