إسرائيل تعيد حصار الضفة

 

أمر وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك الجيش بفرض حصار عسكري شامل وتام على جميع انحاء الضفة الغربية ومنع سكانها من عبور الخط الاخضر على خلفية هجوم القدس. فيما أخفق مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على إدانة العملية بسبب معارضة ليبيا. وتفصيلاً فرضت سلطات الاحتلال طوقاً أمنياً شاملاً على مناطق الضفة الغربية.


وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن فرض الطوق الأمني يأتي على خلفية الهجوم الذي استهدف مدرسة دينية في القدس الغربية مساء أول من أمس ما أسفر عن مقتل ثمانية إسرائيليين بالإضافة إلى منفذ العملية. وأعطى باراك أوامره بفرض حصار عسكري شامل وتام على جميع انحاء الضفة الغربية ومنع سكانها من عبور الخط الاخضر.


وجاء قرار باراك عقب اعلان قائد الشرطة الاسرائيلية الاستنفار التام داخل المدن العبرية جميعها، وبالذات في مدينة القدس حيث انتشر آلاف الجنود منذ فجر أمس وحاصروا البلدة القديمة والمسجد الاقصى ومنعوا المسلمين من الصلاة، فيما هدد يهود متطرفون بالانتقام من العرب وهتفوا (الموت للعرب).


وقالت اسرائيل انها لن تسمح بدخول اي فلسطيني من الضفة الغربية الى الخط الاخضر الا في حالات انسانية نادرة.


وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت  اعلن انه «مذهول» من الهجوم على مدرسة توراتية في القدس، ووصفه «بالحادث الخطير الذي يدل على ضعف السلطة الفلسطينية في محاربة الارهاب وأن اسرائيل لن تقبل بذلك».


وأجرى باراك مشاورات مع مسؤولين كبار في هيئة الاركان تتناول التدابير الواجب اتخاذها بعد الهجوم، وهو الاول في القدس الغربية منذ هجوم فلسطيني في فبراير 2004 اسفر عن مقتل ثمانية اسرائيليين. ومساء الخميس الماضي دخل الفلسطيني علاء هشام ابودهيم (25 عاماً) مدرسة دينية تلمودية في القدس الغربية وأطلق النار من بندقية رشاشة على الطلاب الاسرائيليين، فقتل منهم ثمانية وأصيب 10 بجروح. ثم استشهد الفلسطيني الذي يقطن في القدس الشرقية على يد القوات الاسرائيلية.


وقال شهود انه تم اعتقال اكثر من 10 فلسطينيين في الحي الذي كان يقطنه منفذ الهجوم في القدس الشرقية.


على صعيد متصل، أخفق مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على إدانة هجوم القدس، وذلك بسبب معارضة ليبيا.


واتهمت الولايات المتحدة ليبيا بمنع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من إدانة العملية في القدس، لكن طرابلس طالبت «بإجراء متوازن».


وصاغت الولايات المتحدة مشروع بيان «يدين بأقوى العبارات الممكنة الهجوم الارهابي والذي أسفر عن وفاة وجرح عشرات من المدنيين الاسرائيليين».


وكان الوفد الاميركي يأمل أن يوافق المجلس المؤلف من 15 عضواً على المشروع بالاجماع، لكن ليبيا يساندها بضعة أعضاء آخرين بالمجلس حالوا دون تبنيه. وقال السفير الاميركي لدى الامم المتحدة زلماي خليل زاد للصحافيين بعد اجتماع المجلس «لم نتمكن من الوصول الى اتفاق لان الوفد الليبي بمساندة وفد أو وفدين آخرين لم يشأ أن يدين هذا العمل في حد ذاته لكنه أراد ربطه بمسائل أخرى».


وسعى الليبيون الى ان يتضمن البيان إدانة للهجمات الاسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة والتي أودت بحياة أكثر من 120 فلسطينياً بينهم مدنيون كثيرون. ورفض خليل زاد هذا.  من جهتها حملت حركة «حماس» إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الهجوم. وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في بيان إن العملية تأتي في إطار الرد الطبيعي على كل هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.

مركز هاراف ييشيفا.. منبع التطرف
مركز هاراف ييشيفا في القدس الغربية الذي استهدف أول من أمس، ليس مدرسة دينية عادية، ولا كلية تخرج حاخامات الجيش الإسرائيلي فقط، بل معلم من معالم الحركة الصهيونية الدينية ورمز اجتمع فيه تاريخ.


أسس الحاخام الأكبر راف أفراهام كوك المركز في عام 1924، واضعاً نصب عينيه أن يدرّس فيه التوراة ويخرج فيه قادة روحيين.


وانكب كوك سنوات عديدة على متابعة المعهد الذي خرّج في سنيه الأولى القائد الأول لعصابات الأراغون المتطرفة دافيد رازيل، ومؤسس صحيفة «معاريف».


وسرعان ما غيّب الموت كوك لتنتقل الإدارة إلى ولده الحاخام زفي يهودا الذي شهدت فترة إدارته نقطة تحول في تاريخ المعهد حيث تحول إلى مركز استقطاب.


وازداد شأن المعهد سنة بعد سنة لترسى فيه في ما بعد أساسات ما يسمى بالاستيطان الديني في الضفة الغربية، وتأسست بين جدرانه جماعة غوش أمونيم.


ولم يكن الحاخام كوك الابن أقل اندفاعاً من طلابه، فشجع من هم في مدار تأثيره على الدفاع عن المستوطنات في الضفة الغربية، وقد شارك هو شخصياً في هذا. توفي كوك في عام 1982 وخلفه الحاخام أفراهام سافيرا، وشهدت هذه المرحلة خلافات داخل المعهد الأمر الذي أدى إلى خروج مجموعة من الطلاب بقيادة الحاخام زفي تاو، الذي عمل على تأسيس معهد مشابه لكنه ظل أقل تأثيراً من المعهد الأساسي الذي يحوي أكثرمن 500 طالب، و200 من طلاب الدراسات العليا في العلوم الدينية اليهودية. 

«بي بي سي العربية»

تويتر