ملح وسكر

يوسف الأحمد


الأبيض مقبل على موقعة مهمة أمام إيران في تصفيات المونديال ويبقى الأهم الذي حققناه أخيراً النقطة التي خرجنا بها من ملعب العباسيين كانت كفيلة بأن تضع الأبيض في صدارة مجموعته، بعد تعادل الأزرق الكويتي والمنتخب الإيراني. لقاء دمشق لم يكن سهلاً على لاعبينا وجهازهم الفني، حيث تسلح السوريون بعاملي الأرض والجمهور، إضافة إلى البنية الجسدية الضخمة التي امتاز بها لاعبوهم مقارنة بلاعبينا، ورغم ذلك فقد كنا الأقرب للفوز لو أحسن الشحي ودادا استغلال الفرص التي سنحت لهم أمام المرمى السوري. في الوقت نفسه أكد ميتسو قدراته الفنية العالية و«شطارته» الفائقة، حيث أثبت  أنه مدرب يجيد قراءة الملعب ويعرف كيف يتعامل مع مجريات المباراة، فهذه الميزة أضافت لقدرات المنتخب خاصية التحول من وضع إلى آخر والتسجيل في أية لحظة، والتي صارت منغرسة حالياً في أذهان اللاعبين، حيث أصبحت تلعب دوراً كبيراً في نفسياتهم وتحول دون هبوط معنوياتهم في أي لقاء يخوضونه. ولأجل هذا فإن الوصول إلى التصفيات النهائية لم يعد حلماً أو مستحيلاً، فالصورة واضحة ومستويات خصومنا معروفة، ويا ناس «ترى حرام» إذا ما وصلنا على حساب هذه المجموعة.


الشعب يدخل اليوم اختبار الظفرة بعد ديربي الإمارة الباسمة الذي  انتهى من طرف واحد، فقد قدم الملك أفضل عروضه وظهر بصورة متجانسة لم نعهدها منه منذ فترة طويلة، حيث دخل في صلب الصراع على درع الدوري بعد أن اصبح منافساً رئيساً، ليزداد الأمل عند جماهيره العريضة التي باتت تمني نفسها بأن ترى ملكها يعتلي عرش الدوري لأول مرة بعد غياب طويل.


أما الشعب فقد بدأ نزيف النقاط وأثبت المقولة الشائعة بأنه فريق الدور الأول فقط، ليبدأ في التراجع والابتعاد عن المنافسة بعد أن خسر الديربي وخسر أهم ثلاث نقاط في مشواره، مؤكداً في الوقت نفسه أن الفريق بحاجة إلى بال طويل وثقة  وتهيئة نفسية، فلا يعقل أن يعيد الكوماندوز السيناريو في كل موسم، فيا رجال الشعب «إتلاحقوا» على شعبكم قبل ما يفوت الفوت ولا ينفع حينها الصوت! 


أخيراً ابتعاد الكوادر الرياضية والعناصر البارزة منها عن الوسط الكروي، هو  أبرز الأحداث والمستجدات التي طرأت على الشارع الرياضي في الآونة الأخيرة، الأمر الذي أدخل الساحة الرياضية في دوامة التأويل والتنظير حول الأسباب والدواعي التي أدت إلى هجر الكثير من كفاءاتنا الكروية للعمل الرياضي بعد سنوات طويلة من الخدمة، قدموا خلالها اسهامات وجهودا كبيرة كانت سبباً لتطور الرياضة الإماراتية بشكل عام. آخر المنسحبين كان حكمنا الدولي علي بوجسيم الذي ربط أسباب ابتعاده بالجو غير الصحي السائد في الوسط الكروي وظهور المتطفلين الذين أفسدوا الأجواء المثالية التي كانت سائدة في الماضي، وراحوا بتدخلاتهم يضربون «زيد بعبيد»،  متجاوزين الخطوط الحمراء دون حسيب أو رقيب. ما ذكره بوجسيم  أكده السركال سابقاً، فهو مؤشر خطير قد تكون عواقبه وخيمة على كرتنا بشكل عام، خصوصاً أننا مقبلون على مرحلة انتقالية مهمة ممثلة بدوري المحترفين. الخوف ليس من هذا فقط،  إنما من تنامي ظاهرة الحزبية والشللية التي بدأت رائحتها تفوح في هذه الأيام. حيث شبه أحدهم الوضع الحالي بالدولاب الذي بدأ يدور حول نفسه، والذي سيظهر ما أخفته النفوس في الماضي، فقد اقترب الوقت عند البعض وحان وقت القصاص ورد الدين! 

ya300@hotmail.com
تويتر