انقطاع الكـهربـاء في معظم مناطق الشارقة

مناطق كثيرة في الشارقة قضت الليل من دون كهرباء تصوير: غلام كاركار

أدى استمرار انقطاع التيار الكهربائي لليوم الثالث عن المناطق الصناعية في الشارقة، وانتقاله إلى مناطق تجارية وسكنية أخرى إلى إغلاق شبه كامل للمحال والمصانع والورش التي تعتمد على الكهرباء، فضلاً عن حدوث ازدحام مروري خانق في معظم شوارع الإمارة، بعدما دفع ارتفاع درجات الحرارة عدداً كبيراً منهم الى مغادرة بيوتهم والتوجه الى سياراتهم، أو الى أسواق تجارية مكيفة خارج الإمارة طلباً للهواء البارد.

وشهدت المناطق الصناعية انتشار عمال في الشوارع، ولجوء كثيرين منهم للنوم في الظلال المترامية، لاستحالة البقاء في مساكنهم، في ظل تعطل أجهزة التكييف عن العمل.

وأدى توقف عمل الإشارات الضوئية حتى ما بعد غروب الشمس إلى حدوث أزمة سير ولجوء الشرطة إلى تحويل الطرقات في تلك المناطق التي تشتهر بالتقاطعات، وسط استغراب شريحة كبيرة من الناس واستياء عناصر الشرطة من ربط خطوط إشارات المرور على الخطوط المدنية نفسها.

وتلقت «الإمارات اليوم» شكاوى من سكان في الشارقة قالوا فيها إنهم لا يعرفون كيف يتصرفون في المؤن والمواد الغذائية التي جهزوها لاستقبال شهر رمضان، بعد أن فسدت بسبب انقطاع التيار الكهربائي لنحو ست ساعات متواصلة.

وقال سكان في مناطق مختلفة استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم إن الجهات المعنية لا تعطي المشكلة حجمها الحقيقي، ولا تبدو حريصة على حلها فعلاً. وطالبوا برفع المشكلة الى أعلى المستويات، للتحقيق في أسبابها، والظروف التي سمحت لها بأن تتفاقم الى هذه الدرجة، لافتين الى أنهم تحملوا خسائر مالية بسبب هذا التصرف.

وأكد صاحب مصنع «مصباح» للوحات الإعلان، سامي سميح، أنه اضطر إلى إيقاف العمل في مصنعه لليوم الثالث بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة الصناعية في الشارقة.

وأضاف أن المشكلة الحقيقية تكمن في سكن العمال الواقع في المنطقة نفسها، «فأنا لا أعرف إلى أين سأنتقل بهم، ومن غير المعقول تركهم في هذا الحر».

وأعرب عن استغرابه من إصرار هيئة كهرباء ومياه الشارقة على عدم مصارحة عملائها بحقيقة الوضع، موضحاً أنها «ترد على الشكاوى بأن الكهرباء ستعود الى العمل خلال نصف ساعة، وقد مرت ثلاثة أيام حتى الآن ولم تعد. ولو أنها صارحتنا منذ البداية لوجدنا حلاً».

وتساءل عن سر مماطلة الهيئة في معالجة المشكلة، وتركها تتفاقم حتى هذا الحد، على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة، واقتراب موعد شهر رمضان.

ولفت صاحب مصنع «الجناح الذهبي للوحات الإعلان»، فؤاد رجب، الى أن توقف العمل ثلاثة أيام في هذه الظروف يكلف المصنع خسائر كبيرة.

وقال إن العمال ينامون خارج السكن هربا من الحرارة، ولا يوجد مكان لنقلهم إليه سريعاً، خصوصاً أن الجهات المعنية تتصرف كأن المشكلة مؤقتة، ولا تستدعي اتخاذ أي إجراء. وأضاف أن المنطقة الصناعية لا تضم عمالاً وورشاً فقط، إنما تقطنها عائلات وأطفال قد تشكل درجات الحرارة المرتفعة خطراً كبيراً عليهم.

وفيما أكدت مصادر لـ «الإمارات اليوم» أن السبب الحقيقي وراء انقطاع التيار الكهربائي في الشارقة هو توقف شركة فال للبترول عن توريد الغاز إلى الهيئة لتأخرها في تسديد مستحقات مالية للشركة، نفى مسؤول في (فال)، محمد عبدالله السري ذلك، وقال إن العلاقة مع الهيئة مستمرة، مشيراً الى استمرار توريد الغاز إليها.

من جانبها، وجهت مصادر في هيئة كهرباء ومياه الشارقة اللوم إلى شرطة الشارقة «لاستخدامها معدات وإشارات ضوئية قديمة وغير متطورة»، على حد وصفها.

وقالت إن العالم كله يستخدم إشارات ضوئية تعمل بانعكاس الأضواء أو إشارات شاحنة للطاقة، دون اعتماد الطاقة الكهربائية، فيما لاتزال شرطة الشارقة تعتمد على إشارات مرورية كهربائية.

ورأت المصادر أن توقف الإشارات الضوئية عند قطع التيار الكهربائي مسألة طبيعية لارتباطها بخط الكهرباء نفسه.

في المقابل، قال مدير إدارة العمليات في شرطة الشارقة، العقيد محمد عيد المظلوم إن ثمانية ميادين رئيسة في الشارقة تأثرت بانقطاع الكهرباء «بسبب وجود خلل تقني في هيئة كهرباء ومياه الشارقة»، لافتاً إلى أن إدارة العمليات وضعت خطة طارئة لتسهيل الحركة المرورية أمام المركبات التي تكدست على الشوارع الرئيسية والميادين»، تتمثل في توزيع دوريات الأنجاد ورقباء السير على نقاط الازدحام، خصوصاً الميادين التي توقفت إشاراتها المرورية، بهدف تسهيل حركة المرور. وتابع أن أعمال الطرق والمشروعات الجديدة، وتلك التي لاتزال قيد الإنشاء، ضاعفت الازدحام المروري.

وسجلت غرفة العمليات في إدارة الدفاع المدني في الشارقة بلاغات لاحتجاز سكان في مصاعد بنايات سكنية، أغلبها قديمة، وغير مجهزة بنظام فتح المصعد بطريقة تلقائية في حالات الطوارئ.

ووفق مصدر أمني في دفاع مدني الشارقة، فإن أغلب تلك البلاغات سجلت ظهر أمس، وتم التعامل مع جميع الحالات التي وردت وإجراء اللازم وإنقاذ المحتجزين في المصاعد.

وناشد المصدر سكان البنايات عدم استخدام المصاعد في حالات انقطاع الكهرباء المتكرر واستخدام مخارج الطوارئ.

يذكر أن عدد رقباء السير (دراجات مرورية) يبلغ 35 رقيباً لكل وجبة عمل من أصل وجبتين صباحية ومسائية، فيما يبلغ عدد دوريات الأنجاد 30 دورية لكل وجبة، بإجمالي أربع وجبات، في كل وجبة 60 دورية تعمل على مدى ثماني ساعات، إضافة إلى 25 دورية تابعة لوحدة التنظيم والدوريات المنفردة المشرفة على الميادين.

ونفى رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة في مستشفى القاسمي في الشارقة عبيد النابودة، انقطاع الكهرباء عن المستشفى، موضحاً أنه موصول بخطوط خاصة، مجهزة بطريقة تحول دون انقطاعها، وأنها مفصولة عن خطوط كهرباء المنطقة، فضلاً عن أنه مزود بمولدات كهربائية تعمل في حال انقطاع خطوط الكهرباء الرئيسة للمستشفى.

وكانت هيئة كهرباء ومياه الشارقة أعلنت أمس عن عطل مفاجئ في إحدى وحدات توليد الكهرباء الرئيسة، تبعها عطل في أحد خطوط النقل، ما أدى إلى فقدان حمولة توليد كبيرة كانت تعتمد عليها الهيئة في توفير الطاقة اللازمة، خصوصاً خلال أشهر الصيف التي تزيد فيها نسبة الاستهلاك.

وشهدت المناطق الصناعية إغلاقاً كاملاً للمحال التجارية التي تعتمد على الكهرباء، أو تحتاج إليها في أعمالها، كذلك توقفت الإشارات الضوئية المرورية عن العمل، وتم تسجيل حوادث بسبب إغلاق الإشارات الضوئية، وتحويل بعض الطرق.

فيما اشتكى عدد كبير من الجمهور من توقف محطات البترول عن العمل وعدم تمكنهم من تعبئة سياراتهم التي نفد الوقود منها، نتيجة تشغيلها فترة طويلة والجلوس في داخلها هرباً من الحر الشديد، وهو ما اضطر مجموعة من الناس إلى إحضار البترول، حيث السيارات المتوقفة.

وكانت هيئة كهرباء ومياه الشارقة أرسلت بياناً نشر أمس في الصحف الرسمية عن تعطل مولد كهربائي أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة الصناعية، بينما شهد يوم أمس زيادة الرقعة المتأثرة وسط شكوك في إمكان حل المشكلة سريعاً.

تويتر