74 ضحية للدراجــات الناريــة في دبـي خـــلال عـام

هواة الدراجات النارية لايراعون قواعد السلامة. تصوير: خالد الزرعوني

حذرت دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي من «تزايد ضحايا حوادث الدراجات النارية من المواطنين»، مؤكدة أن حوادث الدراجات النارية تؤدي في أغلب الأحيان إلى إصابات خطرة.

وقال أطباء مركز الاصابات والحوادث في مستشفى راشد إن «المركز يستقبل أسبوعيا عددا كبيرا من الشباب المواطنين من هواة اللهو بالدراجات النارية ذات الدفع الدباعي، الذين يتعرضون لحوادث تؤدي إلى اصابة بعضهم بشلل رباعي أو خماسي، أو تهتكات في المخ، ونزيف في الرأس وكسور متعددة»، لافتين الى ان «بعض الحالات توفيت في الحال».

وذكروا أن «غالبية الضحايا شباب في أعمار صغيرة، وبعضهم في الصفوف الاعدادية والثانوية».

وطالب اطباء الدائرة «بضرورة توعية الشباب بمخاطر اللهو بتلك الدراجات، وتدريس ذلك ضمن المناهج التعليمية».

وفي التفاصيل، قال استشاري جراحة العظام في مركز الاصابات والحوادث في دبي الدكتور عبدالحليم فضل لـ«الإمارات اليوم» إن «تزايد ضحايا الدراجات النارية من المواطنين أصبح ظاهرة لافتة في الآونة الأخيرة»، مشيراً إلى أن «المركز استقبل 74 مصابا من امارة دبي وحدها في 2008،  بينهم 53 مواطنا».

وأشار إلى أن «خمس حالات منهم توفيت فور وصولها المستشفى متأثرة باصابات بليغة»، في حين «اصيبت 22 حالة باصابات بليغة، والبقية تنوعت مابين كسور واصابات متوسطة وخفيفة»، ملمحاً إلى أن «71 حالـة من ضحايـا الدراجات الناريـة، اجريت لهـا جراحـات دقيقـة، واحيانـا جراحات معقدة».

إصابات خطرة

وقـال فضـل إن كثيراً من الحالات تلحق بها إصابات خطرة، اذ اصيب «خلال العام الماضي 23 مواطنا باصابات شديدة في منطقة الدماغ، وتهتك في المخ، ونزف في الرأس»، لافتا إلى أن تلك الاصابات «تعد الاخطر، وتؤدي إلى مضاعفات شديدة في الصحة».

وأوضح أن «بعض الحالات التي سقطت على رأسها من الدراجات النارية، اصيبت بعجز دائم، وفقدت القدرة على الادراك، وحالات أخرى اصيبت بشلل نصفي».

ولفت إلى أن «المستشفى يعالج حاليا ثلاث حالات اصيبت بشلل رباعي، وهي اصابة تجعل صاحبها لايملك القدرة على تحريك أي جزء من جسده، سوى رأسه».

ويتعدى الأمر إلى مرحلة بتر الاطراف، اذ اضطر اطباء في مركز الاصابات والحوادث أخيراً إلى «بتر اطراف ثلاث حالات، اذ اصيبت بتهتك في القدم والساق والذارع».

وأوضح فضل أن «كلفة العلاج كبيرة جدا، اذ يستغرق علاج المصاب أشهراً عدة، تصل في بعض الحالات الى عام»، مشيرا إلى أن «المريض خلال تلك الفترة يبقى في المستشفى تحت الرعاية الطبية، ولايخرج منها، وتصل تكلفة علاج البعض الى 500 الف درهم».

وتابع أن «بعض المصابين أجريت لكل حالة منهم 10 جراحات على الاقل، اذ يتولى فريق طبي إجراء جراحات للمصاب في العظام والباطنة والمخ والاعصاب، وجراحة تجميل»، مضيفاً أن «بعض المصابين تعرضوا لسلخ كامل في الجلد».

طلاب مدارس

والأخطر، وفق فضل، أن جميع المصابين تتراوح اعمارهم بين 15 و35 عاما، لافتا إلى أن «غالبية المصابين هم طلاب مدارس في مرحلتي التعليم الاعدادي والابتدائي».

وتابع «وصلتنا أخيراً اصابة دراجة نارية لطفل عمره أربعة أعوام، وتبين أن والده اصطحبه على الدراجة، وسار في الطريق العام مستعرضا مهاراته، ما أدى إلى سقوطهما معا وكاد الطفل أن يفقد حياته نتيجة لشدة الاصابة».

وأضاف أن «هؤلاء يخرجون بدراجات هوائية إلى الطرق العامة، ويأتون بالعاب بهلوانية وسط السيارات، ولايراعون قواعد السلامة والامان، ومن ثم تكون اصاباتهم شديدة تؤدي احيانا إلى الشلل التام».

وتابع فضل «من المحزن جدا أن نستقبل أطفالا أو شبابا في أعمار صغيرة موتى، او مصابين بشلل تام، نتيجة استعراضات الدراجات النارية».

والى جانب الاضرار الصحية، يضيف استشاري العظام، أن «ضحايا الدراجات الهوائية، يشكلون ضغطا شديدا على مركز الاصابات والحوادث، الذي يستوعب بصعوبـة ضحايا حوادث السيارات، واصابات العمل».

ودعا فضل إلى «زيادة حملات التوعية بمخاطر اللهو بتلك الدراجات، خصوصا في الطرق العامة، وتدريس ذلك ضمن المناهج التعليمية، للحد من ضحاياها».

تويتر