ابتكرت مؤشراً لتصنيف المتعاطين.. وحجبت 69 موقعاً لترويج المخدرات

شرطة دبي تعفي 1082 مدمناً تائباً من الفحص الدوري

الأسر هي خط الدفاع الأول من المخدرات. أرشيفية

أكد مدير إدارة مكافحة المخدرات بالإنابة، العقيد عيد ثاني حارب، إعفاء 1082 مدمناً تائباً ثبت التزامهم، من الفحص الدوري، فيما لايزال هناك 268 شخصاً يخضعون للفحص من جانب الإدارة، من بينهم أشخاص لم تسجل ضدهم قضايا، لكنهم استفادوا من القانون الاتحادي، الذي يعفي المتعاطي الذي يتقدم من تلقاء نفسه للعلاج، أو ترشد عنه أسرته.

مساعدة أُسر المدمنين

قال العقيد عيد ثاني حارب، إن إدارة التوعية التابعة لمكافحة المخدرات، تحرص على متابعة أسر المتعاطين المحبوسين على ذمة قضايا مخدرات، وتقدم لهم مساعدات مادية، بالتعاون مع الجهات الخيرية، خصوصاً إذا كان السجين هو العائل الوحيد، لافتاً إلى صرف كوبات بقيمة 10 آلاف درهم لشراء مستلزمات الدراسة لعدد من الأسر. كما يتم منح بعض المتعاطين التائبين رواتب شهرية رمزية، كمساعدة لهم إلى حين الحصول على عمل.

وقال إن الإدارة ابتكرت مؤشراً من ثلاثة ألوان، أحمر وأصفر وأخضر، لتصنيف المتعاطين الخاضعين للفحص، لافتاً إلى أن هناك أعداداً من المدمنين يلجأون إلى الشرطة، طالبين رسالة تحولهم إلى العلاج، سواء في مركز العلاج والتأهيل في أبوظبي، أو في مستشفى الأمل في دبي، ويتم التعامل مع هذه الحالات بسرية.

وأفاد حارب بأن شرطة دبي حجبت بالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات 69 موقعاً إلكترونياً تروّج للمخدرات، خلال العامين الأخيرين.

وتفصيلاً، أكد حارب أن برنامج الفحص الدوري، الذي تطبقه شرطة دبي منذ سنوات عدة، أسهم في علاج كثير من المدمنين التائبين. كما شجّع كثيراً من الأسر والمتعاطين على التقدم من تلقاء أنفسهم، لقناعتهم بأن خضوعهم لنوع من الرقابة سيساعدهم على الشفاء، خصوصاً أنه يتم فحصهم دورياً، ومفاجأتهم أحياناً للتأكد من التزامهم.

وأشار إلى أن شرطة دبي لديها قناعة بأن التعاطي مرض قبل أن يكون جريمة، لذا تحرص على توفير الوسائل الممكنة للعلاج، ومساعدة المدمنين الذين لديهم رغبة في النجاة، خصوصاً في مرحلة الأعراض الانسحابية، التي تعد الأصعب في العلاج.

وتابع أن الإدارة ابتكرت مؤشراً من ثلاثة ألوان لتصنيف المتعاطين الخاضعين للفحص، فاللون الأخضر يميز الملتزمين الذين دخلوا مرحلة التعافي، والأصفر للذين لم يحسم أمرهم، والأحمر للمتعاطين الذين انتكسوا وعادوا إلى المخدرات، مبيناً أنه يتم التعامل مع كل فئة بطريقة تضمن تحقيق أفضل النتائج.

وأوضح حارب أن أصدقاء السوء لايزالون يتصدرون قائمة مصدر الجرعة الأولى، لافتاً إلى أنه يندرج معهم الأقارب، الذين لا يخضعون لرقابة الأسرة، ويستدرجون ذويهم إلى الإدمان، مضيفاً أن الإدارة ضبطت أخيراً شاباً يتعاطى ويروّج المخدرات، وبالتحقيق معه تبيّن أنه يعمل بإشراف مباشر من شقيقه المسجون على ذمة قضية مماثلة.

وأكد أن الأسر هي خط الدفاع الأول من المخدرات، وأن عليها وقاية أبنائها وتحصينهم من خلال مراقبة سلوكياتهم، ورصد أي تغيرات تطرأ عليهم، والتعرف إلى أصدقائهم، لافتاً إلى أن «إهمال الأبوين أبناءهما أدى في حالات كثيرة إلى انتشار الإدمان بين الأشقاء».

وأفاد بأن نسبة الإدمان بين الإناث لا تقارن بالذكور، وإن كان هناك حالات سجلتها الإدارة، خصوصاً في ظل انتشار العقاقير غير التقليدية مثل «ترامادول»، مشدداً على ضرورة التعامل مع المدمن باعتباره مريضاً، من خلال إحاطته بالرعاية حتى يتعافى من الإدمان، في حالة اكتشاف مدمن في الأسرة، ومحذراً من نبذه أو تهميشه.

إلى ذلك، قال حارب إن هناك قسماً في الإدارة مختصاً بمتابعة كل المستجدات المتعلقة بالمخدرات على الإنترنت، مضيفاً أنه «في ظل تطور التقنيات الحديثة يحرص مروجون على ترويج بضاعتهم بطرق مبتكرة»، لافتاً إلى أن «القسم حجب 69 موقعاً تروج للمخدرات منذ إنشائه في عام 2012».

وأضاف أن «هناك مخدرات غير تقليدية يتم التعرف عليها من خلال هذه المواقع، مثل (سبايس)، الذي كان يشتريه الشباب عبر الإنترنت، حتى تم رصده وإدراجه في جدول المخدرات»، مشيراً إلى أن «القسم يتولى كذلك إعداد تقارير دورية حول المواقع التي تمثل خطراً على الشباب، ومشاركتها مع الجهات المختصة».

وتابع أن القسم حجب 29 موقعاً خلال عام 2012، و30 موقعاً في عام 2013، وحجب خلال العام الجاري 10 مواقع، مبيناً أن «هناك مخدرات غير مدرجة في الجدول، تروّج باعتبارها أعشاباً منشطة، أو علاجية».

تويتر