كفيفة تحــصد المركز الأول في الثانوية

ميس واجهت صعوبات كبيرة في دراسة ومراجعة المناهج الدراسية. من المصدر

حصلت الطالبة الكفيفة ميس أحمد حمودة 18 عاماً، والتي تدرس في القسم الأدبي في الصف الـ12 على معدل 97% في الامتحانات النهائية للفصل الدراسي الأول، لتحصد بذلك المركز الأول على مستوى جميع المناطق التعليمية في الدولة، متفوقة على جميع أقرانها في القسمين العلمي والأدبي في جميع المدارس الحكومية والخاصة التي تطبق منهاج الوزارة في الدولة.

وروت الطالبة ميس التي قهرت الظلام، لـ«الإمارات اليوم» قصة كفاحها على الرغم من فقدانها نعمة البصر، قائلة إنها واجهت صعوبات كبيرة في دراسة ومراجعة المناهج الدراسية، مشيرةً إلى أن والدها ووالدتها اعتادا مساعدتها على قراءة الكتب الدراسية لها حتى تتمكن من كتابتها بطريقة برايل الخاصة بالمكفوفين.

وأضافت أحصل على بعض الكتب المدرسية المطبوعة بطريقة برايل من مطبعة زايد لذوي الاحتياجات الخاصة، باستثناء كتاب مادة الرياضيات، إذ يقرأ والدي الكتاب بصوت مرتفع حتى أتمكن من المراجعة والتركيز في المصطلحات والرموز الرياضية.

وتابعت الطالبة المتفوقة ميس، أنها طبعت كتاب مادة التربية الإسلامية بلغة برايل قبل بداية امتحانات الفصل الأول بأسبوع، بسبب عدم تمكنها من الحصول على الكتاب بالطريقة نفسها، موضحة أنها حصلت على 100 درجة في كل من امتحانات التاريخ والتربية الإسلامية، على الرغم من الصعوبات التي واجهتها في طباعة ودراسة المادة.

وأضافت أنها حصلت على 99 درجة في كل من امتحانات اللغة الإنجليزية، وعلم النفس، والاقتصاد، والأحياء، والرياضيات، إضافة إلى حصولها على 97 درجة في الجغرافيا، و95 في اللغة العربية، و91 درجة في الفيزياء، من مجموع 100درجة.

وأوضحت حمودة أنها واجهت صعوبات في الإجابة عن الرسومات التي وردت في امتحان مادتي الجغرافيا والرياضيات، وذلك بسبب رفض لجنة الامتحانات الخاصة بذوي الاحتياجات إعفاء الطلاب من سؤال الرسومات، في الوقت الذي تسمح فيه وزارة التربية والتعليم بإعفاء الطلاب المكفوفين من هذه الأسئلة.

وتابعت أن أسئلة الامتحانات جاءت من المنهج الدراسي، ومعظم الأسئلة كانت غير مباشرة وغير واضحة، مشيرة إلى أنها أجابت عن ورقة الامتحانات بكل سهولة وتركيز.

وزادت أنها بحاجة إلى جهاز يعمل على قراءة وطباعة الكتاب المدرسي إلى لغة برايل، إضافة إلى آلة لترجمة كتب اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية حتى تستطيع تعلم المزيد من اللغات الأجنبية وتطوير مستواها التعليمي.

وتمنت الطالبة الكفيفة أن تتخرج من الجامعة وأن تصبح إعلامية حتى تتمكن من التواصل مع الناس من حولها ومعرفة مشكلاتهم والعمل على حلها.

من جهته، قال والد الطالبة ميس، المهندس أحمد حمودة إن ابنته متفوقة ولديها موهبة في التركيز والقدرة على مواجهة أي صعوبات تواجهها في الكتاب المدرسي، من خلال مواصلة دراستها لجميع المواد الدراسية منذ بداية العام الدراسي، مشيراً إلى أن ميس تعلمت الكتابة على آلة برايل عندما كانت تدرس منذ صغرها في مركز خاص لذوي الاحتياجات في فلسطين.

وأوضح أن ابنته اعتادت مراجعة دروسها طوال فترة امتحانات الفصل الأول وتطبعها على آلة برايل، حتى تتمكن من الحصول على أعلى معدل في نتائج الامتحانات، على الرغم من الصعوبات التي تواجهها من طباعة الكتب المدرسية وتحويلها إلى لغة برايل.

ومن جانبه، كرّم وزير التربية والتعليم الدكتور حنيف حسن الطالبة الكفيفة ميس حمودة صباح أمس، وأهداها جهازاً قارئاً للمعلومات، وأكد وزير التربية أن الوزارة تبذل جهوداً كبيرة في توفير تعليم أفضل لطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأضاف حسن، أن طلبة الاحتياجات الخاصة يتمتعون بالحقوق والفرص التعليمية نفسها في جميع المؤسسات التربوية والتعليمية.

ميس بصحبة والدها المهندس أحمد حمودة.

تويتر