موسيقى جديدة
لطالما تفاخر الرسامون والأدباء العرب بمداومتهم على سماع بيتهوفن وباخ وموزارت، وغيرهم من أساطين الموسيقى الكلاسيكية العالمية، وفي أحسن الأحوال قد يذكر أحدهم اسم فيروز التي جعل الرحابنة صوتها يحلق عاليا بأجنحة موسيقى مختلفة ومدهشة، ولكن لماذا لم يظهر بيتهوفن عربي يؤلف موسيقى تستلهم انغامها من ثقافة المكان وعراقة التاريخ العربي؟
صحيح أن هناك محطات غنائية عربية تجاوز خلالها الملحنون مرحلة الطرب التقليدي وارتقوا باللحن إلى المستوى التعبيري، لكن التلازم بين الكلام والموسيقى ظل يحدث قطيعة لدى الذائقة العربية تحجبها عن تلقي الفنون التجريدية بصورة عامة وإنتاجها ومن بينها الموسيقى، وإن وجدت تجارب في التأليف الموسيقي فهي تجارب فردية نادرة وذات مرجعية غربية.
أعتقد أن البداية الحقيقة في هذا المجال ولدت مع تباشير تطور الدراما التلفزيونية التي استدعت تطور الموسيقى التصويرية المصاحبة للعمل الدرامي، وربما يفرق الدارسون بين الموسيقى التصويرية والسيمفونية، لكن الأكيد أن الدراما بدأت تخلق موسيقى جديدة لم تكن مألوفة.
ويوفر التلفزيون فرصة ذهبية لتوطين هذا اللون في الذاكرة السمعية للمشاهد، فمن منا لا يتذكر على سبيل المثال موسيقى عمار الشريعي في مسلسل «ليالي الحلمية» او موسيقى الملحن الأردني الشاب طارق الناصر الذي لفت الأنظار إلى محورية الموسيقى التصويرية في العمل الدرامي منذ مسلسل «نهاية رجل شجاع» ومروراً باندماجه مع الدراما الجديدة في سورية.
أعود إلى طارق الناصر الذي تمثل تجربته حالة استثنائية، ورغم أن أعماله الموسيقية التي ارتبطت بالمسلسلات هي التي منحته الشهرة،فإنه لم يحصر نفسه في تأليف هذا اللون، فلديه فرقة موسيقية خاصة باسم «مجموعة رم» نسبة إلى وادي رم في جنوبي الأردن، ويقدم من خلالها موسيقى عربية جديدة من أبرز خصائصها مزج أصوات الآلات والإيقاعات بالصوت البشري الفطري الذي يتخلى عن المعاني المباشرة للكلمات، ويراهن على الدلالة المشتركة لصوت الإنسان ومقدرته على التعبير عن الحزن او الفرح من دون لغة سوى لغة الموسيقى. slamy77@gmail.com |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news