41 «بابا نويل» يوزعون هدايا على مرضى وأطفال

هدايا بسيطة تبهج الأطفال والمرضى. تصوير: دينيس مالاري

غالبا ما ترتبط كلمة المستشفى بصورة مليئة بالألم والأوجاع والأمراض، ولكن، هذه الحالة تبدلت في مستشفى المدينة في مدينة دبي الطبية، مع جولة مجموعة من 41 شخصاً فيه، ارتدوا زي بابا نويل، وحملوا الهدايا ووزعوها على المرضى في غرفهم. وكانت الجولة التي تنظمها مؤسسة «غود ويل سانتا تورز» على نحو سنوي منذ 1985 وفي مختلف أنحاء العالم محاولة لإدخال الفرحة إلى قلوب المرضى، لاسيما الأطفال منهم من خلال الهدايا البسيطة، وأسهمت في التخفيف من ألمهم، ومنحهم فرصة للشعور بالجو الأسري، لاسيما أن العيد يعني اجتماع الأسرة.

واختارت «غود ويل سانتا تورز» دبي لهذا العام لإقامة الجولة، حيث حضر متقاعدين من مختلف ولايات أميركا، وارتدوا زي بابا نويل ليفاجئوا المرضى ويوزعوا عليهم الهدايا التذكارية البسيطة. وانطلقت الجولة من غرفة الطوارئ، وكانت الطفلة عائشة صالح أول من تسلّم الهدايا منهم، وحصلت على القسم الأوفر من الهدايا، كونها الطفلة الأولى. وبعد قسم الطوارئ، انطلقت المجموعة إلى غرف المرضى، وبعدها إلى قسم الأطفال.

وراعت الجولة الثقافات الموجودة في الإمارات، فقد كان يتم الاستئذان من المرضى قبل دخول أي من أفراد مجموعة بابا نويل، كي لا يعرضون المريض للإحراج.

لا صبغة دينية

وذكرت منظمة الحدث ومسؤولة العلاقات العامة والتسويق في مستشفى المدينة، سينثيا بيرمان، إن التحضير للمشروع والجولة بدأ عندما تلقت اتصالاً من مدير المؤسسة يسألها عن إمكانية تنظيم الحدث في دبي. وقالت «ركزت على ألا يحمل الحدث أي صبغة سياسية أو دينية، لأننا لا نريد الترويج لعادات دينية، بقدر اهتمامنا إلى تقديم الفرحة والابتسامة للمرضى». ولفتت بيرمان إلى أن 41 بابا نويل شاركوا في الجولة، وجميعهم أحضروا الهدايا معهم، وقدموها كعمل خيري. وقالت «لم يكن لدينا عدد كبير من الأطفال في قسم الأطفال، ولكني أرى الجولة ناجحة، كونها تمكنت من إدخال الفرحة إلى قلوب جميع من في المستشفى، وحتى الموظفين».

واعتبرت بيرمان أن صعوبة وحيدة ليست كبيرة واجهت الجولة، وهي أنه كان لابد من استئذان كل مريض قبل الدخول إلى الغرفة، «لأنه يتعين علينا احترام التقاليد في الإمارات». وأشارت إلى أن معظم المقيمين في الإمارات يحتاجون إلى من يتذكرهم، فمعظمهم يعيشون بعيداً عن عائلاتهم، وقالت «لهذا، أراها فرصةلكي نقول للناس نحن بقربكم، وأرى أنه من الجميل أن تحتذي المستشفيات الأخرى بهذه الخطوات».

وأفاد جو كالنر، المدرس المتقاعد الذي يشارك في الجولات منذ انطلاق مؤسسة «غود ويل سانتا تورز» قبل نحو 25 سنة في الولايات المتحدة الأميركية بأن الدولة الأولى التي زارتها المؤسسة هي اليابان، وقال « ما نهتم به هو أن نلتفت إلى الأطفال بالدرجة الأولى. وتريد المؤسسة أن تقدم هدايا مصنوعة يدوياً، لأن المناسبة لا تعني الحاجة أو التبرع، فالعطاء الحقيقي يتمثل في إدخال الفرحة إلى قلوب الناس».

وقالت دوريس وولداير «المشاركة تجعلنا نشعر بالسعادة، فالفكرة نفسها تجذب الأطفال، فكيف يمكن أن يشعر الطفل حين يكون جالساً في غرفته وتأتي إليه مجموعة من الأشخاص وهم يرتدون زي بابا نويل ويقدمون الهدايا، فهذا وحده كفيل بأن يشعر المريض بشيء من الفرح». وذكرت أن الجولة التي نظمت في وقت عطلة الأضحى في البلد لم يمكن المجموعة من رؤية مرضى كثيرين في المستشفى، و«هذا قلل من تمتعنا بالجولة».

وتشارك المدرسة المتقاعدة جين في الجولة للسنة الـ 15 على التوالي، وزارت مختلف قارات العالم باستثناء استراليا. ولفتت إلى أن مشاركة في الجولة في مستشفى المدينة في دبي مهمة لها، وقالت « توفي زوجي، وشعرت بالوحدة والألم، لذا ، فإن إدخال الفرحة إلى قلوب الناس يدخل الفرحة إلى قلبي شخصياً، فبابا نويل يدخل الأمل إلى قلوب الناس، وهذا يسعدني». وعن الجولة في دبي، قالت «أعجبني تعامل الناس معنا في دبي، فهم يتمتعون بشخصيات محببة تتقبل الغير، وهذا يؤكد أنه مجتمع منفتح».

وتعد الجولة الاشرة لديام كوردي، وهو يرى أن الجديد الذي يكتشفه في كل عام يتمثل في اكتشاف عادات جديدة وأسلوب حياة جديد عند الناس. ولفت إلى أن اجتماع مجموعة من المتقاعدين من أجل هدف واحد يدل على مدى الإيمان بأهمية العطاء . ويشارك ليري سييغ للمرة الأولى في جولات مؤسسة «غود ويل سانتا تورز»، وقد شعر بأن التجربة مرحة، وفرصة ليقدم شيئاً للمجتمع. واعتبر أن «دبي مفتوحة على مختلف المعتقدات والثقافات، وهذا يتيح حرية الاحتفال بجميع المناسبات، وبالتالي، كانت فكرة بابا نويل مقبولة من الجميع ».

جو عائلي

وعبر المريض رامي باسم، (فلسطيني) الذي كان في غرفة الطوارئ بسبب معاناته من ارتفاع في الضغط، عن إعجابه بالفكرة، لاسيما أن هناك مجموعة من الأشخاص، وليس شخصاً واحداً يرتدي زي بابا نويل. واعتبر باسم أن هذه النشاطات تشعر المرء بأجواء العيد، لاسيما انه موجود في غربة وبعيداً عن العائلة وهذا يجعله يشعر وكأنه بين أهله.

ولفتت المريضة روديتا زيركسيو (رومانيا) إلى أن «الجلوس في المستشفى أمر متعب ومؤلم، ولاسيما أنها تعاني من مشكلات في الكلية، وبالتالي، من الجيد أن يكون هناك أمر يخفف من التوتر الذي يشعر به المرضى الذين هم على وشك إجراء جراحات.

وقالت إنها في العام الماضي لم تشعر بفرحة عيد الميلاد في الإمارات، لأن العيد يعني اجتماع العائلة، لكنها اليوم شعرت بفرحة العيد، وبدأ يراودنها الشعور بضرورة التحضير للاحتفال.

ويعتبر والد الطفلة ديما البيطار الموجودة في قسم الأطفال الزيارة مهمة جداً للأطفال، لاسيما أن ابنته حضرت كثيراً لتزيين شجرة الميلاد، قبل أن تدخل المستشفى، وهذه المرة الأولى التي ترى فيها بابا نويل، و«بالطبع تجربة ممتعة لها».

غناء

لم تنته الجولة المخصصة لمجموعة بابا نويل بتوزيع الهدايا التي تميزت بكونها بسيطة، وتنوعت بين السلاسل والأساور المصنوعة يدوياً، بالإضافة إلى أقلام التلوين والكرات الصغيرة، وكذلك الحلوى التي تحمل ألوان عيد الميلاد. إذ إنه تم في الختام الاجتماع في مدخل المستشفى، حيث اجتمعوا بالقرب من شجرة الميلاد المزينة وغنوا ورقصوا على أغاني عيد الميلاد، الأمر الذي جذب مرضى وممرضات كثيرين، وكذلك زوار المستشفى للمشاركة في الغناء.

تويتر