ملح وسكر

يوسف الأحمد

 
بطولة سوبر المحترفين الأولى جاءت انطلاقة لعهد جديد تعيشه الكرة الإماراتية بعد تطبيق الاحتراف ودخول الأندية واللاعبين في هذه المنظومة التي انتظرناه طويلاً، ولهذا فإن فوز الفرسان الحمر على ندهم التقليدي فريق الشباب تحقق بعد انتظار لمدة 120 دقيقة عانى فيها الفريقان من حرارة الجو والرطوبة العالي، حيث بذلا مجهوداً مضاعفاً و قدما أداء ومستوى حظيا بإشادة جميع من شاهد اللقاء، فالبداية مطمئنة  لجماهير وعشاق الفريقين ومبشرة لتقديم نتائج ترضي الرغبات والطموحات، فقد عكسا جاهزية واستعداداً جيداً لبطولات هذا الموسم، وهو ما كان واضحاً على لياقة اللاعبين وحضورهم الذهني من خلال محافظتهم على رتم الأداء حتى نهاية اللقاء.  

 

لذلك فقد شاهدنا صورة مغايرة عن تلك التي كنا نشاهدها في المواسم السابقة من ضعف اللياقة البدنية وتواضع لمستوى الأجانب، الأمر الذي كبّد الأندية خسائر جمة وأدخلها في دوامة المشكلات في الماضي، التي ربما تكون أغلبها في منأى عنها هذا الموسم، لو افترضنا لقاء الشباب والأهلي مقياساً ومعيار مقارنة بين افتتاحية هذا الموسم وانطلاقات الدوري في المواسم المنصرمة.  

 

في الحقيقة، لم أكن متحاملاً على المدرب برونو ميتسو في المقال السابق كما ظن البعض، ولم أكن أقصد التهجم وإلقاء اللوم عليه من دون الآخرين، لكن الواقع فرض علينا الانتقاد وتوضيح بعض الأمور السلبية التي يتحمل نسبة كبيرة من مسؤوليتها، رغم تبريراته المتناقضه التي ساقها للشارع الرياضي  والتي لم تقنع أصغر مشجع  في المدرجات. فمثل ما أشدنا به سابقاً، فقد يلزم علينا انتقاده هذه المرة بعد أن وصلت حال المنتخب إلى منحنى خطير وصرنا بحاجة إلى تدخل القدر حتى نحقق الحلم المونديالي.

 

 فاللاعبون يتحملون جزءاً من المسؤولية، إلا أنه يتحمل الجزء الأكبر منها باختياراته وقراراته التي أثارت استياء وسخط الشارع الرياضي. نحن نقول المهمة ليست مستحيلة، لكنها  أصبحت صعبة ويتحتم علينا الفوز في أغلب اللقاءات المقبلة وتعثر منافسينا، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى همة عالية وقتال وعدم استسلام ودهاء ومكر نستخدمه لخطف النقاط من دون النظر إلى المستوى والأداء، فنحن الآن في معركة ويجب استخدام كل الأسلحة داخل الملعب وخارجه، فالواقع يفرض علينا ألا نستسلم بتلك السهولة، فالمنتخبات الأخرى ليست أفضل منا، وسنكون أفضلها لو ضبطنا وعدلنا وضع المنتخب.    أخيراً.. ما يحدث في أنديتنا هو سباق مجنون لكسب اللاعبين الأجانب وصرف الملايين عليهم من دون جدوى، فهل يعقل أن ما صرفته الأندية على المحترفين قد وصل إلى حاجز المليار درهم حتى هذه اللحظة؟، وهل بطولاتنا تستحق أن تُدفع لها هذه الأرقام من التعاقدات والعمولات للاعبين لا يستحقون ربع ما دُفع فيهم؟  

 

«يا خلق الله» قيمة هؤلاء اللاعبين الحقيقية لا تساوي إلا جزءاً بسيطاً مما يدفع لهم هنا، وخير مثال اللاعب على كريمي الذي يدفع له ناديه الإيراني حالياً 8000 دولار بينما كان يتقاضى أضعاف هذا المبلغ حينما كان يلعب في الأهلي، فأنديتنا كانت ولاتزال منابع بترول لأمثال هؤلاء اللاعبين الذين كونوا ثروات طائلة بفضل خزائنها، التي تصرف أموالها بلا حسيب ولا رقيب!  
 
تويتر