ملح وسكر

يوسف الأحمد


عودة منتخبنا الوطني الأول بنقطة من طهران، تعتبر مكسباً للأبيض الذي كان نداً قوياً للإيرانيين في ملعبهم، رغم تغاضي حكم المباراة عن ضربة جزاء واضحة وضوح الشمس، لكن تلك المجاملات مازالت خصلة موجودة عند حكام القاره الآسيوية الذين اعتادوا أن يبادلوا كرم الضيافة على حساب الطرف الآخر.

المهم أن المنتخب أنهى مهمته بسلام، وظهر متماسك الخطوط رغم الضغط الكبير الذي مُورس عليه من قِبل الخصم الإيراني في فترات كثيرة من اللقاء، في الوقت الذي أجاد فيه ميتسو التعامل مع ظروف هذه المباراة، وأحسن تقديرها، ولم يستهن بخصمه الذي يمر حالياً بمرحلة انتقالية «دائية»، حيث ذهب تربصهم ووعيدهم لنا هباءً منثوراً، ليكون لقاء القطارة المقبل هو الأهم في مسيرة المنتخب نحو الوصول إلى التصفيات النهائية، بإذن الله، حتى نلجم الأصوات التي نالت وتهكمت بمنتخبنا!

 هل كان التعادل أمام إيران مفاجئة غير متوقعة بالنسبة إلى البعض؟ وما الغريب والجديد  فيه؟ وهل التعادل في ملعبهم إنجاز وأمر خارق للعادة؟ وهل هذه النتيجة تستحق «الصريخ والزعيق» غير المبرر كأننا وصلنا إلى النهائيات. أقول ذلك لمن يقبع خلف «الميكروفونات» ومن يحملها، ان الفرحة سلوك لا إرادي، ومطلوب في مثل هذه المناسبات، لكن المبالغة والتهويل أسلوب عقيم وممل، فاتقوا الله فينا يا معلقينا ويا مذيعينا الأبرار!

 بعد إعلان نتائج الانتخابات واتضاح الصورة النهائية للتشكيلة التي سيتكون منها مجلس إدارة الاتحاد الكروي، أصبح لزاماً على المعنيين بالأمر أن يتم إسناد المهمات والمسؤوليات قياساً بالكفاءة والقدرات التي يتمتع بها العضو، فالمرحلة المقبلة بحاجة إلى تكاتف وتعاضد من الأعضاء أنفسهم قبل كل شيء، فالتفاهم والمرونة لابد أن يكونا موجودين في ما بينهم، خصوصاً أن التوليفة الجديدة تضم أشخاصاً لهم تجارب سابقة في الميدان الإداري الكروي، وأصحاب آراء ومواقف ثابتة وعنيدة، بمعنى أن مركب المجلس الحالي فيه «أكثر من راس»، فكان الله في عونهم، وعون رئيس اتحاد الكرة!  
 
 أخيراً لم أكن أود أن أتطرق إليه، لكن الحدث فرض نفسه، فالتصرفات المرفوضة التي بدرت من قِبل بعض جماهير العنكبوت أثناء لقائهم الحاسم مع الشباب بملعبهم، كانت غريبة، فأن يتصرفوا مع ضيوفهم ويسيئوا استقبالهم بطريقة لا تمت بصلة لأخلاقنا ومبادئنا التي عُرفنا بها، أي نعم المنافسة مفروضة، لكن في حدود المعقول، بحيث لا نتعدى على أعرافنا ولا نضرب روابط الأخوة التي تجمعنا تحت هدف ومصير واحد، فتلك التصرفات الإدارية دخيلة على ملاعبنا، ونرفضها نحن كرياضيين، لأن واقعنا وقيمنا يرفضان هذه السلوكيات الشاذة، فإذا كانت الحفاوة والتسهيلات نقدمها للغريب وجماهيره، فالأولى أن يحظى بها القريب والشقيق ، فمثل هذه التصرفات تكرس مفهوم العدائية، وتزرع الضغائن في النفوس، وتزيد من فرقة الجماهير في الملاعب.  
 
ya300@hotmail.com  
تويتر