ملح وسكر

يوسف الأحمد


 بعد إثارة وانتظار، أسدل الستار على دورينا، حيث ظهرت هوية البطل وفرضت نفسها في ملعب الجزيرة.
 
فقد أنصفت الأقدار فرقة الجوارح وتوجتهم بالدرع المنتظرة منذ 13 عاماً، ليتحقق حلم الشبابية بعد سنين عجاف عانى فيها الأخضر الويلات حتى ابتسمت له في هذا الموسم.
 
الأخضر من منظور المنطق والإنصاف، استحق اللقب قياساً بنتائجه الطيبة وإعتلائه الصداره وتمسكه بها لمدة 20 أسبوعاً بغض النظر عن نتائج الفرق التي خدمته، لكنه خدم نفسه بنفسه وكافح منذ البداية، ويكفي أن بدايته كانت مستقرة وغير متعثرة كحال الفرق الأخرى.

 

وليلة أمس أثبت أنه الفريق الأحق بالدرع هذا الموسم، حيث استطاع أن يحافظ على أدائه وتماسكه طوال الـ90 دقيقة وهو ينازل العنكبوت بكامل قوته في ملعبه ووسط جمهوره، وظروف أخرى عاكست الجوارح قبل المباراه، ليتمكنوا في النهاية من انتزاع الدرع بكل جدارة. أما الجزيرة ففد فرط في الفرصة التي أتته عند أقدام لاعبيه، وكالعادة «رفس» الجزراوية هذه الفرصة التي جاءتهم عند بابهم، وأضاعوها من بين أيديهم، التي لو أحسنوا استغلالها  لدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه!.

 

 لو كُتب لأبوظبي الفوز بحق استضافة مونديال الأندية، فإنه لن يأتي من فراغ، وإنما سيكون نتيجة جهود حثيثة وعمل جاد قدمته اللجنة المكلفة بهذه المهمة التاريخية، التي قادها رئيس الاتحاد الحالي سعادة محمد خلفان الرميثي، الذي سيسجل أول نجاح في مشواره الرئاسي، وقبل موعد الانتخابات المنتظرة لاتحاد الكرة الذي يتنافس على رئاسته وزميله يحيى عبدالكريم.

 

وفي نظري لن يتردد الاتحاد الدولي في الموافقه على الملف المقدم  من قبل وفد الإمارات، حيث لمس فيه الجدية وتكامل العناصر المطلوبة لهذا النوع من البطولات العالمية من بنى تحتية وملاعب وتجهيزات وطقس مناسب من الصعوبة أن تتوافر في أي مكان آخر، لكنها ستكون متوافرة هنا في الإمارات وعلى أرقى المستويات، الأمر الذي سيتطلب منا استغلال الحدث العالمي والاستفاده منه رياضياً و إعلامياً وسياحياً.

 

لذلك فإنها ستكون ضربة معلم لـ«الرميثي» الذي سيضيف لرصيد عمله الرياضي هذا النجاح  الذي سيعزز من حظوظه وموقفه في الانتخابات المقبلة، التي من المؤكد ستذهب فيها الأصوات للرجل المناسب الذي تحتاجه كرة الإمارات.

 

   التنافس بين الأندية لا يفسد للود قضية، ومن دون التنافس لن ترتقي مسابقاتنا وبطولاتنا المحلية، لكن أن يكون ذلك بالحدود المسموحة دون تجاوز الخطوط الحمر، التي حولت المنافسة عند البعض إلى ضغائن وأحقاد وكراهية، يرفضها المجتمع الكروي لدينا.

 

فما سمعناه ولمسناه من بعض الجماهير، استعذنا منه بالله، لأنه وصل إلى حد الفجور في التعصب والغلو في التشجيع، الذي لا بد أن يخرج البعض من دائرته الضيقة، وينظر للنتائج من باب الاحترافية والعقلانية، دون تنكيل وطعن  في ذمم الآخرين، حيث أصبحنا على أعتاب دوري المحترفين، الذي من المفترض أن نكون فيه محترفين حتى في التشجيع، ولابد أن نرضى بالخساره مثلما نفرح ونغني للفوز.

 

ولأجل هذا فإن المنافسة بين الفرق ستظل شريفة والتشجيع لابد أن يواكبها، ويجب على الغالبية من جماهير الأندية أن تساير هذه النقلة وتكون حاضرة لها، وتتخلى عن أفكارها ومبادئها «المنحرفة»، لأن الوضع سيتغير أمامها في كل شيء، حتى بائع «الحب والعصير» في المدرجات  سيعمل باحتراف!!.           ya300@hotmail.com

تويتر