ملح وسكر

يوسف الأحمد


**أثبت لقاء الأهلي والوصل في الدوري بأن دورينا فوق الشبهات وما قيل وحكي عن نزاهته ونظافته ضرب من ضروب التشكيك وفقدان الثقة عند البعض الذي لا هم له سوى التبلي على «خلق الله» والطعن في ذممهم.

أمتعنا الفريقان بتقديم وجبة كروية ودرس آخر من دروس فنون احترام الكرة وعدم التعالي عليها، حيث ظن الفرسان أن المباراة حسمت بعد تسجيلهم  للهدفين ما دفعهم إلى التراخي وتضييع الفرص التي لو سجلوا ربعها لكانت محصلتهم أربعة أهداف في الشوط  الأول، في الوقت الذي استدركوا فيه خطورة الموقف بعد أن أحرز الفهود التعادل، فوجدوا أنفسهم تحت ضغط عصبي كبير في مقابل استبسال وقتال وصلاوي، الذي قدم أفراده واحدة من أجمل مبارياتهم، رغم غياب محترفيهم الأجانب (دياز وأوليفيرا)، بيد أن الفرسان أضاعوا فرصتهم في اقتسام الصدارة مع الجوارح، ولم  يحسنوا استغلال ظروف المباراة لكسب نقاطها  كاملة، وهو ما سيصعب مهمتهم في اللقاءات  المقبلة حيث بات عليهم تحقيق العلامة الكاملة فيها، في مقابل تعثر الشباب الذي أصبح سقوطه في لقاءاته الثلاثة أمنية كل أهلاوي!.

**التنافس الشريف بين مرشحي رئاسة اتحاد الكرة ظاهرة حضارية  تكرس مفهوم الديمقراطية التي نتمتع بها هنا في الإمارات، إلا أن الحسابات وموازين القوى تختلف من مرشح إلى آخر، وهذا مرده بالطبع إلى مصدر القوة والدعم الذي يحظى به كل طرف، فهنا تكمن الحلقة الأضعف بينهما، بمعنى آخر أن السلطة والنفوذ والدعم المادي والعلاقات، عناصر أساسية لترشيح كفة كل طرف على حساب الآخر، بغض النظر عن البرنامج الانتخابي والخطط والبرامج التي يقدمها كل مرشح، فهذه ستكون كلها حبراً على ورق في حال لو غاب أحد العناصر التي ذكرتها، ولأجل هذا فإن رهان الأندية سيكون على الفارس الأقوى الذي يحظى بتلك المميزات التي تؤهله وتمكنه من  الفوز بكرسي الرئاسة، الذي يحتاج إلى «كاريزما» من نوع خاص وبمواصفات «سوبر ستار»!.   الانتقاد الذي تعرض له رجال الإعلام في الآونة الأخيرة، كان أحد أسبابه تداعيات المنافسة المحمومة بين الأندية، التي فسرها البعض بطريقة خاطئة ولم يتقبلها بالاحترافية التي من المفترض أن نتحلى بها، والتي يكون فيها الانتقاد والإشادة وجهين لعمله واحدة، فمهما حدث من قول أو فعل، فإنها تبقى في الأخير وجهة نظر ورأياً شخصياً، ليس من الإجبار أن يستمع إليها المعنيون بالأمر، فالموضوع لم يكن بحاجة إلى تلك الضجة وردة الفعل العنيفة التي كان عيارها طائشاً، أصاب «اللي له ذنب واللي ما له ذنب»!.

- أخيراً تبقى مشكلة «دياز و أوسنساو» أصغر من أن تفسد العلاقات الحبية والأخوية بين جماهير الوصل والأهلي، فرغم فداحة التصرف الأهوج، إلا أنها تظل مشكلة عابرة وتصرفاً ندم عليه اللاعبان الخلوقان، فالمخطئ سينال جزاءه وعقوبته، لكن الرابط بين الجماهير وإدارة الناديين أكبر وأسمى من أن يعكر صفوها مثل هذه المشكلة التي عادة ما تحدث في ملاعب المسلسل الكرتوني «كابتن ماجد»!!

ya300@hotmail.com  
تويتر