أقول لكم

محمد يوسف

   
وقف زلماي خليل زاد محتجاً على رفض أربع دول من أعضاء مجلس الأمن إصدار بيان إدانة ضد عملية اقتحام المدرسـة اليهودية في القدس الغربية وقتل ثمانية أشخاص، وقال مندوب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة بالحرف الواحـد: «إنهم يريدون أن نضمّن البيان إدانة للهجوم العسـكري الإسـرائيلي لقطاع غزة، وهذا ربط مرفوض، فنحن نريد إدانة الإرهاب، وما حدث في القدس كان إرهاباً موجهاً ضد المدنيين، أما ما يحدث في غزة فهو سـقوط ضحايا مدنيين نتيجة لعمليات عسـكرية». 

 

أمسـكتُ الورقة والقلم، وحاولت أن أجري معادلة شـبيهة بالمعادلات الرياضية علّني أصل إلى نتيجة مقنعة لما قاله خليل زاد، ولم أفلح، ففي غزة طائرات ودبابات وجنود مدججون بكل أنواع السـلاح قتلوا حتى الآن 120 شخصاً، ولم يجتمع مجلس الأمن من أجلهم، وتداخلت العناصر في الأرقـام فأعدت الكرّة، قلت لنرجع إلى جماعة حماس والجهاد والفصائل المقاتلة، ولنخرجهم من الحسـابات، ولنبحث عن الآخرين، عن الطفل الرضيع الذي مات تحت الأنقاض، لماذا يعتبر ضحية مقبولة لدى المندوب الأميركي وحكومته؟ أليس للبيت حرمة في القوانين الدولية؟ وفشـلت نتيجة المعادلة مرة أخرى، فذهبت إلى المدرسة اليهودية بالقدس، فوجدت أن ثمانية مدنيين أبرياء قتلوا، وقاتلهم شـخص واحد بقطعة سـلاح، وتمكن منه ضابط نزل من بيته بعد أن سـمع إطلاق الرصاص، وانتهت الحكاية، فلماذا يجتمع مجلس الأمن الدولي؟ ولم أحصل على إجابة، ولا أظننا سـنتوصل إلى معادلة لهذا التنافر في المفـاهيم حتى ولو اسـتدعينا «أينشـتاين» من مرقده، لن يتمكن من تركيب «إس 5» فوق «إس 1» ليفسـر ماذا تسـاوي كلمة «إرهاب» مع «قتل المدنيين» بحسـب تفسير خليل زاد العبقري، بل إنه لن يقدر على جمع الكلمات الثلاثة بعد إضافة «إدانة» إلى الإرهاب وقتل المدنيين، سـيرسب «أينشـتاين» في عملية الجمع البسـيطة؛ لأنه سـيكتشف أن الواحد زائد واحد في هذا العصر لا يساوي اثنين، وأن الفعل الناتج عن تصرف شخص يسـتنكره العالم كله، أما الأفعال التي يرتكبها جيش فهي مسـكوت عنها، وأن الأمم المتحدة قد ترتج أركانها لمقتل ثمانية مدنيين أبرياء ولا تسـمع عن عشـرات الأطفال الرضّع وهم يموتون كل يوم. 

 

زلماي خليل زاد، ليتك تسـمعني، لقلت لك رجاءً سـجل نظريتك الجديدة في إدارة براءات الاختراع والملكية الفكرية، فهي بحق نظرية جديدة تسـتحق أن يكون عنوانها «قتل الأبرياء ما بين المباح والممنوع».  
myousef_1@yahoo.com 
تويتر