55% من نزلاء «الأحداث» مواطنون

 

أفاد مصدر في شرطة أبوظبي بأن نحو 700 طفل يتوافدون على مركز رعاية الأحداث سنوياً، 55% منهم مواطنون و45% مقيمون.

وأضاف أن نسبة الأحداث الذين يعودون مرة أخرى إلى المركز بعد خروجهم منه تصل إلى 5% من أعداد النزلاء.

وعزا مدير مركز رعاية الأحداث في المفرق التابع لشرطة أبوظبي، الرائد إبراهيم المرزوقي، تزايد حالات انحراف الأحداث أخيراً الى عوامل متداخلة «أبرزها التفكك الأسري النابع من احتدام الخلافات الأسرية أمام الأبناء، والشقاق المستمر أمامهم»، معتبراً أن ذلك «يسهم في جعل البيت مكاناً غير آمن وغير مريح بالنسبة الى الحدث، ما يدفعه تلقائياً إلى خارجه بحثاً عما يفتقده من الأمان».

وحذر من أن «ذلك يؤدي به إلى رفقة غير سوية وأصدقاء سوء، يجرونه إلى هاوية الانحراف والجنوح».

وتابع: «من مظاهر التفكك الأسري الأخرى، الطلاق وتعدد الزوجات غير العادل، وهجرة الأب للأبناء»، لافتاً الى أن هذه الحالات كافة تحدث خللاً في التوازن الإشرافي على الأبناء، ما يؤدي إلى اضطرابات سلوكية ونفسية لديهم».

وأكد المرزوقي أن الدلال الزائد للأبناء أو الشدة المفرطة في التعامل معهم، وعدم التوازن في ردات الفعل داخل الأسرة، تنتهي الى النتيجة ذاتها.

واعتبر أن للعامل الاقتصادي تأثيراً مشابهاً، في بعض الأحيان، بسبب تطلع أبناء ذوي الدخل المحدود الى ما يمتلكه الغير.

وكشف عن دراسة أجراها المركز أخيراً، أظهرت أن «نحو 80% من الأحداث ارتكبوا جرائمهم مع رفقاء السوء، وأن نحو 90% منهم ارتكبها بأسلوب تعلمه من أحد رفقائه»، مشدداً على تأثير عامل الرفقة ضمن العوامل المسببة للانحراف، إضافة إلى عوامل أخرى مثل الرسوب المتكرر في المدرسة، وقلة عدد الاخصائيين الاجتماعيين في المدارس؛ «لأن وجودهم عامل وقاية من انحراف الأحداث، ويمكنهم احتواء مشكلات الطلبة سواء على المستوى الدراسي أم الأسري قبل فوات الأوان».

ويشير إلى أن أكثر الأحداث دخولاً إلى المركز هم من تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 16 سنة، وتتركز جنح الأحداث في قائمة واضحة هي السرقة وتستحوذ على النسبة الأعلى، وتبلغ 40%، ثم القضايا المرورية وتتراوح بين 15 و20%، والقضايا الأخلاقية 15%، وتتوزع النسبة المتبقية على قضايا المشاجرات والاعتداء على سلامة الجسد. ويحضر إلى المركز نحو 700 حدث، بينهم 55% مواطنون و45% غير مواطنين، بعضهم يقضي فترات قصيرة بين يوم وشهر وآخرون يقضون مدد حكم طويلة تصل إلى سنوات.

 برامج تأهيلية

يقدم المركز للنزلاء برامج تأهيلية وتعليمية عدة، منها محاضرات عامة ومتخصصة في الدين والصحة والثقافة. ويقيم فعاليات احتفالاً بالمناسبات المختلفة مثل اليوم العالمي للمخدرات، بهدف ضبط سلوك الأحداث لضمان عدم عودتهم مرة أخرى إلى ارتكاب الجريمة.

إلى ذلك، يسمح المركز لأولياء أمور النزلاء بزيارتهم في المركز مرتين أسبوعياً، إضافة إلى توفير خط اتصال للأحداث للتحدث مع ذويهم أكثر من مرة أسبوعياً.

إضاءة

تأسس المركز في عام 1996 وهو الوحيد على مستوى إمارة أبوظبي، ويخدم مدينة العين والمناطق المحيطة بالعاصمة والمنطقة الغربية.

وأقيم المركز بهدف رعاية وتأهيل الأحداث المنحرفين وتقديم نوع من الوقاية من خلال ما يوفره لهم من برامج تأهيلية واجتماعية ونفسية.

وهو يخدم جميع الجنسيات بصفة عامة، مواطنين ومقيمين، ويستقبل الأحداث الذين يتحولون من مراكز الشرطة والنيابة والمحاكم، وتتراوح أعمارهم بين ثماني سنوات، حداً أدنى و18 عاماً حداً أدنى.

الجهات العاملة

يعمل في المركز ثلاث جهات، هي: القيادة العامة لشرطة أبوظبي ممثلة في إدارة المنشآت الإصلاحية والعقابية، قسم رعاية الأحداث بالمفرق، وتتولى تسيير أمور الأحداث في النيابة والمحاكم.

والجهة الثانية هي مركز الرعاية التربوية التابع لمنطقة أبوظبي للتعليم، حيث تتوافر مدرسة متكاملة نظامية من أول تأسيس إلى الثانوي، وأخيراً وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة في دار التربية الاجتماعية للفتيان والفتيات.

وتعمل الجهات الثلاث معاً بالتنسيق والتشاور والشراكة في كل ما يخص رعاية وتأهيل النزلاء سواء رعاية اجتماعية، نفسية، تعليمية أو قضائية، إضافة إلى تعاون جهات أخرى خارج المركز مثل المستشفيات والوزارات وغيرهما.

 

تويتر