«ميريل لينش»:ارتباط العملات الخليجية بالدولار مصدر رئيس للتضخم
وأبدى التقرير تحفظا على وجهة نظر بعض حكومات الدول الخليجية التي تنظر إلى التضخم باعتباره محض تكلفة للرفاهية، كما أبدى تحفظا على طريقة علاجها للمشكلة من خلال إجراءات غير متصلة بالسوق، مثل رفع مستوى الدعم والمخصصات، وزيادات الأجور التعويضية، ووضع حد أقصى لزيادة الإيجارات، مشيرا إلى أن القضية بحاجة إلى معالجة بصورة أكثر صدقية.
وقال المحلل الاستراتجي لدى «ميريل لينش»، توركر حمزة اوغلو، «نحن لا نتفق مع رؤية بعض دول مجلس التعاون الخليجي في ان التضخم ظاهرة مؤقتة».
ووصف التقرير هذه الإجراءات بأنها ستؤدي في غالبيتها إلى زيادة حدة الضغوط التضخمية، وستؤدي إلى تصاعد التكاليف المقنعة نتيجة الدعم والتحويلات، ما سيطلق الطلب المحلي دون كوابح.
وأكد التقرير أن اغلب المحللين يتوقعون ارتفاع نسبة التضخم في دول الخليج العام المقبل بعد أن تراجعت اغلب العملات الخليجية في مواجهة العملة الأوروبية الموحدة نتيجة ارتباطها بالدولار، واستمرار النقص في المعروض من الوحدات السكنية .
وقال «إن الدولار فقد نسبة 9.7% من قيمته أمام اليورو خلال عام 2007 ليصل إلى 1.47 دولار مقابل اليورو في 23 نوفمبر الماضي، وهو أدنى مستوى له منذ بدء التعامل باليورو عام 1999». وأشار التقرير إلى أن فك الارتباط مع الدولار لم يكن كافيا لكبح جماح التضخم في الكويت الذي قفز إلى 6.2% في شهر سبتمبر الماضي .
وأوضح أن الدول الخليجية تخطط لتخفيف الاختناقات في جانب العرض من خلال وسيلتين هما: زيادة أعداد الوافدين، وتنفيذ مشروعات عملاقة للبنية التحتية، مشيرا إلى أن ارتفاع نسبة التضخم يهدد الوسيلتين نتيجة ارتفاع تكلفة المعيشة من ناحية، وارتفاع تكلفة الإنتاج والتشييد من ناحية أخرى.
الارتباط بالدولار
وقدر التقرير حجم الفائض التراكمي في الميزان الجاري الذي استطاعت دول الخليج تحقيقه خلال السنوات الخمس الماضية وصل إلى 730 مليار دولار. وقال إن تراجع اعتماد الاقتصاد العالمي على الدولار يطرح قضية ارتباط العملات الخليجية بالدولار التي ظلت تاريخيا تحتفظ بعلاقات تاريخية مع العملة الأميركية باستثناء الكويت.
وتشير إحصاءات صندوق النقد الدولي إلى أن نسبة الاحتياطات العالمية بالدولار تراجعت من نسبة 72.6% عام 2001 إلى اقل من 64.8% في يونيو الماضي. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news