"اللعب بالأرجل والقلب"

كفاح الكعبي

 لقد تابعت مباراة المنتخب القطري الشقيق في تصفيات كأس العالم، وأشفقت عليه كثيراً بعد الهزيمة القاسية التي تعرض لها على يد المنتخب الأسترالي، فلقد هالني السقوط الكبير لهذا المنتخب العربي الشقيق في الشوط الأول بالذات، فلقد قدّم الأستراليون عرضاً منوّعاً في فنيات كرة القدم الحديثة،
 
خصوصاً أنهم استفادوا من العديد من العوامل التي ساعدتهم على التفوق، فمن عامل الأرض والجمهور إلى عامل الطول واستغلال الأطراف والكرات العرضية، إلى عامل ارتفاع التكنيك واللياقة البدنية، وذلك بفضل وجود عدد كبير من اللاعبين المحترفين في دوريات العالم، لاسيما الدوري الإنجليزي، حيث كان بإمكانهم تسجيل أكثر من ثلاثة أهداف بالراحة، أما في الشوط الثاني فلقد «صحصح» المنتخب القطري،
 
وهاجم ودافع، ولكنه لم يستغل الفرصتين اللتين سنحتا له، ليخرج الفريق خاسراً خسارة كبيرة، والذي أردت قوله: إن الإخوة في قطر جاءوا بالعديد من اللاعبين الأجانب وجنّسوهم ليلعبوا كقطريين، وهذا حق من حقوقهم وموجود في غالبية الفرق العالمية، ولكن ليس هناك نجوم تُعطي من قلبها وروحها مثل أبناء البلد، ومن عاش وتربى فيه، وأكل من خيره، واحتفظ لأهله بالحب والمودة، ولعب ليس بقدمه فقط بل بقلبه وعقله وروحه، ولكن أن نجنس أعداداً كبيرة دون أن نزرع فيها الولاء وحب الشعار ورفع الأعلام فذلك الخطأ عينه،
 
فأن تؤدي ذلك شيء جيد ولكن أن تبدع فهنا هي المشكلة، والتي لم تكن لمصلحة الفريق القطري الذي أتمنى أن يعود إلى التصفيات، فالفرصة مازالت موجودة، ولم تضع سوى نقاط ثلاث، كما أن تعادل العراق والصين خدم الفريق القطري دون أدنى شك.  فلا أحد ينكر النجاح الكبير للإخوة في قطر بإنشاء المؤسسة الرياضية الرائدة «الاسباير» والتي تقوم برعاية وتنمية المواهب المتميزة في مختلف الرياضات ومن مختلف أنحاء العالم، بل وترعاهم مادياً وتربوياً وسلوكياً،

حيث تبعث المؤسسة بكشافيها سنوياً إلى الكثير من دول العالم، خصوصاً القارة الإفريقية لاكتشاف النجوم المتميزين، ولكن الشيء الأهم أن نجد لاعبين من أبناء البلد يستطيعون إضافة الكثير من الروح للفريق، فابن البلد يلعب بكل ما أوتي من قوة، وبكل ما عنده من حماسة، ليس فقط من أجل المال، بل من أجل السمعة والشعار، فمن وجهة نظري أنا ضد التجنيس بكثرة حتى لا تختفي روح  الفريق، ولكنني مع أن تقوم الدول بتجنيس عدد محدود جداً من اللاعبين، خصوصاً إذا أحسوا أن لديهم نقصاً في مركز معين بإمكان أحد المجنسين حل مشكلة مثل تسجيل الأهداف، كما فعل الإخوان في تونس عندما جنسوا دوس سانتوس الذي حلّ لهم مشكلات التهديف دون الإغراق في التجنيس. 

  تأكيد «طيران الإمارات» واستعدادها لدعم فكرة استضافة الدولة ودبي لمباراتين من الدوري الإنجليزي لكرة القدم لم يكن مفاجأة، فهي الشركة الوطنية الأولى في الرعاية الرياضية، والتي حققت نجاحات عالمية جعلتها إحدى أكثر الشركات الإماراتية نجاحاً في الداخل والخارج حيث تقوم برعاية أكبر الفرق العالمية وفي أكثر من لعبة متميزة، الفكرة إلى الآن ما زالت فكرة قدمتها رابطة دوري المحترفين الإنجليزية بإقامة بعض مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز خارج الأراضي الإنجليزية وذلك لتوسيع رقعة شعبية الدوري حول العالم، وبالطبع كانت دبي إحدى أهم الوجهات المقترحة وستظل كذلك نموذجاً للنجاح التنظيمي، والسياحة الرياضية التي درّت وتدر على هذه المدينة الكثير من الشهرة والتفوق والتفرد  kefah.alkabi@gmail.com 
تويتر