من المجالس
|
رمضان متهم.. وفي كل سنة تنضمّ تهم جديدة إلى لائحة الاتهام. فالشهر الكريم ذهب في كرمه بعيداً إلى درجة ركب موجتها اللئام فحوّروا المعنى، وحرّفوا المقصد، وجعلوا الكرم بلا ضوابط إلى درجة المسّ بقدسية المعنى والتعدّي على ثقافة المناسبة
أما التهمة الأولى المرفوعة ضد رمضان فتتمثل في تجويع الناس. فالجوع صار سمة معظم الصائمين، والجوعى بطبيعة الحال لابد وأن يتهافتوا على الطعام، والطعام في الأسواق والجمعيات التعاونية، ومشاهد التهافت على هذه الأسواق والجمعيات في رمضان تبدو للناظر وكأنه إقبال على كرنفال توزيع مجاني.
ثانية التهم تقول إن شهر رمضان هو السبب في رفع الأسعار لأنه يختص من بين أشهر السنة بأكلات وأصناف من الطعام لا يأكلها الناس في سائر الشهور. وهذا يجعل التجار يغالون في الأسعار لاصطياد المزيد من الأرباح.
التهمة الثالثة التي أصبحت «لابسة» فهي تخريب نظام الأسرة، وتمييع الوقت وتشجيع العيال على السهر حتى الساعات الأولى من الصباح، لأن رمضان صار شهر التلفزيون والمسلسلات والتمثيليات وكل السخافات التي يتم الاستعداد لها خلال أحد عشر شهراً لتكبّ جميعها في هذا الشهر الفضيل وكأنه مكب نفايات شركات الإنتاج والقنوات التي تؤكد في كل يوم فشلها عبر اختزالها لأيام السنة في أيام رمضان، ووعي الناس في ما تسمّيه «أعمالاً درامية». رمضان متهم كذلك بالتسبّب في قلة الإنتاج لأن ساعات العمل فيه تختصر، وطاقة العاملين تتأثر، وأخلاق الموظفين تتبعثر، وصبر المراجعين يتبخّر. رمضان هو السبب في كل ذلك لأنه «يغري» الصائمين على السهر، والتسكّع في الأسواق، وقضاء الليل في المقاهي و«الخيام الرمضانية».
والبيئة أصرت كذلك على أن يكون لها حضور في لائحة اتهام رمضان، فهي ترى أنه السبب في تلويث الجو عبر سحب الدخان التي تنفثها مقاهي الشيشة وخيام الفنادق، والتي يتضاعف الإقبال عليها في ليالي هذا الشهر أضعاف أيام الأشهر الأخرى ولاتزال في صحيفة رمضان الكثير من الاتهامات الموجودة والمستجدة، وهي قابلة للتمدد حسب تمدد الفكر، وللتوسع حسب اتساع «المذهب».. فيا سلام سلّم.
adel.m.alrashed@gmail.com
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news