أنثى الكتابة والإبداع
|
تظل الأنثى المتوارية خلف العديد من النصوص الابداعية والاعمال الفنية، عصيّة على البوح والاعلان. ويظل المبدع يعيش حالة من الارتواء من حالة الايحاء التي خلفتها هذه الأنثى او تلك في روحه، الى الدرجة التي يصعب فيها على المُبدع أن يبوح باسم مُلهمته وسيدة الإيحاء التي استطاعت ان تقدح مخيلته، وأن تؤجّج كل هذه النيران التي تُجمر نصه الابداعي.
إنّ المبدع الذي تطل على عمره الأنثى بكل حضورها المدجّج بالايحاء وملهمة الروح، تبدو كأنها حين تقع في فخ المشاهدة، وتتحول الى قوة موحية للنص، تتخلى عن وجودها الفيزيائي والبيولوجي، وتتحول الى نسمة تعبر روح المبدع لتزلزل كيانه بإعادة تشكيلها، وإعادة انتاجها حبريا.
إن فولبير الذي وحينما انتهى من كتابة روايته الذائعة الصيت «مدام بوفاري» قال مندهشا «يا إلهي لقد كنت انا مدام بوفاري»، لم يعترف عن تلك المرأة التي أيقظت شهوة التعبير عن مكنون أنثى الرواية «إيما». هذه الأنثى التي استطاعت ان تجبّ الأنثى الأصل الموحية الأساس لكتابة الرواية.
وفي الإطار ذاته يُمكن التحدث عن المرأة التي استطاعت أن تقيم في روح الكاتب الانجليزي د.ه. لورانس، في روايته الذائعة الصيت «مدام تشارتلي». فهذه المرأة زوجة الرجل المقعد، المُعطّل جنسيا، التي منحت جسدها بشهوانية ذات سمة انتقامية لفتى حديقة قصرها. وقد عاش الكاتب لورانس حياته ولم يتطرق في أي يوم من الأيام للسيدة الواقعية التي قدحت مخياله، وولدت كل هذا الاشتهاء عند امرأته تشارتلي.
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news