ناشرون يؤكدون أهمية الربــــــــح لهم «كمؤسسات تجارية»


أكد عدد من الناشرين المشاركين في «معرض أبوظبي للكتاب» أن ثمة شروطاً ومقاييس يستندون إليها لقبول عمل مؤلف ما، أو رفضه، بينما أكد آخرون أن السبب  الأبرز وراء عدم قبول دار النشر تبني عمل ما من الناحية المادية، هو درايتهم بعدم رواجه بين الناس. وفي الوقت الذي يؤكد فيه البعض أنهم لن يعرضوا سمعة دورهم الثقافية بقبول عمل لمؤلف مبتدئ، يؤكد آخرون رفضهم عرض أعمال طبعت على حساب المؤلف، معللين ذلك بوجــود لجان أدبية في دورهم مهمتــها تقرير تبني طبــاعة العمل أو رفضه.
 
وحول انعدام الثقة بين المؤلف والناشر في الوطن العربي، وأزمة النشر عموماً، استطلعت «الامارات اليوم» آراء عدد من الناشرين، الذين أجمعوا في نهاية المطاف على أنهم يديرون مؤسسات تجارية تسعى إلى الربح.
 
مديرة «دار الساقي»، دينا دلي، أكدت أنه لا يمكن لدار الساقي نشر كتاب على حساب مؤلفه، وقالت: «نرفض أعمالاً نجد أنها لا تتلاءم وطموح الجمهور، ولكننا لا نساومهم على نشر هذه الأعمال على حسابهم وعرضها لدينا»، مشيرة إلى أن «الاسماء الجديدة في عالم الادب لها حيز كبير في دار الساقي، حيث نختار بينهم من خلال لجان أدبية مميزة، وندعم مسيرتهم ونعرف الجمهور بهم؛ لأن رسالتنا أدبية وثقافية، قبل ان تكون مادية وربحية».
 
التكاليف على المؤلف
في المقابل قال ماهر الكيالي من «المؤسسة العربية للدراسات والنشر»: «العادة كانت تلزم دور النشر تبني العمل الادبي بالكامل من الناحية المادية والترويجية، لكن واقع الكتاب في وقتنا الجاري في وضع متردّ، فلا يستطيع الناشر أن يجازف ويطبع على حسابه لتلك الفئة من الكُتاب»، مضيفاً «ولكن لا مانع من عرض مؤلفاتهم على منصتنا بعد أن يدفع المؤلف كامل التكاليف»، مشيراً الى أن «الناشر في هذه الحالة تقع عليه مسؤولية تخصيص نسخ خاصة بالمؤلف مجاناً»، مؤكداً أن «الناشر يسعى إلى المؤلفين والكُتاب المعروفين والمكرسين في اذهان القراء»، مبيناً أن «هذا لا ينفي وجود إيمان في كثير من الأقلام المبدعة، وإن ضمن حدود».
 
وأضاف «في الوقت الراهن، وفي ضوء المعطيات، لا يمتلك الناشر القدرة على تبني المواهب، فهي مسؤولية المؤسسات الرسمية والثقافية، ودور النشر في النهاية تسعى الى الربح وليس الخسارة».

تفادي الخسائر
أما سعيد البرغوثي من «دار كنعان» فقال: «دور النشر ليست غائبة تماماً عن تبني أعمال لكُتاب ومؤلفين جدد، ولكل دار خبرتها في سوق الكتاب، وبالتالي تستطيع معرفة الكتاب الرابح والكتاب الخاسر، وإن كنا لا نطمح إلى تحقيق أرباح، لكنا نحاول تفادي الخسارة».
 
من جهته، قال علي بحسون من «دار الفارابي»:  «نعمل في الدار على الأخذ  برأي لجنة متخصصة في الأدب، تقرر ما يصلح للنشر باسم الدار»، مبينا أن «المؤلفين الجدد بشكل عام يعانون في البداية، ويسعون إلى التعريف بأنفسهم من خلال نشر كتبهم على حسابهم الخاص، وبعد نجاحهم ستسعى دور النشر لأن تكون اعمالهم جزءاً من مطبوعاتها، ما قد يعوض على المؤلف في حال استمراريته».
 
وبدورها أكدت رنا إدريس من «دار الآداب» وجود لجنة متخصصة لتقييم الأعمال المقدمة للدار، وهي التي تقرر صلاحية تلك الأعمال للنشر من عدمه».
 
وقالــت: «اهتمامنا بالاسماء الكبيرة والراسخة يوازيه اهتمام بالاسماء الطموحـة التي تسعى لأن يكون لها مكان في المجتع الثقــافي، لذلــك نعرض هذا الطموح  على لجنة متخصصة وموضوعيــة تدرسه وتــقرر مدى قدرته على التغيير أو التأثير في القراء»، مؤكــدة «نحن نرفض عرض اعمال لمؤلفين على نفقتــهم الخاصة، فهذا جرح كبير لهم لن نقبل به يوماً».
 
فرصٌ للمؤلف
من «دار ميريت» قال المدير العام، محمد هاشم: «80% من معروضات الدار تم طباعتها ونشرها وترجمتها على حسابها الخاص، و20% هي لكُتاب مبتدئين يسعون الى التعريف بأنفسهم من خلال نتاجهم». مشيراً الى أن «مجرد قبول الدار عرض أعمالهم فهي تسهم في دعمهم والتعريف بهم وتشجيع مسيرتهم الادبية أو الثقافية وحتى العلمية».
 
مشدداً على ضرورة الشفافية في العلاقة التي تربط بين المؤلف والناشر، لافتاً إلى أن على دار النشر في حال عدم قبولها تبني العمل منح فرصة للمؤلف من خلال نشر مؤلفه على حسابه الخاص، ما يسهل عملية انتشاره في المستقبل».
 
تويتر