اشتداد صراع المحافظين الجدد مع الليبراليين داخل الصين
مارك ليونيد *
يجري التركيز بشدة على الأولمبياد، والاقتصاد الصيني، هذه الأيام؛ الأمر الذي يجعل من السهل ملاحظة حدوث تغيّرات عميقة في سياسة بكين الخارجية. ورغم التعليقات المسكّنة للقادة الصينيين، الذين يحاولون عادة التقليل من قوة بلادهم، يجري تحت السطح جدل عنيف في جمعيات المفكرين والجامعات التي تديرها الدولة، بين الليبراليين المنفتحين على العالم والمحافظين الجدد في الصين، الذين يريدون شيئاً واحداً يتمثل في اعادة رسم النظـام العالمي برمته، حسب الرؤية الصينية.
وحمل المحافظون الجدد فكرة التعددية، وحوّل مفكرون، من امثال يان، هذه الفكرة الى أداة لاستعراض القوة التي من شأنها ان تعزز استقلالية الصين، كما انها تساعد على تطوير الروابط مع الدول الآسيوية الأخرى. ومنذ اواسط تسعينات القرن الماضي عمل يان بجد لترويج هذه الفكرة لوزارة الخارجية الصينية، والتي عادة ما يساورها الشك ازاء المؤسسات الدولية، مؤكداً ان التكامل الإقليمي سيجلب جميع انواع المنافع العملية للصين.
ولجأت الصين في الفترة الأخيرة الى احداث تغيّرات بسيطة، وتوسيعها لاحقاً، حيث ادخلت السوق الحرة في مناطق اقتصادية خاصة، وانتظرت سنوات عدة قبل ان تعمم النظام على كل الدولة. وبدأت الآن بتشكيل تجمعات محلية، ولكن بصورة بطيئة. ميزت بكين نفسها عن الغرب عن طريق سيطرة الدولة على الاقتصاد والحياة الاجتماعية والسياسية. وهناك ثمة دول نامية، في افريقيا والشرق الأوسط واسيا الوسطى واميركا الجنوبية، يمكن ان تحذو حذو الصين .
* مدير تنفيذي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news