تقارب وتوحيد

زياد العناني


قليلة هي الكتب الفكرية التي حاولت التقريب بين السنة والشيعة بعيداً عن التصور السياسي للتاريخ واستحضار مرحلة الخلافة الإسلامية بما فيها من معارك خلفتها مدونة التنازع القديم على حيازة السلطة. في كتابه الذي جاء حول «التقريب المذهبي الإسلامي» يطرح الباحث «وينير برونز»

الخلاف بين السنة والشيعة بدءاً من البعد السياسي ثم الطقوس وانتهاء بالمفاهيم، مبيناً أن انتصار السنة كحركة إسلامية عالمية أدى الى سلوك الشيعة سلوك الطائفة، كما أدى من جهة أخرى الى اعتبار السنة كل الجسم الجامع للأمة الإسلامية.

ومن خلال هذا الرأي اللافت تظهر مسألة الشقاق بين الطرفين واضحة كما تظهر القضايا محل الخلاف ضمن محاور جزئية يمكن الاتفاق بشأنها إذا تم الاتفاق بنية صافية على مشروع توحيدي يتناسى فيه السنة أنهم الجسم كله ويقرر الشيعة الاندماج في الجسم الإسلامي الجمعي لمتابعة عمل أعضاء الجسم بصورة جيدة من غير التوقف عند الأبعاد السياسية والمذهبية، وكذلك التركيز على ممارسة الطقوس الدينية المختلف عليها بين الطرفين.
 
ثمة أسئلة كثيرة تطرح نفسها في هذا المجال منها: هل وجد سنة العراق وشيعته أنفسهم بعد أن وقع الطرفان ضحية سهلة للمخططات الأميركية والايرانية؟ ولماذا لا يستحضر الطرفان هذه المخططات القذرة التي جعلت من العراق بركة دم تتوسع يومياً كما يتوسع الجدل السني والشيعي؟ أين علماء الأمة؟ وأين قادة الرأي وأين الجامعات الاكاديمية ولماذا لا تتم دراسة هذا الخلاف  الذي انتبه إليه «برونز»

من خلال دعوته التي لا يجب الحكم «الآن» بأنها بريئة أو دنيئة قبل مناقشتها ومناقشة كل الأفكار التي طرحت للتقريب بين الطرفين بشكل موسع ومعلن لتكوين المناخ الديني والسياسي المناسب الذي تعتبر فيه التعددية ميزة وليست اعتداء من جهة على جهة أخرى خصوصاً أن الإسلام وفي كل ما هو مدون منه لم يجبر مسلماً واحداً على الالتزام بمذهب معين بل انه جعل لكل مسلم الحق في اتباع أي مذهب من المذاهب.
 
وفي ظل هذه القاعدة الإسلامية الحرة ومعها ايضاً تذوب الخلافات الطقسية لتترك الفرصة لعلاج الخلاف السياسي المستند الى تاريخ الثأر، وهو تاريخ إذا جربنا النظر فيه من منظور الفكر السياسي سنجد أن التنازع السياسي والتناحر على السلطة بين رمزين يجب أن لا يسمح له بالاتساع والتطور الى درجة الاعتداء على الأمة من خلال اعتبار أن هذا الرمز أو ذاك هو الأمة، ونسيان أن كل رمز مهما كان، يعيش بين دوافعه الشخصية التي لا يمكن اعتبارها  بجرة قلم أو برأي متحيز أنها مشروع الأمة، مهما حمل هذا الرأي من أفكار مملوءة  بالحماس ولا شغل لها سوى الحديث عن الإسلام وهي تعني نفسها. 

  قالت المغنية اللبنانية نوال الزغبي إن ظهورها أخيراً في برنامج «البيت بيتك» على شاشة التليفزيون المصري كان دعاية مدفوعة الأجر تكفلت بترتيبها شركة «روتانا»، وأكدت خلال مؤتمر صحافي، عقد أمس في القاهرة، أنه لا علاقة لها بأي من هذه الأمور وأن الشركة تقوم بترتيب تلك المسائل دون تدخل منها، مشيرة إلى أنها لم تشترط على «روتانا» قبل التعاقد شكلاً محدداً للدعاية لها أو أي من «الطلبات غير الاعتيادية». وقالت المغنية اللبنانية إنها لن تقدم على تجربة التمثيل أبداً لأنها تعرف جيداً أنها ليست ممثلة وأن ما تقدمه في أغنياتها المصورة من مشاهد ليس مقدمة للاتجاه كلياً للتمثيل بقدر ما هو تعبير عن احساسهابالكلمات واللحن بالاتفاق مع المخرج.       
 zeyad_alanani@yahoo.com  
تويتر