ملح وسكر

يوسف الأحمد


خسارة الأبيض في موقعة القطارة ألقت بظلالها على الشارع الرياضي الذي استهجن واستنكر النتيجة المخيبة التي خرجنا بها من ذاك اللقاء الذي فرطنا به وبنقاطه، التي كان من الممكن أن تكفل لنا الصعود والتأهل بنسبة كبيرة. إلا أن الأقدار لم تأت بما تمنينا، وخابت التوقعات التي سبقت تلك المباراة، حيث تجاوز بعضها المعقول وحدود الطموح بعد أن تم إسقاط بند احترام الخصم والاستهانه به سواء كان من الجهاز الفني واللاعبين أو حتى الإعلام الرياضي الذي تعدى فيه البعض الأحلام والواقع وافترض سيناريوهات غريبة لا يمكن أن يؤمن بها عاقل!.

 
لذلك فإن أسباب الخسارة عديدة، وأول من يتحملها هو الجهاز الفني بقيادة ميتسو الذي لم يحسن قراءة الخصم ولم يعر له ذاك الاهتمام الكافي وكأن الفوز كان مضموناً، بل وصل الأمر به إلى أن استصغر المدرب «دائي»، الذي عرف كيف يرد الصاع صاعين بعد تصريح ميتسو الشهير في طهران. فالحسبة لم تكن مضبوطة وتوظيف بعض اللاعبين خانه التقدير، ولعل عدم وجود البديل المناسب لراشد عبدالرحمن الذي غاب عن ذلك اللقاء ووضع لاعب قليل الخبرة في هذا المكان هو سبب اهتزاز خط الدفاع الذي لم يكن أفراده في يومهم. كما أن الاعتماد على الكرات العرضية والإسقاط  العمودي داخل الصندوق لم يكن مجدياً في ظل طول قامة الإيرانيين وبنيتهم الجسدية القوية، فلم يكن هناك تنويع وحلول لمصادر اللعب، في ظل فشل الطريقة المعتادة على الكرات الثابتة، وعدم فطنة لاعبينا لهذه الطريقة الفاشلة مع الإيرانيين، التي لو لعبنا بها  90 دقيقة أخرى فلن نسجل فيها!. ولأجل هذا فبمثل ما أشدنا به سابقا، فليتقبل السيد «ميتسو» الانتقاد منا، وعليه أن يأخذ تلك الملاحظات برحابة صدر كونه مدربا محترفا، فهو ليس فوق النقد، فالسير اليكس فيرجسون ومورينهو تعرضا لأقذع انتقاد من قبل وسائل الإعلام وجماهير نادييهما وتعرضا للمحاسبة، والسؤال هنا من يحاسب ميتسو ؟

 

وهل هناك جلسة مساءلة ومناقشة بعد كل لقاء يخوضه المنتخب؟. أقول ذلك ليس انتقاصاً أو تقليلاً من قدر المدرب أو اللاعبين، لكنه حلم وأمنية شعب كان ومازال الأمل فيه موجودا، إلا أن وضعنا أصبح صعباً بعد فوز منتخب الكويت ودخوله القوي إلى المنافسة، حيث حشرنا أنفسنا في خانة صعبة،  ومن شاهد أداء المنتخب الكويتي وروح لاعبيه القتالية العالية، فليعلم أننا لن «نفلت» منهم بسهولة على ملعبهم، وسيعاني كثيراً منتخبنا في ملعبهم، في ظل الاستراتيجية الفنية الحالية، والعقم الهجومي الغريب. فقط ليأخذ لاعبونا من الكويتيين الحماسة والقتال والإصرار والتركيز، حينها سنكون بألف خير، أما عدا ذلك فسنكون مثل الذي جنى على نفسه بنفسه، حيث كانت الصدارة بيدنا ونحن من أهديناها للآخرين، فالبكاء على ما فرطنا به من نقاط لن ينفع وقتها لا سمح الله!. 

 

ya300@hotmail.com  

تويتر