السكان استيقظوا على النيران وفرّوا مذعورين

احتراق ‬3 طوابق من برج في «جميــــرا»

صورة

شبَّ حريق في ساعة مبكرة من صباح أمس، في برج سكني يقع في منطقة أبراج بحيرات جميرا في شارع الشيخ زايد، والتهمت النيران ثلاثة طوابق، كما احترقت سيارات عدة كانت تقف أسفل المبنى، وشارك في عملية الإطفاء فرق تابعة لأكثر من تسعة مراكز، إضافة إلى مجموعات مساندة، وأصيب سكان المبنى بحالة من الذعر نتيجة استيقاظهم على صوت جرس الإنذار، وتدخلت فرق تابعة للدفاع المدني وشرطة دبي لإخلاء البرج من السكان الذين هرعوا من طوابق مرتفعة في البرج الذي يتكون من ‬34 طابقاً، وتسكينهم في فنادق قريبة.

وقال سكان في البرج لـ«الإمارات اليوم» إنهم حملوا أطفالهم وهربوا سريعاً من المبنى تاركين كل أغراضهم حين رأوا ألسنة اللهب تمتد عبر النوافذ الزجاجية التي كانت تتكسر بصوت مرتفع للغاية بسبب شدة الحرارة.

وتفصيلاً، قال نائب القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، الذي انتقل مع القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، ومدير عام الدفاع المدني، اللواء راشد ثاني المطروشي، إلى موقع الحريق، إن فرق الدفاع المدني أخلت، بالتعاون مع إدارة الأزمات في شرطة دبي، نحو ‬600 من سكان المبنى، لافتاً إلى أن النيران التهمت جانباً كبيراً من الهيكل الخارجي للمبنى، وسببت خوف السكان لأن كثيراً منهم كانوا نائمين حين اشتعل الحريق.

وأفاد المنسق الإعلامي في الدفاع المدني في دبي، بأن بلاغاً ورد إلى غرفة عمليات الدفاع المدني في الساعة ‬51:‬1 دقيقة بعد منتصف ليلة أمس، يفيد بوقوع حريق في برج «تمويل» في منطقة البحيرات على شارع الشيخ زايد.

لا إصابات بين السكان

أكد الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة «تمويل»، فارون سود، أن المبنى الذي يتكون من ‬34 طابقاً، مخصص لأغراض مختلفة وليست سكنية فقط، لافتاً إلى أن الحادث لم يسفر عن أي إصابات بين السكان، وأن فريق العمل من الشركة توجه إلى موقع الحادث لتقديم خدمات النقل والإقامة في الفنادق للسكان الذين تضررت منازلهم، بالتعاون مع مركز دبي للسلع المتعددة.

وأضاف أن فرقاً تابعة لمراكز البرشا والمنارة والسطوة والكرامة وبور سعيد والراشدية، وسيارات من مراكز أخرى، انتقلت على الفور الى موقع الحادث وباشرت عملية إخلاء المبنى ومكافحة الحريق، مشيراً إلى أن رجال الإطفاء بذلوا جهداً كبيراً في تطويق الحريق والحد من انتشاره عبر الطوابق. وأوضح أن «عملية مكافحة الحريق استمرت قرابة ست ساعات، وانتهت في الساعة ‬20:‬8، وأدى الحادث إلى احتراق ثلاثة طوابق من الجانبين الشرقي والجنوبي من طوابق المبنى المكون من ‬34 طابقاً، إضافة الى إحتراق ‬11 سيارة كانت في مواقف أسفل البرج».

إلى ذلك، قال ساكن في المبنى، إبراهيم محمد النجار، إنه كان نائماً في شقته في الطابق ‬23 حين سمع صوت جرس الإنذار ينطلق بقوة، واشتمّ رائحة دخان فتوجه إلى الخارج لتفحص الموقف، وفوجئ بنيران كثيفة تتصاعد، فهرع إلى شقته مجدداً وأيقظ زوجته، وحمل أطفاله الذين كانوا يبكون من شدة الخوف، خصوصاً في ظل ارتفاع أصوات تكسر النوافذ الزجاجية من شدة الحرارة، لافتاً إلى أنه تم تسكينهم في فندق مجاور، وينتظر انتهاء عمليات التبريد حتى يتوجه إلى شقته ويحصل على أغراضه.

وأفاد ساكن آخر (فضل عدم ذكر اسمه) بأنه سمع صوت جرس الإنذار، فانتظر قليلاً ليتأكد من أنه ليس كاذباً، وشعر بالقلق حين استمر الصوت، فتفقد الأمر وفوجئ بالنيران تأتي من أسفل الشرفة، ونزل سريعاً مع أسرته من الطابق ‬27، وشاهد عدداً من السكان يهرعون إلى الخارج، لافتاً إلى أنه ترك أغراضه في الشقة وينتظر تحقيقاً في توقيت انطلاق جرس الإنذار لبحث الحصول على تعويض عن الخسائر التي لحقت به.

وقال الساكن (محمد) إنه نزل على الدرج هو وزوجته وأطفاله من الطابق ‬33 وفوجئ بوجود عدد كبير من السكان اسفل البرج، بعد أن تم إخلاؤهم، موضحاً أنه تم نقلهم في ساعات الصباح الأولى إلى شقق فندقية مجاورة.

وطالب طارق جيكيني، صاحب مركبة تضررت كلياً من الحريق، الجهات المختصة بتعويضه، مشيراً إلى أنه ليس من سكان المبنى، وكانت سيارته أسفل البرج وسقطت عليها أجزاء محترقة من هيكل المبنى، فأتلفت هيكلها الخارجي، وكادت تتفاقم الخسائر لولا سحبها من قبل رافعات الشرطة.

وذكر مدير مركز الحمرية في الدفاع المدني، النقيب سعيد الرحومي، الذي شارك في عملية الإطفاء، أن فرق العمل تعاملت بشكل تكتيكي مع الحريق حتى تمنع انتشار النيران إلى طوابق أخرى في المبنى، لافتاً إلى أن النيران بدأت من الطابق العاشر واتجهت إلى أعلى، وأضاف أنه تم تقسيم فرق العمل إلى مجموعتين، وتناوبت على التعامل مع الحادث، مشيراً إلى أن فريقه تسلم العمل في السابعة صباحاً وقام رجال الإطفاء والإنقاذ بتطويق المبنى، ما أسهم في تحجيم النيران التي انتشرت سريعاً في البداية بسبب وجود مواد سريعة الاشتعال في الهيكل الخارجي للمبنى كانت تتساقط على السيارات التي تقف في الأسفل.

وأشار إلى أن وجود نظام إنذار مبكر وإطفاء في المبنى، كان له دور مساعد في عملية الإطفاء، إذ استعان فريق العمل بالخزان المخصص للتعامل مع الحريق، فضلاً عن مركبات الدفاع المدني التي قدمت من مراكز عدة.

تويتر