أقول لكم

محمد يوسف

 

وصلت «الحملة» إلى قناة «العربية»، الأخت الإعلامية نجوى قاسم كانت مصرّة، يوم أمس، على أن برنامج «شـاعر المليون» قد سـقط، وضيفها رئيس تحرير مجلة «فواصل» يصحح لها درجة سمعها واستيعابها للأمر، رغم أنها تقول: إن استنتاجها استقته من الشعراء النبطيين، وأبناء القبائل، أي واللّه، أختنا استفتت أبناء القبائل.
 
وكأننا في «يوم التآمر وتوزيع الدم على القبائل» حتى يضيع الحق والطلب، وهي تعترف بأنها لا تفقه شيئاً في الشعر النبطي ورئيس تحرير المجلة، ضيفها، يقول: إنه لا يهاجم البرنامج، بل يسانده، ويراه من أكثر البرامج جماهيرية، وكتب ما كتب في مجلته بهدف التنبيه إلى بعض الأخطاء التي يتمنى أن يتم تداركها.
 
 وهي ملاحظات حتى لا يخسر البرنامج محبيه، والمذيعة مصرة على أن كلمة يخسر تعني سقط، وهو يصحح أكثر من مرة، وهنا يتبين لنا جلياً سقطة الإعلام الموجَّه، وموقف الإعلام الناقد، ويقفز أمامنا سؤال عن الهدف الذي يسـعى إليه من يدير حملة «إيلاف» ومن بعدها «العربية» رغم ما نسمع عن اسـتقلاليتهما، وعدم التبعية لأي أجهـزة رسمـية!
 
«شـاعر المليون» برنامج مسابقات للشعراء النبطيين في المنطقة، ويشارك فيه من يرى في نفسه القدرة على المنافسة، وبإرادة ذاتية، فلا هو دوري خليجي، ولا هو يضم ممثلين رسميين لبلدانهم، أو حملة رايات قبائل وعشائر، وإن صادف أن كان أحدهم يحمل جنسية دولة فهذا فخر له ولدولته، واسم القبيلة إن جاء في آخر الاسم فليس معنى ذلك أننا نبحث عن «معلّقات»
 
توضع في الكعبة المشرفة، كما كان يحدث في الجاهلية الأولى، ولابد من أن يكون هناك فائز ومنافسون له، وكلهم شعراء مجيدون من دون تحفظ، والملاحظات لابد من أن تظهر، قلّت أو كثرت، وقد تكون مؤثرة، ولكنها تبقى في إطارها الصحيح، هي مجرد ملاحظات تقال، وتتم مناقشتها، ويؤخذ بالجاد منها، فليس هناك عمل خالٍ من العيوب.
 
 ولكن حسناته موجودة أيضاً، و«شاعر المليون» له عشر حسنات مقابل كل سيئة، وتكفيه هنا حسنة المبادرة والسبق، ويكفيه أن يكون ثمن نجاحه هذه الحملة الموجّهة بعناية وتخطيط منظّمين في كيفية قذف «الحجارة» عليه، ربما غيرةً، وربما حسداً، وربما طمعاً، وربما هو الإصرار على محاربة النجاح والتميّز. 
 
تويتر