هبة إدريس: جسد المرأة سجن دامٍ وثريّ


تتخذ الفنانة التشكيلية المصرية هبة إدريس من الرموز أسلوباً في لوحاتها السريالية التي ترى نفسها فيها، فقد شكلت مفرداتها على اساس عناصر الحياة، الطير يتوحد مع المرأة، والفجر هو بداية الحكاية، اما الجسد فهو البطل الرئيس للوحتها والركيزة الاهم في أعمالها، ومن الرمز الاول في اعمالها كما تقول كان الطير الذي انطلق متخذاً اشكالاً مختلفة في اعمالها ليصبح مرة امرأة ومرة اخرى فجراً يطل على ألوان اللوحة.


وترى الفنانة ادريس ان لوحتها تبحث في المرأة / الجسد، السجن الدامي، والثري بما بين طياته من آلام وأحلام وأفكار ورغبات متوحشة في الفرار من كل تلك القيود المكبلة، لحياة فطرت على روعة التعبير وجمال وليونة الخلق لجسد كان ركيزة لبدء خليقة واستمرار حياة، مضيفة «بكل هذا الجمال وكل تلك الروعة في المرأة أجد انسيابية التعبير وعمق المعنى النابع من احساس مرهف، عاش وتعايش مع كل ما يحيطه». وحول لوحتها وما تضمنه دائماً قالت «الاحساس، او الضعف اللذيذ الذي يزيدها دلالاً ورقة، وجداراً صلباً ينطوي على قوة تهزم الاباطرة فبعضها أجد قوة لا حدود لها، وبها تحاول الحل والوصول لحرية رافضة كل القيود التي تمثلت في أسوار من عادات وتقاليد وفكر مجتمعي وسياسي وقيود اخرى ناهيك عن مسمياتها بما يتنافى مع فطرتها».


بداية التشكيلية ادريس كانت من دراستها للفنون في القاهرة قبل عودتها الى دبي مقر اقامة العائلة، حيث تخصصت في فن الحفر (الجرافيك) وهنا تشير «وباعتباري جرافيكية فقد عشقت الابيض والاسود وخشونة السطوح باختلاف أنواعها لما يخدم التكوين وفكرة الموضوع المطروح، ولم اقف عند حد الابيض والاسود بل تخطيته الى اللون الذي اعتبرته أداة اخرى ووسيلة جديدة أنسج من خلالها أفكاري وأساطير حكايتي ولكن بما يناسب روحي وبما يتناسب مع الموضوع المطروح بالقدر الكافي».


وعن التزامها بأسلوب الفن السريالي تقول  ادريس: «وباعتباري ايضاً عاشقة للفن السريالي فقد نسجت حكايتي بأساطير وعوالم قد خلقتها وتعايشت معها وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من افرادها، فأجدني الأم التي هي نبع من التفاني في العطاء المفرط لاحياء ذويها، وأجدني السجينة المنكسرة الهالكة من محاولات صراع للخلاص من كل القيود، وأجدني ايضاً المحبة التي نسجت بكل روحها انغام حلم جميل لانتظار لحظة نشوة اللقاء لمحب طال له الانتظار، في لوحاتي اكون الوحش الكاسر المفطور على العنف وقوة الانتقام، والطير الهائم في مملكة الانتصار، وبطلة لكل اسطورة نسجتها أوهام بها خيال موروثي الفني والثقافي، فبالرغم من صعوبة المراوغات في هذه الصومعة والافكار والقيود والاحلام وآمال الوصول لماهية حياتي المتمثلة في الحرية، فمازالت لاساطيري بقية».


وتركز التشكيلية الشابة في اعمالها على إنسانية المرأة، مشيرة الى ان المرأة والرجل محكومان بعلاقة مكملة لبعضها بعضاً، فزنا ضد فكرة التحيز لأي جنس على حساب الاخر، كما ان أعمالي يسيطر عليها النمط الدرامي الحزين، فالحزن موجود في الروح الانسانية. 

تويتر