ضوء من التفاؤل

سامي الريامي

خصصت زاويتي خلال اليومين الماضيين للحديث عن «الغموض» الذي يلف عمليات بيع الوحدات السكنية في المشروعات العقارية الجديدة، والتي أفرزت ظواهر اجتماعية عديدة أهمها ظهور طبقة من «المليونيرات» بشكل سريع ومفاجئ، وفي كثير من الأحيان أقرب الى «الفقع» بمعنى دون أي أساس أو تاريخ تجاري واضح أو معروف، وركزت حديثي على غياب المواطنين عمّا يجري في سوق العقار، وإذا كانت هناك أمثلة ناجحة فعددها محدود جداً، أما الغالبية العظمى فهي «زي الأطرش في الزفة»!!

عموماً لن أكرر ما قلته خلال اليومين الماضيين، ولكنني هنا أود في المقابل أن ألقي قليلاً من الضوء الذي يدعو إلى التفاؤل، وهذا الضوء مصدره عدد أعتقد أنه «قليل» من المسؤولين المواطنين العاملين في مجال العقار، يدعمون بشدة إخوانهم المواطنين خصوصاً من فئة الشباب، وبدأوا بطريقة أو بأخرى يأخذون بأيديهم، ويدخلونهم في المشروعات الجديدة من خلال شرح الفرص الموجودة لهم، وتنبيههم للاستثمار فيها، وينصحونهم بعدم «تفويت» أي جزء من هذه الدجاجة التي باضت ومازالت تبيض ذهباً!!

أحد الإخوة الأعزاء اتصل شاكراً تناولي لهذا الموضوع الذي يراه «مهماً وحساساً» لكنه قال: «أريد أن أقدم شكري ومن خلالك لشخص مواطن لا أعرفه ولا يعرفني، وكل ما يربطني به هو «بيزنيس كارت» أعطاني إياه خلال مشاركة شركته الضخمة في معرض عقاري، ووعدني خلال اللقاء السريع أن يبقى معي على تواصل لتزويدي بتفاصيل آنية عن المشروع، والفرص الواعدة الموجودة فيه».
 
ويضيف: «قلت في نفسي هذه الجمل الجميلة لزوم المشاركة في المعرض، ولا شك أن «كارتي» سيرمى بمجرد أن أعطيه ظهري، ولكن المفاجأة أن هذا الشاب بقي على اتصال فعلي بي، وكان يخبرني عن أهم المشروعات والفرص الاستثمارية الموجودة، ويلح علي في القدوم والحجز» ويواصل صاحبي حديثه قائلاً: «سألت بقية أصدقائي الذين زاروا الجناح نفسه، فاكتشفت أنه يصنع الشيء نفسه مع كل المواطنين الراغبين في الاستثمار، دون أن يبخل بخدماته لجميع الجنسيات والمستثمرين الآخرين»،.

وبصراحة أصررت على صديقي أن يذكر لي اسمه لأن مثل هؤلاء الشباب يجب أن يحصلوا على تكريم «معنوي» منّا في أقل تقدير فقال: «اسمه محمد الفلاسي من مشروع ذي وورلد سنترال».. وبمستوى التفكير «الوطني» نفسه ولربما أكثر بكثير يتمتع «خالد مالك» الرئيس التنفيذي لشركة «تطوير» والذي أثبت نجاحه في إدارة هذه الشركة، بروح متعاونة جداً مع الشباب المواطنين الراغبين في الدخول الى مجال الاستثمار العقاري.

وسمعت الكثير والكثير عن أسلوبه في التعاون معهم والتسهيل عليهم، وحبه لوطنه دون أن ينقص شيئاً من التعامل بذوق وإيجابية مع بقية المستثمرين.. كذلك هناك «الدكتور محمد الزرعوني» الرئيس التنفيذي لواحة السيلكون، وعبداللطيف الملا الرئيس التنفيذي لـ«تيكوم» وهناك أسماء أخرى مثل «حمد بن حريز» ولا شك أن الشركات الوطنية الكبرى تعج بأسماء أخرى من الشباب المواطنين الذين يملكون الفكر الوطني بالدرجة الأولى، ويسعون الى تعميم الفائدة والخير للجميع مع إعطاء أولوية للمواطنين، فهذا أبسط حقوق المواطنة المعمول بها في كل دول العالم.

reyami@emaratalyoum.com
تويتر