ملح وسكر

يوسف الأحمد

 

حالة غريبة تلك التي ظهر عليها منتخبنا الوطني في لقائه الأخير ضد سورية بملعب القطارة، فقد كان الأبيض محيراً، أصاب الجميع بالقهر والحرقة من ذلك الأداء والصورة المخيبة التي ظهر عليها، والتي أعادتنا للوراء 10 سنوات كاملة. فهل هذا هو المنتخب الذي هز عرش الأزرق الكويتي في أرضه وبين جماهيره قبل أيام؟ أين ذهب ذلك الأداء والانسجام والروح القتالية والانضباط وعدم التهاون مع الخصم؟ حيث إنه لم يكن إلا شبحاً للمنتخب الذي فاز على الكويت وكسب نقاطه هناك، والتي شفعت لنا بالفارق وكتبت لنا التأهل. ما الذي حدث للاعبينا وخلفهم الجهاز الفني؟ هل هذا مرده للثقة المفرطة أم التهاون بالخصم أم ماذا؟. فو الله لم نستمتع بفرحة التأهل بقدر ما «ضايقتنا» النتيجة وعكرت صفونا، لأنها كانت الأسوأ لمنتخبنا طوال مشواره في التصفيات، وخصوصاً أنها على أرضنا ووسط جماهيرنا، التي لم تفقد الأمل حتى اللحظة الأخيرة، ولولا الهدف اليتيم الذي سجلناه لطارت منا ورقة التأهل وكنا حينها في خبر كان!

 

المهم  أننا نحمد الله أنها «عدت على خير»، ولابد أن تدفن في مقبرة النسيان، لأنها كانت كابوساً مزعجاً لا نريد أن نتذكره، ونشكر الله أيضاً في أن فارق الأهداف لعب لصالحنا، وبدايتنا الموفقة في التصفيات كانت سنداً وعوناً لنا في الصعود، ومن هنا فإن سقوط المنتخب للمرة الثانية على التوالي بملعب القطارة يجب أن لا يمر مرور الكرام، وعلى الجهاز الفني بقيادة ميتسو أن يتدارك ما حصل ويعمل على علاج تلك الأخطاء والهفوات التي وقعنا بها، فالمرحلة النهائية المقبلة لا تحتمل مزيداً من «التأليف» وتخبط المستوى والأداء، وليعلم أفراد منتخبنا بأن النزال المقبل شرس وصعب وأصحابه لا يعرفون الرحمة والشفقة!

 

- صعود المنتخب القطري الشقيق ووصوله إلى النهائيات جاء بعد مخاض عسير، وتولد من رحم المعاناة والظروف الصعبة التي مر بها العنابي طوال مشواره في التصفيات، إلا أن فوزهم الأخير على العراق أكد أحقيتهم في الصعود، وخصوصاً أنهم كسبوا ست نقاط من خارج ملعبهم. فالعبرة هنا بأن رجال العنابي استشعروا بالخطر واستغلوا الفرصة الوحيدة التي كانت أمامهم، فعملوا على انتزاعها للوصول إلى مبتغاهم، على الرغم من أن اللقاء كان خارج ملعبهم وصاحبته قرارات عكسية كادت أن تَئِد حظوظهم وتحرمهم من الصعود، إلا أنهم تجاوزا ذلك بإرادة قوية يحسدون عليها، ليت قومي منها يتعلمون!

 

أخيراً مع انتهاء آخر استحقاقات الأبيض، ووصولنا إلى ختام الموسم الكروي، فقد آلمني ما تعرض له الزميل العزيز «كفاح الكعبي» من حادث أليم والحالة الحرجة التي يمر بها، متوجهاً إلى الباري عز وجل أن يمن عليه بالشفاء والصحة، وأن يعود لأسرته سالماً معافاً بإذنه تعالى. في الوقت نفسه أستميحك عزيزي القارئ بالتوقف خلال فترة الصيف، شاكراً جميع من تواصل معي طوال الفترة الماضية، ليكون تواصلنا مع بداية الموسم المقبل إن شاء الله.

 

 

ya300@hotmail.com
تويتر