دراسة حديثة كشفت خطورة تكدس الشاحنات وحلول سريعة لحل المشكلة

حوادث «الشاحنات» تقتل 12 شخصاً في كيلومترين على شارع الإمارات

حادث جديد لشاحنة في المنطقة التي تسبق المخرج المؤدي إلى طريق مليحة تجاه الشارقة. الإمارات اليوم

كشفت دراسة ميدانية أجراها مركز شرطة الراشدية، أن جزءاً من شارع الإمارات يبلغ طوله كيلومترين أو أكثر قليلاً قبل المخرج المؤدي إلى طريق مليحة تجاه الشارقة، شهد وفاة 12 شخصاً في حوادث مرورية متطابقة خلال خمسة أشهر، من بينهم أربع وفيات خلال 25 يوماً فقط منذ بداية العام الجاري.

وقال مدير المركز العميد سعيد حمد بن سليمان آل مالك لـ«الإمارات اليوم»، إن الحوادث عبارة عن اصطدام بشاحنات متوقفة أو تسير ببطء، أو تصادم بين مركبات أخرى أثناء محاولة تفادي هذه الشاحنات، لافتاً إلى أن الدراسة وضعت حلولاً عاجلة أسهمت في الحد من خطورة تلك المنطقة إلى حين التوصل إلى حلول نهائية من جانب الأطراف المعنية في إمارتي دبي والشارقة.

فيما ذكر رئيس قسم السجلات المرورية في المركز المقدم عمر موسى عاشور، أنه تم التنسيق مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي والإدارة العامة للمرور في شرطة دبي لتنفيذ حلول عاجلة، منها تغيير اللافتات المحددة لمسارات الشاحنات على شارع الإمارات، والشروع في مخالفة غير الملتزمين بالمسارات المحددة من جانب الدوريات باستخدام جهاز رادار جديد يمكنه ضبط الشاحنات المخالفة.

ارتباك وخطورة

أوضح رئيس قسم السجلات المرورية في مركز الراشدية المقدم عمر موسى عاشور، أن من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تكرار الحوادث والازدحام في هذا الجزء من شارع الإمارات، أن الشاحنات تخلي المسارين الأول والثاني من طريق الإمارات لأنهما ينتهيان في حدود الشارقة، فيسير فيهما سائقو المركبات الخفيفة هرباً من الازدحام، ثم يجنحون إلى الانحراف إلى اليسار قبل مخرج مليحة، فيصطدمون بالشاحنات من الخلف.

وتفصيلاً، قال آل مالك إن المركز رصد حوادث قاتلة تتكرر بالطريقة ذاتها على جزء من شارع الإمارات، فبادر إلى إعداد دراسة ميدانية حول المشكلة، وانتهت إلى أن الوضع خطير، ويتوقع تزايد عدد الوفيات على الشارع إذا لم تتدخل شرطة دبي وهيئة الطرق والمواصلات وشرطة الشارقة بشكل عاجل لحل المشكلة.

وأضاف أن الدراسة تناولت أسباب الحوادث التي أدت إلى وفاة ثمانية أشخاص خلال العام الماضي، وأربعة آخرين منذ مطلع العام الجاري، وتوصلت إلى أن هناك عوامل مشتركة بين كثير من هذه الحوادث، منها توقيت وقوعها بين الساعة 9.45 صباحاً حتى الـ12 ظهراً، وهي مرتبطة بأوقات حظر سير الشاحنات على الشارع في إمارة الشارقة.

وأشار إلى أن من الأسباب المشتركة كذلك توقف الشاحنات التي كانت طرفاً في الحوادث على المسرب الثالث من جهة اليسار، وهو مسرب ممنوع سيرها عليه داخل دبي نظراً لأن الطريق يتكون من ستة مسارات في دبي ويتقلص إلى ثلاثة فقط على الجسر الذي يربطها بالشارقة.

وأوضح أن غالبية سائقي المركبات التي ارتكبت الحوادث يعملون في إمارة أبوظبي وكانوا قادمين من عملهم متعجلين للعودة إلى منازلهم في الإمارات الشمالية، ويسيرون على سرعة 140 كيلومتراً في الساعة، وفي هذه الأثناء فوجئوا بشاحنات متكدسة أمامهم قبل الجسر الذي يعلو المخرج المؤدي إلى طريق مليحة، فاصطدموا بها من الخلف.

إلى ذلك، شرح رئيس قسم السجلات المرورية الذي أعد الدراسة مع فريق عمل المقدم عمر موسى عاشور، أن الاجتماعات التنسيقية مع هيئة الطرق والمواصلات والإدارة العامة للمرور في شرطة دبي انتهت إلى حلول عاجلة، منها تغيير اللافتات الموجودة على الطريق بحيث تحدد مسارين فقط من اليمين للشاحنات.

وقال إن فريق العمل حرص على التشاور مع سائقي الشاحنات بصفتهم طرفاً رئيساً في المشكلة، ولديهم وعي بأسبابها، وأفادوا بأنهم يواجهون أزمة في السير بهذا الجزء من الشارع، لأنهم يضطرون إلى السير في المسار الثالث من اليسار في الجزء الموجود في دبي، لأنه يتحول إلى المسرب الأول على الجسر الذي يؤدي إلى الشارقة، لأن الطريق يتقلص من ستة مسارات إلى ثلاثة فقط.

وأضاف عاشور أن السائقين يتعرضون للمخالفة من قبل شرطة دبي إذا لم يلتزموا بالسير في المسارين الأول والثاني من اليمين، وحين يصلون إلى المنطقة الفاصلة بين الإمارتين يضطرون للخروج من الطريق تجاه شارع مليحة، وهناك يتم مخالفتهم من قبل شرطة الشارقة، إذ يحظر عليهم السير في هذا الطريق.

وأشار إلى أن هناك ضرورة ملحة لمد مسرب الشاحنات في دبي إلى داخل الشارقة حتى لا تضطر إلى المخالفة والانتقال إلى مسارات أخرى تهدد سلامة المركبات الأخرى.

وأوضح أن الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي حرصت على توعية السائقين بطبيعة المخالفة، ثم بدأت في تحرير مخالفات بواسطة رقباء السير، ثم استخدمت رادارا يمكنه رصد تجاوزات الشاحنات، مؤكداً أن هذين الحلين أسهما في تقليل الخطورة إلى حد كبير، ولم تقع اي حوادث في هذه المنطقة منذ 25 يناير الماضي.

وأفاد بأن الدراسة اقترحت كذلك تقليل السرعة من 140 كيلومتراً في الساعة على الشارع، خصوصاً في الجزء الذي يمثل خطورة إلى 100 كيلومتر فقط، بالإضافة إلى إنشاء جسر أو محور للشاحنات يحول دون تكدسها، فضلاً عن التوصل إلى حل مع الجهات المختصة في الشارقة لتغيير موعد الحظر، لأن الشاحنات تتكدس في هذا الجزء مع نهاية الموعد حتى يمكنها المرور مبكراً، ما يسبب ازدحاماً شديداً ويمثل خطورة على الآخرين.

تويتر