آلة الدمار الإسرائيلية تشلّ حركة الرياضة الفلسطينية

 
الحصار الفلسطيني لم يلق بظله الثقيل على الوضع الاقتصادي، وسوء الأحوال المعيشية على سكان قطاع غزة، بل طال مناحي الحياة   كافة، وزاد من الصعوبات التي تواجه الرياضة الفلسطينية،
 
وشل من حركتها، وأعدم الكثير من مظاهرها، حيث منع ثمانية لاعبين أساسيين في تشكيلة المنتخب القومي الفلسطيني لكرة القدم، من الالتحاق في صفوف المنتخب في المعسكرات الخارجية. وأدى إغلاق المعابر إلى توقف نشاطات عدد من الأندية،
 
وتعطل عدد من الملاعب الرياضية، كما توقف الدعم الذي كان مخصص للحركة الرياضية، من خلال عدم إدخال المواد الأساسية المخصصة لتطوير الملاعب، هذا بالإضافة إلى توقف خمسة أندية رياضية من أصل 41 ناديا في غزة، بسبب تعرضها للقصف الإسرائيلي.

وقال أمين صندوق الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جمال زقوت: «إن التحدي الأبرز الذي تواجه الرياضة الفلسطينية  يتمثل في تدهور الأوضاع الاقتصادية وتفاقمها بشكل غير مسبوق في أعقاب فرض الحصار على القطاع، حيث أن غالبية الأندية تعاني من مشكلات بخصوص الدعم المادي، بحيث لا توجد ميزانيات ثابتة».

وأضاف: «وتعاني الأندية من عدم وجود ملاعب رياضية مناسبة لممارسة التمارين، والمباريات الرياضية، حيث يشترك كل12 نادياً في ملعب واحد، وذلك بسبب عجز المؤسسات الرسمية عن القيام بأي استثمار في مجال البنى التحتية التي تخدم الرياضة الفلسطينية».

وأشار زقوت إلى وجود سبعة ملاعب أساسية في قطاع غزة، أكبرها ملعب اليرموك، المعطل في الفترة الحالية، لمنع إدخال المواد الأساسية لإنشاء بنية تحتية له، مضيفا: «هناك ثلاثة ملاعب صالحة لممارسة التمارين والمباريات الرياضية عليها، وهي استاد فلسطين، وملعب الشهيد محمد الدرة، وملعب شباب رفح».

وقال أمين صندوق «لقد أوقف الحصار مشروع تطوير ملعب اليرموك، حيث كان المشروع يشمل تجهيز وإعداد أرضية الملعب وتسويتها وفردها بالتربة الزراعية وتجهيزها بقنوات تصريف المياه وزراعتها بالنجيلة المخصصة للملاعب الخضراء».

وأضاف: «لكن إغلاق المعابر منع من إدخال المواد اللازمة لتطوير ملعب اليرموك، الذي يعتبر أكبر ملاعب غزة، بالإضافة إلى ملاعب أخرى، لتبقى معطلة، لحين فتح المعابر».
 
وعلى صعيد آخر، أوضح زقوت أن الحصار المفروض على القطاع، زاد من معاناة المنتخب الوطني لكرة القدم، حيث منع ثمانية لاعبين أساسيين من قطاع غزة، من السفر إلى المعسكرات الخارجية للمنتخب الوطني، ويقول: «لقد حرم لاعبوا المنتخب من غزة من المشاركة في أربع لقاءات خارجية، منها البطولة العربية في القاهرة مؤخرا».
 
من جهته، قال مدافع المنتخب الوطني لكرة القدم حمادة شبير لـ«الإمارات اليوم»: «حرمنا الحصار من الخروج من غزة، والالتحاق بالمعسكرات التدريبية للمنتخب، والمشاركة ضمن صفوفه في البطولات العربية والآسيوية».

وأضاف: «حرمت أنا وسبعة لاعبين يعتبرون من التشكيلة الأساسية للمنتخب، وهم: صائب جندية، والحارس رمزي صالح، وإبراهيم السويركي، وأحمد كشكش، وإسماعيل العمور، وعمار أبو سليسل، والهداف سليمان العبيد». وأوضح شبير أن المنتخب يكتفي في تشكيلته، على لاعبين من الضفة الغربية، ومن فلسطيني الشتات، من الأردن، ولبنان، وسورية، والكويت.
 
وقال زقوت إن إغلاق المعابر ومنع لاعبي غزة من السفر، دفع إدارة المنتخب بأن تكون ملزمة بتنظيم معسكرات التدريب خارج حدود فلسطين، لا سيما في مصر والأردن، وأحيانا في سورية وقطر، مع العلم أن اتحادات كرة القدم في هذه الدول تستضيف المنتخب الفلسطيني على ملاعبها، وتسدد تكاليف إقامة لاعبيه وإدارته.

وأشار إلى أن الأوضاع البائسة التي يحياها لاعبو المنتخب وإدارته، وانعدام الموارد الاقتصادية تجعل الكثير من مشاركة المنتخب في الكثير من البطولات العربية والإقليمية والدولية، في كثير من المباريات لمجرد إثبات الوجود. ومن الصورة الأخرى للمعاناة التي تواجهه الحركة الرياضية في قطاع غزة، فقد قصف الاحتلال الإسرائيلي، خمسة أندية رياضية أساسية مؤخرا، بالإضافة إلى قصف ستاد فلسطين قبل عام. 

وقال مدير مكتب وزير الشباب والرياضة في غزة أحمد محسين: «قصفت قوات الاحتلال خمسة أندية، وهي نادي رياضي بيت حانون، ونادي أهلي بيت حانون، ونادي بيت لاهيا، ونادي جماعي رفح، ونادي الشمس، مما أدى إلى توقف نشاطها».
 
وأضاف: «كما قصفت قوات الاحتلال ستاد فلسطين قبل عام، مما أدى إلى دمار واسع، حيث أحدث الصاروخ فجوة كبيرة في منتصف الملعب تصل عمقها إلى خمسة أمتار، ولكن تم التغلب عليها، قبل فترة تشديد الحصار على القطاع
».
تويتر