أقول لكم

محمد يوسف

 

بلاد الخير سباقة دوماً في فعل الخير، الأيادي البيضاء للإمارات وصلت إلى كل مكان، خلال الكوارث الطبيعية وعند العوز والحاجة، مدن وطرق ومسـتشفيات ومدارس ومساجد وأغذية وأدويـة، كل أشـكال العون تصل إلى المحتاجين قبل أن يطلبوا، وحتى قبل أن يسـمع أنينهم أحد.

 

وقرار إنشاء مراكز لإيواء ضحايا الاتجار بالبشر بادرة يستحق عليها سـمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان الثناء والدعاء والإشـادة التي سمعناها فور إطلاقه هذا المشروع الإنساني الرائـد، ولأن اليوم يوم جمعة، والجمعة مباركة، أردت أن أشـارك في الدعاء لسموه في هذا المكان المتواضع، فأفعال سمو الشيخ حمدان مشهودة وواضحة، وليست بحاجة لمثلي حتى يكتب عنها، ولكن الفخر بهذه الأعمال الكريمة هو الذي يدفعني ويشـجعني، وخصوصاً في موضوع مثل موضوع الاتجار بالبشر، هذه التجارة التي تدار على مستوى العالم من قبل عصابات دولية متمرسة تخطف الأطفال، وتبتز النساء، وتحولهم إلى سـلع يتم تبادلها بين من لا دين ولا ذمة لهم، متجاوزين الشرائع السماوية، بكل ما جاءت به من نقاء وصفاء، ومعتدين على القوانين الوضعية التي كفلت للإنسان إنسانيته ومنعت الاعتداء على كرامته، ونظمت العهود والمواثيق الملزمة للعالم كله في قضايا حقوق الإنسـان والمرأة والطفل ولكن الجشـع، وتكالب السـاعين إلى الثراء السريع، والباحثين عن الغنى على حسـاب حياة الآخرين، كل ذلك حول بعض الناس إلى وحوش كاسـرة، وجعل الأبرياء فرائـس لأغراضهم الدنيئة، وللأسف فإن القبض على هؤلاء واسترداد الأطفال والنساء منهم لم يكن كافياً، فمن يخرج من معاناة الاستعباد والاستغلال البشـع لآدميته يحتاج إلى رعاية خاصة حتى يخرج من مرحلة الصـدمة اللاحقة، ومراكز الإيواء سـتوفر بإذن الله مثل هذه الرعاية وستعيد كل من تلاعبت به الأطماع فوقع ضحية لها إلى بيئته ومكانه السليم إنساناً معافى.

 

وهي مبادرة، وهي مكرمة، وهي الإحسـاس بالناس أيـاً كان جنسـهم أو لونهم أو دينهم، تنطلق من بلاد تقدمت الجميع في هذا المجال، ويشـكر عليها الكريم ابن الكريم الذي ندعو له بالأجر في هذا اليوم المبارك.
  
myousef_1@yahoo.com

تويتر