أقول لكم

محمد يوسف


نحن من يجب أن نحذر من الأوروبيين، المؤشرات والشواهد تقول ذلك، فهم من أصبحوا يتقاطرون على بلادنا مثل تقاطر الذباب على السكر، فهنا الإغراء بكل معانيه، أما هم فليسوا مطمحاً لشبابنا الذي أنعم الله عليه بالخير الوفير في أرضه وبرعاية قيادته، وبصريح العبارة هم بحاجة إلينا وليس نحن.

 

 ومن باب الحذر نحن من يجب أن نحذر من توافد شبابهم الذين لا نعرف أي خلفية عنهم، ونحن من يجب أن نسأل عن ماضيهم الأمني والصحي ، والدراسي حتى، وليسوا هم الذين يسألون عنا، ونحن من يفترض أن نتشدد في منحهم التأشيرات لا أن نفتح لهم ممرات الجوازات بالمطارات والموانئ والحدود، فليس كل من يحمل الجنسية الفرنسية فرنسياً أصيلاً أو أوروبياً، وأغلب من يصدرونهم إلينا اليوم هم من المجنّسين الذين وجدوا فرصة للتخلص منهم، ونحن نفتح لهم أبوابنا، ونوفر لهم فرص العمل بأسرع ما يكون، ونعتبرهم خبراء، فكل من يأتينا حاملاً جواز سفر أوروبياً أو أميركياً أو كندياً نعتبره «فلتة»

 

رغم أن اسمه يدل على أنه من أولئك الذين خدمتهم تسهيلات منح الجنسية في تلك البلاد، وكذلك الشباب الأوروبي الذي نراه يتسكع بالقرب من الفنادق ومرابعها ليس عملة نادرة استعنا بها، بل عاطل عن العمل في بلاده فجاءنا هرباً من صحيفة سوابقه، وحتى الكبار منهم ليسوا عباقرة، بل هم أناس عاديون تميّزوا هنا؛ فلماذا ؟

 

 لماذا عندما أسقطنا شروط المعاملة بالمثل تشددوا معنا ؟ ولماذا عندما سهلنا دخولهم بلادنا صعّبوا علينا الدخول إلى بلادهم ؟ هذه أسئلة تحتاج إلى إجابة من جهات الاختصاص، وأرجو ألا نسمع كلمة الدول الصديقة، فالصداقة تعني تبادل الاحترام والود، وما نراه من الأوروبيين لا يحمل مقومات التقارب والتقدير، بل على العكس، إنهم يقابلون تواضعنا بتكبر واستعلاء، ولا ندري على ماذا،

 

 أو لماذا نسكت عنهم، فنحن هنا لا ندعو إلى عرقلة دخول أحد إلى بلادنا، بل نطالب بإخضاعهم إلى الإجراءات التي يتبعونها معنا نفسها، حتى يعرفوا أنهم بحاجة إلينا مثل ما نحن بحاجة إليهم، وحتى تكون العلاقة متوازنة وقائمة على تبادل الاحترام. 
 myousef_1@yahoo.com 
تويتر