«الريجيم».. الحياة القليلة الدسم


يستلذ الإنسان عادة بما لذَّ وطاب من المأكولات والأطعمة، إلا أنه يجانب طريق الحياة السليمة والصحية حين يفقد السيطرة على إرادته للتوقف عن تناول المأكولات الدسمة والغنية بالوحدات الحرارية، وعادة ما تحتاج المرأة إلى 1500 وحدة حرارية كمعدل، و2500 للرجل و1700 للأطفال، في حين يكفي الشخص الذي يخضع للحمية ما بين 1000 و1200 وحدة حرارية.


لذلك، يلجأ البعض الى الحميات والأنظمة الغذائية بغية خسارة الوزن والمحافظة على الوزن المثالي، وفي المقابل، يقدم إخصائيو التغذية العلاجات والحميات، ومنها النافع والمضر، غير أن الطريق الأسلم للحصول على الوزن المثالي يتمثل في التقيد بنظام غذائي صحي، بعيداً عن الدهون، وممارسة الرياضة والراحة النفسية.

 

«الريجيم» الكيميائي
يتميز نظام الريجيم الكيميائي بقدرته على إنقاص الوزن بسرعة كبيرة إلا أنه أكثر الأنظمة ضرراً للجسم؛ لاعتماده على التفاعلات الكيمائية الحيوية لمنع تكون الدهون، إنه حمية كيتوجينية غير متوازنة تدوم مدة أربعة أسابيع حيث يكثر الإنسان من تناول البروتينات واعتدال الدهون والتخفيف من الكربوهيدرات والنشويات والخضراوات ما عدا الخيار والجزر، ولا يتعدى عدد الوحدات الحرارية .950 يسبب هذا النظام عدداً من المشكلات الصحية مثل الدوار والصداع والإرهاق والإمساك أو الإسهال وزيادة دقات القلب، وإدرار حمض بولي شديد نتيجة استهلاك البروتين والمياه بكثرة، في حين يتوجب خسارة الدهون وليس المياه أو البروتينات، وإصابة الكلى بأضرار جسيمة.


وكذلك تفعل أدوية التخسيس ومانعة الشهية التي تهاجم العصب الذي يشير للدماغ بالجوع والرغبة في الأكل بغية قطع الشهية أو إبطاء عمل إنزيمات هضم الدهون والنشويات في المعدة، غير أنها غالية الثمن كما قد تسبب بعض الحالات المرضية مثل الاكتئاب والإدمان والضغط.  

 

مساعدة.. ولكن فعالة
يصنف العلاج بالإبر الصينية وسيلة مساعدة لخسارة الوزن خصوصاً للمصابين بالسمنة بسبب خلل هرموني ولكن بشكل فعال ومضمون في حال تقيد المرء بنظام غذائي سليم وممارسة الرياضة، وتوضع الإبر الصغيرة في نقاط محددة من الأذن، حيث تتصل بمركزي الإشباع والمعدة في الدماغ لتتحكم وتسيطر على الرغبة في تناول الطعام. عادةً ما ينصح الذين يزيدون نحو 20 كيلوغراماً عن الوزن الطبيعي بالإبر الكبيرة والميكروسكوبية التي تثبت في نقاط ثابتة ومتكررة من الأذن واليد والرجل ومنطقة البطن بغية تخفيف الرغبة في الأكل والشعور بالشبع، وذلك من خلال عدد من الجلسات حيث يعمد المعالج لتنشيط النقاط بواسطة تيار كهربائي خفيف. لا يعتبر هذا العلاج نافعاً وحده، ويتوجب على المرء الانقطاع عن السكريات والنشويات وتناول الكثير من الخضراوات والأسماك واللحوم المشوية والمسلوقة. 

 

وكوسيلة مساعدة وفعالة أيضاً، تلعب الأعشاب والنباتات الطبيعية دوراً مهماً في التخلص من الوزن الزائد، وتتألف معظم هذه الوصفات من خلطات تشرب بعد غليها مثل خل التفاح وأعشاب الشاي الهندي وحبوب الترمس بغية تقيل الشهية وتسريع الهضم وتنظيف الأمعاء. وعلى الرغم من فوائدها، قد تحمل الوصفات الطبيعية آثاراً سلبية ومسيئة لصحة الإنسان، لذلك يتوجب التوقف عن تناولها في حال ظهرت أي أعراض.


مراقبة «الوحدات الحرارية»
يفرض نظام د. جو ريتشارد الغذائي أو تحديد عدد الوحدات الحرارية تناول مأكولات وأطعمة تؤمن نحو 1200 وحدة حرارية يومياً للنساء و1600 للرجال و1700 للأطفال، ويقوم على توفير كل العناصر الغذائية المطلوبة للحفاظ على سلامة الجسم وصحته، حيث تشكل الكربوهيدرات قاعدة هذا النظام الغذائي أي 50% ثم البروتينات 44% وأخيراً 6% للدهون. يتميز هذا النظام بأنه يسمح للمرء باختيار وتبديل المأكولات التي يريد تناولها شرط التقيد بعدد الوحدات الحرارية وعدم تجاوزها، وتقسيمها على ثلاث وجبات رئيسة، وممارسة الرياضة.

 

يتركز نظام د. جو ريتشارد على معرفة الوحدات الحرارية لمختلف أنواع المأكولات، وبالتالي يمكن تطبيقه من دون الذهاب إلى إخصائي التغذية، كما ابتدع فكرة تطبيق هذا النظام الغذائي على مجموعات من أصحاب الأوزان الثقيلة حيث يتكلمون عن مشكلاتهم النفسية، كطريقة مساعدة لتنظيم حياتهم. وفي سياق مشابه، يقوم نظام الدوتكس على تخصيص ثلاثة أيام في الأسبوع حيث يمتنع المرء عن تناول المأكولات الغنية بالسعرات الحرارية مثل الشوكولا والنشويات والاستعاضة عنها بالخضار والفاكهة الطازجة والمياه فقط، ثم العودة إلى نظام غذائي متوازن. وقد أثبتت التجارب فعاليته في إنقاص الوزن والمحافظة عليه، كما استخدمه الأقدمون في معالجة مرضى الجهاز التنفسي والالتهابات، ليعتبر نظاماً قادراً على طرد السموم من الجسم.


ابتكر خبير التغذية البريطاني ستل مان نظاماً غذائياً للتخلص من الوزن الزائد في منطقة البطن والمعدة، ويقسم إلى مرحلتين، وتدوم كل منهما فترة أسبوعين حيث يتناول الإنسان مأكولات صحية وخالية من الدسم بقيمة تتراوح بين 1000 و1500 وحدة حرارية، وتتوسطهما فترة استراحة تدوم أسبوعاً. وقد أثبتت التجارب فعالية هذا النظام بشكل ملحوظ، لذلك يعتمد بشكل كبير خصوصاً في أوروبا.

 

أنظمة مثالية                             
ينصح إخصائيو التغذية باعتماد الأنظمة الغذائية التي تؤمن حاجات الجسم السليم والصحي، ويعتبر النظام الغذائي المتوازن الذي يحتوي على 1000 وحدة حرارية تقريباً من أفضلهم بحيث لا يحرم المرء من المأكولات التي يحبها. وعلى الرغم من النتيجة البطيئة والحاجة إلى اتباع هذا النظام لفترة طويلة إلا أن الجسم الذي ينقص نحو ثلاثة كيلوغرامات كل أسبوعين يعتاد على نظام غذائي صحي وسليم وفعال. يحدد هذا النظام المتوازن مواعيد الوجبات المختارة، ويفرض الامتناع عن تناول أي شيء بين الوجبات الرئيسة، ما عدا المياه. ومن مميزاته أنه يسمح لكل شخص باختيار يوم في الأسبوع حيث يمكنه تناول ما يرغب فيه، شرط ألا يتجاوز 1500 وحدة حرارية. 


ومن الأنظمة الفعالة والطبيعية أيضاً، الريجيم الغذائي النفسي الذي يعالج سبب البدانة إذ إن الغذاء يشكل عنصراً محركاً للحالات النفسية الجيدة أو السيئة، فهو يملك قدرة على تغيير المزاج والحالة من سيئة إلى جيدة والعكس صحيح. يحاول هذا النظام السليم مساعدة المريض على حل مشكلاته وتخطيها، ومعرفة السبب الرئيس الذي يدفع الإنسان إلى أحضان الطعام والمأكولات. ومن خلاله، يتعلم الإنسان اتباع نظام غذائي سليم ومنتظم، وتناول الكثير من الفيتامينات خصوصاً «سي» وممارسة الرياضة بغية المحافظة على الوزن المطلوب والسيطرة على الرغبة. 

 

أساس الجسم السليم  
وترى إخصائية التغذية جاين داراكجيان أن اعتماد نظام غذائي معين فقط لا يؤدي إلى النتيجة المطلوبة؛ لأن التغذية والرشاقة أمران يتعلقان بطريقة الحياة التي يعيشها المرء، أي مضمون وطريقة الحياة، لذلك تنصح بأن يعتمد كل شخص أسلوب سليماً وصحياً، يقوم على ثلاث ركائز مهمة وهي نظام غذائي متوازن وصحيح وممارسة الرياضة بانتظام والراحة النفسية. وقد أكدت الدكتورة داراكجيان أن التعب النفسي والإرهاق يدفعان الإنسان إلى أحضان المأكولات خصوصاً غير الصحية كوسيلة للهروب من مشكلاتهم مثل الوجبات السريعة المشبعة بالدهون والحلويات والمعلبات التي تسبب نوعاً من التسمم في الجسم، غير أن الحل يكمن في الاستعاضة عنها بأخرى صحية مثل الخضراوات والفاكهة وممارسة الرياضة.

 

وتنصح إخصائية التغذية بتقسيم السعرات الحرارية على ثلاث وجبات رئيسة أي فطور وغذاء وعشاء، حيث تتوافر كل العناصر الضرورية للإنسان من بروتينات وسكريات ونشويات وأملاح والقليل من الدهون أيضاً، كما تشدد على أهمية كبرى لعملية التوازن بين السعرات الحرارية، وتشرح أن هذا التوازن مطلوب بين الكميات التي تدخل إلى الجسم والطاقة التي يصرفها الإنسان كي يتخلص من الفائض الذي يسبب البدانة أو الوزن الزائد. 

 

وتشرح داراكجيان أن معدل الوحدات الحرارية للنساء 1500 وحدة حرارية و2000 للرجال، غير أن عملية حرق الدهون تختلف من شخص إلى آخر ووفقاً لنمط الحياة الغذائية التي يبنيها لنفسه، فهناك من يتناول نحو 2000 وحدة حرارية لكنه يفقد من وزنه في حين يزداد وزن آخر يكتفي بتناول 1500 وحدة حرارية، وذلك لأن الأول يحرق الدهون فيما يتكاسل الثاني. أما الشخص الذي يتقيد بـ 1000 وحدة حرارية من دون حراك أو ممارسة رياضة، فلا يلاقي النتيجة المرجوة، أي أنه يخسر القليل من وزنه. 


وفي السياق نفسه، توضح الدكتورة أن الإنسان يحتاج إلى 1000 وحدة حرارية يومياً أي الحد الأدنى كي يتمكن من ممارسة حياته الطبيعية، وقد شددت على هذا العدد الضروري لأنه الضمانة الوحيدة للجسم كي يقوم بالوظائف المطلوبة منه و«تشغيل مكناته الحيوية». من ناحية أخرى، لا تؤيد إخصائية التغذية اتباع أنظمة غذائية تقوم على نوع واحد من المأكولات مثل الريجيم النباتي أو الكيميائي التي ترفضها بشكل قاطع، فعلى الرغم من أن الإنسان سينقص وزنه غير أن جسمه سيضعف ولن يستطيع الصمود طويلاً فضلاً عن أنه سيعود إلى سابق عهده حين يوقف النظام المعتمد، فالجسم بحاجة إلى التوازن الذي يضمن استمراره وسلامته.

 

وكذلك، تشير داراكجيان إلى أن الحبوب القاطعة للشهية، والمنتشرة بكثرة في الأسواق، ليست فعالة 100% غير أنها تبعث برسائل وإنذارات إلى الدماغ وتحفزه على السيطرة على رغباته في تناول المأكولات التي يشتهيها، فيكتفي الشخص بقطعة صغيرة من الكيك أي شيء بسيط في حين كان يتناول قطعة أكبر قبل أخذ الحبة أو الدواء القاطع للشهية، لينشأ سياج عالٍ ما بين المرء والطعام المرغوب. وتفسر أن الحالات أو الأمراض التي يعاني منها الإنسان تؤثر في رغبته في الطعام مثل الدورة الشهرية عند النساء والغدة الدرقية والمشكلات العاطفية، لكنها تنصح بعدم تعاطيها لأنها تسبب نوعاً من الضرر والعذاب الجسدي والنفسي. 

 

تحكم الأدوية التي تقطع الشهية بالجسم وتمنعه من القيام بوظائفه بشكل طبيعي، خصوصاً بعد أن يعتاد عليها، لذلك يجب التوقف عن تناولها للحد من الأخطار، فالمرأة التي تتناول هذه الحبوب وتريد أن تحمل وتنجب يتوجب عليها التوقف كي تعطي الجسم إنذاراً كي يعود إلى طبيعته، فضلاً عن أن هذه الحبوب تعيق الحمل خلال فترة الأشهر الستة اللاحقة.

 

وفي المحصلة، تنصح داراكجيان بالتوازن والاعتماد على الأعشاب والمواد الطبيعية المساعدة في عملية خسارة الوزن والابتعاد عن الأدوية الكيماوية المركبة. 

 
ريجيم السعادة
عادة ما يؤدي الاكتئاب والإرهاق إلى نظام غذائي سيئ يقوم على المأكولات المشبعة بالدهون والسكريات، لذلك ينصح إخصائيو التغذية بالسير على الطرق المساعدة لنجاح ريجيم السعادة، وهي زيادة النشاط وممارسة الرياضة المفضلة، الخضوع لجلسة تدليك، تناول المياه بكثرة، الاستحمام بالمياه الباردة التي تعطي شعوراً بالانتعاش، الابتعاد عن المأكولات الدسمة في فترات الإرهاق والتعب النفسي، واتباع نظام غذائي مدروس مع معرفة عدد الوحدات الحرارية للأطعمة.  

 

ريجيم الذواقة: يعتمد هذا النظام الغذائي أصحاب الذوق المرهف، الذين يأكلون القليل وبكميات محدودة بغية الاستمتاع بما يتذوقونه والشعور بالرضا والقناعة ومبتعدين عن المأكولات الدسمة، على عكس محبي الأكل أو «الشراهة» الذين يأكلون أكثر من حاجتهم ولمجرد التسلية أو تمضية الوقت. 


الريجيم الفرنسي: وضع أشهر إخصائيي التغذية في فرنسا الدكتور جان برنار ماليه نظاماً غذائياً يمكن الإنسان من فقدان كيلوغرامين خلال أسبوع شرط تناول ستة كيلوغرامات من اللحوم الحمراء والأسماك والخضراوات، ما يؤمن نحو 1200 وحدة حرارية يومياً. وقد لاقى هذا النظام رواجاً كبيراً لأن نتيجته أكيدة ومضمونة، كما أنه نظام مرن وصح      

 
تغييرات تقودك إلى عالم الرشاقة والنحافة   
تناول الوجبات ببطء، ومضع الطعام برويّة. 
التوقف عن تناول الطعام خلال مشاهدة التلفزيون أو القراءة.  
استخدام صحون صغيرة. 
تناول الحلويات مرة واحدة أسبوعياً، والفاكهة مرتين يومياً. 
الاحتفاظ بوجبات خفيفة وقليلة الدسم في المنزل والمكتب.  
تجنب الحميات الغريبة.  
استبدال المأكولات المقلية بالمشوية أو المسلوقة. 
تجنب الزبدة وجبنة البيبيروني والنقانق. 
الابتعاد عن الصلصات البيضاء.
 

 
تويتر