ملح وسكر

يوسف الأحمد

 

منطقياً، تبخر الحلم المونديالي بالوصول إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010، وواقعياً أضعنا النقاط التي كانت خطة الوصول للنهائيات مبنية عليها، حيث دخلنا في دوامة «يمكن وعسى» التي حصر فيها الأبيض نفسه، ووضعنا معه في خانة الحيرة والقهر الذي أصاب الجميع بعد خسارتنا أمام كوريا الشمالية والسعودية.

 

في الحقيقة، الكل يتحمل المسؤولية والملامة، وقد يكون على رأس الملامين المدرب برونو ميتسو الذي أضاع الأبيض وتلاعب به، نتيجة عناده ومكابرته وعدم الاستماع إلى النصائح والتنبيهات التي بحت الأصوات لأجلها وهي ترتجيه في أن يدرك ويحس بخطورة الوضع الفني للمنتخب بعد كأس الخليج.

 

وللأمانة فقد تحدثنا عن خطورة الموقف بعد خسارتنا من إيران في القطارة، ونبهنا بأن مستوى الأبيض لا يبشر ولا يطمئن، وأن هناك أخطاء وعيوباً بحاجة إلى إصلاح وعلاج قبل الدخول في معترك التصفيات النهائية، فقد أشرنا إلى أن الفرق التي سنلاقيها لن تكون صيداً سهلاً، وعلى ميتسو أن يحتاط ويستعد ويجد البدائل، حيث كانت لديه فرصة كافية في ذلك الوقت بعد نهاية الموسم بأن يختار ويغير في بعض الأسماء التي استنفذت ما عندها ولم تعد قادرة على العطاء، لكن «لاحياة لمن تنادي»، فقد أصر على رأيه وموقفه ولم يتدخل فنياً لتعديل الوضع، رغم ما قيل عن نجاح المعسكر السويسري والفائدة التي حصلوا عليها، في الوقت الذي برهنت فيه اللياقة البدنية للاعبين  شكوك الجماهير حول ما إذا كان ذلك معسكراً تدريبياً أم ترفيهياً!

 

فنحن هنا لسنا بصدد التحامل على المدرب، فاللاعبون يتحملون المسؤولية أيضاً، لكن يبقى المسؤول الأول عن ما حدث هو ميتسو،  بسبب اختياراته الخاطئة وقراءاته غير الموفقة، حيث ظهر جلياً في لقاء كوريا والسعودية، حينما أصر على إبقاء الشحي الذي قدم أسوأ مستوياته في المباراتين بإجماع الشارع الرياضي وزميله المستبعد من لقاء السعودية صالح عبيد.

 

فالأطراف ممثلة بالحمادي والشحي لم تكن تعمل بالشكل الصحيح والمطلوب أمام السعودية، وتحديداً في الشوط الثاني، فقد كان من المفترض أن يتدخل وقتها ميتسو ويدفع بالبديل كحل لتفعيل الجبهتين، لكن إصراره وبقاءه على مقعده طوال الوقت، لم تشفع له تغييراته المتأخرة بعد فوات الأوان، وكأن ما يحدث في الملعب لا يعنيه، الأمر الذي تكهن البعض بأنه إشارة لقرب الرحيل ونهاية شهر العسل!

 

 لذلك فالمساءلة والمحاسبة مطلوبة الآن، وعلى اتحاد الكرة أن يحاسب المدرب على قراراته العديدة وتخبطاته الفنية، وأولها تهميش بعض اللاعبين المميزين، أمثال احمد خليل ونواف مبارك ومدافع الأهلي عبدالله «تراوري» وعمران الجسمي، الذين برزوا بشكل واضح في الدوري، وثانيها عجزه الواضح عن قراءة الخصم في اللقاءين  المنصرمين وعدم  التوازن في اللعب، بيد أن خطأه الأكبر والأهم هو اختياراته الخاطئة لعناصر التشكيلة التي كانت سبباً لسقوط الأبيض، فقد ظلم فيها من لعب من اللاعبين ومن لم يلعب بسبب عناده الذي أوصلنا إلى هذه الحال، فقد أكاد أجزم بأن الأمل صار مفقوداً ومستحيلاً، حيث صرنا بحاجة لمعجزة لإنقاذنا من هذه الورطة التي ورطنا بها ميتسو وبعض اللاعبين سامحهم الله.

 

 

ya300@hotmail.com

 

تويتر