أصابتها قطعة حديدية انطلقت من أسطوانة مضغوطة خلال احتفالات اليوم الوطني

لعبة تجرح عين خالد وتهدّدها بالعمى

خالد مع والده بعد إجراء جراحة لعينه المصابة. تصوير: تشاندرا بالان

أصيب الطفل خالد المهيري، البالغ من العمر عاماً واحداً، في عينه اليسرى إصابة بليغة تهدد بفقد بصره، بعدما أصابتها قطعة حديدية انطلقت من عبوة مضغوطة تستخدم في الاحتفالات، وذلك أثناء وجوده مع ذويه في مركبتهم للمشاركة في مسيرة للاحتفال باليوم الوطني الـ،40 الجمعة الماضي، في دبي.

ووفقاً لوالد الطفل (أبوخالد) فقد أجريت له جراحة عاجلة بالمستشفى الإيراني في دبي، باعتباره الأقرب إلى مكان الحادث. وقال لـ«الإمارات اليوم»، التي زارت منزل ذوي الطفل، في منطقة الغبيبة بالشارقة، إنه خرج وأسرته، قبل ظهر الجمعة، إلى دبي للمشاركة في مسيرات الاحتفالات باليوم الوطني، للتعبير عن فرحته بالمناسبة.

وتابع الأب «أثناء تجوالنا بالسيارة ضمن إحدى المسيرات، وإطلاق الألعاب والورق من المشاركين الذين كانوا يسيرون ببطء ويتحدثون إلى بعضهم بعضاً، كانت إلى جانبنا مركبة تقل مجموعة من الشباب، تبادلوا الحديث مع أبنائنا وكانوا فرحين، قبل أن يطلق أحدهم من أسطوانة مضغوطة قصاصات وأوراقاً صغيرة ملونة باتجاهنا، فأصيب خالد في عينه، وفوجئنا بالدماء تسيل منها، فغيرنا الاتجاه وسارعنا إلى أقرب مستشفى، وهو الإيراني».

وأضاف الأب أن «الأطباء أجروا للطفل جراحة عاجلة استغرقت نحو أربع ساعات ونصف الساعة، تضمنت رتق جرح بطول 20 غرزة في عين الطفل»، لافتاً إلى أن الطبيب الذي أشرف على العملية أبلغه بأن جزءاً كبيراً من عينه «مفقود بسبب تعرضها لآلة حادة»، ولم يستبعد خسارة الطفل عينه في حال تأثرت الشبكية، مشيراً إلى أن ذلك سيتضح في الأيام المقبلة، لكن الأب يشعر بقلق شديد تجاه عين ابنه، وأكد أن «كل يوم تأخير قد يلحق الضرر بها»، وأضاف: «أتمنى الإسراع في علاجه وتسفيره إلى الخارج، كي لا يخسر خالد عينه».

وقال الأب إنه لا يلوم الشباب الذين أطلقوا الأسطوانة المضغوطة باتجاه المركبة، إذ إنهم رافقوا الأسرة إلى المستشفى، وأعربوا عن أسفهم لما حدث، خصوصاً أنه لم يكن متوقعاً، وتابع «لا نريد من الشاب الذي تسبب في المشكلة أي شيء، كل ما نتمناه هو شفاء ابننا وعدم فقده عينه، ونتمنى التكفل بعلاجه، سواء داخل الدولة أو خارجها، إذ يبدو أن الكلفة ستكون مرتفعة جداً وليست في مقدورنا».

ولفت إلى أن «هذه الألعاب والمفرقعات شائعة وتستخدم كثيراً في المناسبات، لكن لا أحد يعرف أن في داخل هذه الألعاب المضغوطة التي تطلق قصاصات الورق الصغيرة قطعة حديدية صغيرة، هي التي تسببت في إصابة ولدنا». وقال: «نعتبر ما جرى قضاءً وقدراً، لكننا نأمل علاجه سريعاً، إذ إن كل يوم تأخير في علاجه ومتابعة إصابته يزيد المشكلة تعقيداً، وفق ما أبلغنا به الطبيب الذي أشرف على علاجه»، وأضاف «لم نكن نعلم أن هذه الألعاب الصينية الصنع فيها قطع حديدية، وبعد عودتنا إلى البيت اشترينا واحدة منها، واكتشفنا قطعة حديد بداخلها».

وطالبت والدة خالد «بمحاسبة الجهات أو الشركات التي تستورد وتبيع مثل هذه الألعاب الخطرة، ومنعها من التداول في الأسواق، والعمل على توعية مستخدمي الألعاب والمفرقعات المسموح بها عموماً بمدى خطورتها». وأشارت إلى أن «جزءاً من القزحية تمت خياطته في عملية طارئة، وخلال أسبوعين سنعرف إذا كان قد نجا من العمى أم لا، أما الآن فلا يستطيع الطبيب معرفة النتيجة نظراً للدماء المحيطة بالعين».

تويتر