شارك في السطو المسلح على «وافي للتسوق».. وشرطة دبي لاحقته 8 سنوات

استرداد أحد أفراد عصابة «النمر الوردي»

صورة

استردت شرطة دبي أحد أخطر عناصر عصابة «النمر الوردي» التي نفذت جريمة السطو المسلح على متجر «غراف» في مركز وافي للتسوق خلال عام 2007.

تغريدة وإشادة

غرد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، منوهاً بضبط واسترداد المتهم.

وقال سموه: «تحية إلى رجال الوطن، ضاحي خلفان وخميس المزينة، عاهدتم فأوفيتم، واليوم بعد ثماني سنوات بحث تم إلقاء القبض على رابع متهم من عصابة وافي سنتر».

 

وقال القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، خلال مؤتمر صحافي، أمس، إن المتهم صربي الجنسية، يدعى إلينيك بوركو، وتم التعرف عليه وملاحقته وضبطه في إسبانيا، رغم تغيير بياناته التي استخدمها في دخول دبي لتنفيذ الجريمة، وتنقل بين دول عدة قبل القبض عليه واسترداده.

وأكد أن عملية الملاحقة وضبط واسترداد المتهم تمت بمتابعة وإشراف الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، الذي حرص على معرفة نتائج اجتماعات الفريق الدولي، الذي تشارك فيه شرطة دبي، المعني بملاحقة عصابة «النمر الوردي»، ويضم 76 محققاً من 26 دولة.

وأضاف أن الجريمة وقعت في دبي خلال أبريل 2007، حين اقتحمت سيارة سوداء من طراز «أودي» بمؤخرتها المدخل الزجاجي لمركز وافي، بحرفية بالغة تعكس مهارة سائقها، وخرج منها مسلحون ملثمون اتجهوا مباشرة إلى متجر «غراف» العالمي للمجوهرات، وخلال دقيقة أو أكثر قليلاً، سطوا على كمية من المجوهرات والساعات باهظة الثمن، التي يزيد ثمنها السوقي على 15 مليون دولار (55 مليون درهم)، ثم فروا سريعاً، وغطت هروبهم سيارة أخرى من الطراز نفسه بيضاء اللون.

وأشار المزينة إلى أن 82 فريقاً من شرطة دبي تولت البحث والتحري، وتوصلت إلى أن العصابة التي نفذت الجريمة هي ذاتها المعروفة دولياً باسم «النمر الوردي»، التي بدأت جرائمها عام 1990، واستطاعت تنفيذ أكثر من 90 عملية سرقة تجاوزت حصيلتها 300 مليون يورو في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا وأميركا الشمالية، ويقدر عدد أفرادها بنحو 300 عنصر.

 

وأوضح أن شرطة دبي لم تكتفِ بضبط اثنين من المتهمين مباشرة بعد تنفيذ الجريمة، والتوصل إلى مكان المجوهرات التي أخفيت بحرفية بالغة داخل باب سيارة مستأجرة، أهملت في أحد المواقف العامة، لكنها بدأت رحلة الملاحقة، وتم التواصل مع الشرطة الفيدرالية في ألمانيا، وطلبت منها رعاية اجتماع تعرض فيها شرطة دبي نتائج جهودها في ملاحقة «النمر الوردي»، ويضم ممثلين لأجهزة شرطة أوروبية بهدف تضافر الجهود والتصدي الحاسم للعصابة التي كانت تضرب بقوة في بلدان مختلفة، منوهاً بدور السلطات الألمانية التي تبنت المبادرة، وكان هذا الاجتماع نواة فريق دولي تابع للإنتربول، مهمته الأساسية تعقب وضبط عناصر تلك العصابة.

 

وشرح أن فرق العمل في القضية ضبطت في البداية شخصين، أحدهما كانت مهمته نقل المجوهرات إلى السيارة المستأجرة لإخفائها، وآخر قدم الدعم اللوجستي وشارك في الجريمة، ثم استمرت عملية تعقب اللصوص الذين فروا بتخطيط محكم من دبي إلى برشلونة، ومنها إلى بلجيكا، ثم هولندا، حيث استأجروا سيارة هناك، وطلبوا من شخص يدعى مارتن سفوبودا إعادتها، لكن تم التوصل إليه واستردته شرطة دبي وخضع للتحقيق لمدة ثلاثة أشهر قبل أن يتم إبعاده.

وأفاد المزينة بأن شرطة دبي لم تكتفِ بما حققته من جهد في القضية، وواصلت عملية الملاحقة بالتعاون مع فريق دولي من ضباط مختصين، حتى قبض في عام 2008 على زعيم العصابة، ويدعى دراجان نيكوليك، وأحيل إلى ليخشنتاين في سويسرا، لمحاكمته في جريمة نفذت هناك، وحكم عليه بالسجن حتى عام 2017، مؤكداً أن شرطة دبي ستتسلمه بعد ذلك ليخضع إلى محاكمة أخرى.

ولفت إلى القبض في العام نفسه على الرجل الثاني في العصابة، ويدعى مارينكو ماريك، وجرى ترحيله كذلك إلى ليخشنتاين، حيث يقضي عقوبة السجن حتى عام 2019، وسيتم استلامه كذلك بعد انتهاء فترة عقوبته.

وقال إن الجهود تواصلت لضبط بقية المتهمين، وأعد ملف يحوي قرائن مهمة تدين المتهم الرابع (الينيك بوركو) الذي ألقي القبض عليه في موناكو، وأحيل بعد ذلك إلى ليخشنتاين المطلوب لديها على ذمة قضية، وبعد مخاطبة السلطات هناك، حسب النظم الدولية المعمول بها، تمت إحالة ملف استرداد المتهم مرة أخرى إلى موناكو، لكن لم توافق سلطاتها على تسليمه للدولة بحجة أنها لم توقع مع الإمارات اتفاق تبادل المجرمين، وتم إبعاده إلى صربيا، وبعد ذلك تم التنسيق وتبادل المعلومات حول المتهم مع فريق العمل المكلف من الإنتربول بمتابعة العصابة، وتبين أنه غادر صربيا إلى العاصمة الإسبانية مدريد، وألقي القبض عليه وتم تسليمه إلى شرطة دبي في 14 أكتوبر الجاري.

وأشار إلى أن قائمة المتهمين في القضية لاتزال تضم امرأة تدعى بوجاتا ميتيك، ورجلاً يدعى نيكولا زفكوفك مطلوبين للعدالة، وحددت شرطة دبي مكانهما، وتسعى على الأقل إلى محاكمتها في بلدهما صربيا، أو استردادهما حال ضبطهما في دولة أخرى، فيما أحيل المتهم الرابع إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات معه.

إلى ذلك، قال مساعد القائد لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، لـ«الإمارات اليوم»، إن فريق البحث والتحري المعني بملاحقة عصابة النمر الوردي، شارك في 10 اجتماعات دولية منذ عام 2007 في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا والنمسا ودبي.

تويتر