البازعي: المد الروائي في السعودية ليس جديراً بالاهتمام

الدكتور سعد البازعي: روايات كثيرة ممنوعة في السعودية.    تصوير: شاندرا بالان

 

 قال الناقد السعودي، الدكتور سعد بن عبدالرحمن البازعي أن السنوات الاربع الاخيرة «شهدت انتاجاً غير مسبوق في مجال الرواية» في السعودية «الا ان هذا المد ليس جديرا بالاهتمام»، فالفن الروائي «خليط من الاجتهادات، يشتبك فيها المتميز بالاقل من العادي»، في حين ان الشعر لا سيما «قصيدة النثر لاتزال تحظى بحضور لافت وقوي»، وحسب البازعي فإنه «ومن حيث التميز الادبي والفني فإن قصيدة النثر هي الاهم».

 

ولفت استاذ الادب المقارن في جامعة الملك سعود الى ان الادب السعودي الحديث حاله كحال الادب في باقي الوطن العربي «يتوزع الآن بين الشعر (التفعيلة والنثر) والرواية»، واشار الى ان السنوات الاخيرة شهدت طغيان السيرة الروائية لدى الكثير من الكتاب، «بمن في الشعراء الذين اتجهوا الى كتابة الرواية».

 

واستبعد البازعي ان تكون المؤسسة الرسمية في السعودية تتدخل في ما يكتب «لم نعتد في السعودية، خصوصا في النشاط الثقافي والادبي، التدخل من الرقابة»، موضحا «أنه لا يوجد أيضا دعم من المؤسسة الثقافية، فالكثير من الروايات تمنع، والكثير من هذه الروايات التي منعت تناهض بعض الممارسات المحافظة، وعلى سبيل المثال روايات زينب حفني كلها ممنوعة في السعودية».

 

واستدرك قائلا «المشكلة ان منع الروايات يسهم في قراءة هذه الروايات»، مشيرا إلى أن «منع العمل الادبي ليس شهادة ابداعية لصالح العمل ولا صلة له بجودة العمل الادبي، فمن الاعمال التي تباع في المكتبات ما هو الافضل». وهاجم البازعي كتاباً يبحثون عن الاثارة والشهرة من خلال الاستثمار في التابوهات «هناك عدد من الكتاب الذين يستثمرون بالمعنى التجاري التابوهات الثقافية، فينشرون اعمالا في هذا المجال محاولين كسر التابو وليس العمق او المستوى الجمالي، واعتقد ان هذا طبيعي ويحصل في كل الساحات الثقافية». وقال صاحب كتاب «المكون اليهودي في الحضارة الغربية» ان كتابه الاشهر بين اصداراته والذي يبحث في دور اليهود في نشأة وتطور الحضارة الغربية منذ القرن السابع عشر، والذي أثار جدلا واسعا «ليس هجوما او ثناء، بل محاولة لفهم هذا الدور، وكتبته بأكبر قدر من الحيادية».

وعن صورة الآخر في الادب قال البازعي «اعتقد انها صورة متعددة، ويصعب اختزالها في صيغة واحدة، وتختلف باختلاف العصور والتيارات الفكرية والايدلوجيات باختلاف الافراد، وهذا لا يعني عدم وجود مشتركات بين الاشكال المختلفة التي تظهر في صورة الآخر، وهي صورة مرتبطة بصورة الأنا، وتحديدا الآخر بوصفه عدوا، وبالنظر الى الأنا على انها المركز».

 

وكان البازعي وضع كتابه في ثلاثة أقسام، الأول: أبعاد تاريخية ونظرية، حيث يتحدث عن الحضور اليهودي في إطار تاريخي، وسؤال الهوية عبر مأزق الانتماء عند المفكر الفرنسي ألان فنكلكروت، والكاتبة والمفكرة الفرنسية سيمون في، والشاعر بول تسيلان، والروائي الأميركي فيليب روث، والناقد الأميركي جورج شتاينر، ومؤرخ الفلسفة ريتشارد بوبكن، ثم يتحدث حول نظرية الاختلاف والتقويض ما بين ثلاثة مفكرين: ماركس وبوبر وشتاينر.

 

وينتقل الكتاب إلى قسمه الثاني متخذاً عنوان: اليهود من التنوير إلى الخلاص، عبر نماذج سبينوزا بوصف تنويرياً متطرفاً، ومندلسون بوصفه سقراطاً يهودياً، والشاعر هاينه ومأزق الانتماء عنده، وعند الروائي دزرائيلي، ويتناول نهاية القسم حول الحضور اليهودي في القرن التاسع عشر من زوايا يهودية، واوروبية.  وينتقل الكتاب إلى القسم الثالث: الأقلية الكاسحة، مستعيراً عنوانه من كتابات حسن ظاظا، ليتناول بعض الأطروحات العلمية كما هو التقويض الفرويدي، والفلسفة عند مدرسة فرانكفورت: فروم وهوركهايمر، وأدورنو، والنقد عند علمين مهمين بعنوان: الملحق اليهودي إيلي دريدا «المعروف بجاك دريدا»، ومكونات يهودية في النقد الأدبي: هارولد بلوم.

تويتر