مورغان فريمان: نزوات كثيرة ممكنة قبل الاستسلام للسرطان

 
 قال الممثل الأميركي مورغان فريمان في بداية المقابلة، وهو يركز علي نظرة قوية ولكنها فرحة «أنت ستموت»، ولم تكن تلك بداية مشجّعة للمقابلة، ولكن لا بأس، وأضاف «إذا لم تمت فإنك لن تستطيع العيش؛ لأن الحياة تتغذى على وجودها، فأنت تعيش لتموت في ما بعد»، ولو سمعنا هذا الكلام من شخص آخر فربما لا يستوقفنا كثيراً،.

ولكن عندما يأتي من عيني فريمان  اللطيفتين، وثغره الباسم، فهو يمثل جرعة وجودية موجعة، ولكن موضوع الموت يأتي على لسان هذا الممثل البالغ من العمر 70 عاماً، والحائز  جائزة الأوسكار، نظراً إلى أنه كان  الموضوع الرئيس في فيلمه الأخير «قائمة الدلو».
 
ويحكي الفيلم، الذي يلعب بطولته كل من فريمان وجاك نيكلسون، قصة رجلين في الثمانينات من العمر يجمعان قائمة من الطموحات، والنزوات الملحّة التي لم يتم تحقيقها، والتي ينبغي تجريبها قبل الاستسلام للسرطان، مثل رسم الوشم على الجسم أو القفز من السماء بالمظلة.. وأشياء أخرى.
 
ويعتبر فريمان، إلى جانب جين هاكمانن وكلينت ايستوود، من الفنانين القلائل الذين تناولوا موضوع مرحلة التقدم في السن، بهوليوود المهووسة بالشباب. وسيلعب فريمان هذا العام، وحده، بطولة خمسة أفلام بما فيها «الفارس الأسود» و«المطلوب» إضافة إلى ثلاثة أفلام أخرى يمكن أن تؤجل حتى بداية عام .2009 ويقول فريمان «لا يتوجب عليّ أن أعمل الآن» موضحاً أنه يفكر فقط في تحسين براعته في لعب الغولف، والاستراحة في الأندية المفضلة لديه. وأضاف «أستطيع التوقف عن العمل دون أن أشعر بالقلق على أجرة منزلي».
 
وثمة معانٍ مبطنة لما يقوله هذا الرجل في ماضيه،إذ إنه ولد في الجنوب الذي عانى التمييز العنصري في ممفيس بولاية تينيسي، وعاش لفترة قصيرة مع أمه في جنوب شيكاغو الذي اتسم بالعنف المستمر، وإلى جانب خمسة أخوة آخرين من أربعة آباء. ويقول «لم أكن أجد أن المدينة الكبيرة ممتعة إذا لم ينتمِ المرء إلى إحدى العصابات فإنه سيتعرض للاضطهاد» وبعد أن أنهى المرحلة الثانوية انضم إلى القوات الجوية التي كانت محكومة بالتمييز العنصري، لكنه تركها بعد أربع سنوات، ومن ثم درس المسرح.
 
وبدأت مسيرته الفنية بصورة جيدة، وحصل على جائزة «توني اوارد» في عام 1978 لدوره في مسرحية «السادة الأقوياء» في برودواي. ومن ثم شارك في مسلسل «شارع سمسم» للأطفال.
 
ولكنه ظهر أخيراً في عام 1987 إلى الأضواء بعد ترشحه للأوسكار عن دوره فاست بلاك في فيلم «ستريت سمارت» وكان قد بلغ الـ50 من عمره. وأتساءل عما إذا كان فريمان ينظر خلفه الى العديد من مواقف الظلم التي تعرض لها، إضافة إلى الصعاب التي واجهها خلال الـ50 عاماً الأولى من حياته؟ ابتسم فريمان قائلاً «إنه مثل أي أمر آخر. وإذا استيقظت من النوم ووجدت أن الثلج يغمرك إلى الركبة فإن ذلك ليس مدعاة للغضب لأنك لست المسؤول عن فعل ذلك، إنه فقط أمر عليك التعامل معه».
 
ورغم ذلك كانت هناك بعض الأوقات الصعبة، بيد أن فريمان كان يغرق إحباطه في الكحول، خصوصاً في مرحلة السبعينات من القرن الماضي، عندما كان لايزال يعمل في شركة مسرحية كي يدفع نفقات حياته. ويقول «شعرت بأني مثل المومس، فأنا أعمل في عمل لا أحبه، وإنما من أجل المال فقط، ولكني قررت التوقف عن ذلك بعد أن أدركت أنه عليّ أن أغيّر حياتي» ويقول فريمان في هذه الأيام إن النجاح لم يغيّره بتاتاً، بخلاف مزرعته البالغة مساحتها 120 فداناً وطائرة سيسنا الخاصة واليخت في بحر الكاريبي، وبعض الأصدقاء أمثال الممثل  سيدني بويتير ونلسون مانديلا.
 
ويقول فريمان إنه سعيد بلعب بطولة فيلم «عامل إنساني» الذي يدور حول حياة نلسون مانديلا (وهو يملك حقوق نشر سيرة حياة مانديلا) التي تحمل عنوان «المشي الطويل إلى الحرية».  ويؤكد فريمان أنه سعيد وراضٍ عن حياته، ويؤمن بحتمية موته وقال: لدى سكان أميركا الأصليين مَثل يقول «انظر إلى هذا اليوم، وانظر إلى ضوء الشمس، وإلى الأعشاب والأشجار، إنه يوم جيد كي تموت فيه». 

كيفين ماهر «كاتب في التايمز»
تويتر