دراسة حديثة تؤكد.. النساء يعشن أكثر من الرجال

كثيرا ما تردد أن النساء يعمرن أكثر من الرجال. وها هو بحث جديد  أجرته جامعتي كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وهارفارد تي إتش، يعيد تأكيد هذه المعلومة، محددا فارقا بست سنوات بين متوسط أعمار الجنسين.

وفي ورقة بحثية، نُشرت 13 نوفمبر الجاري، في JAMA Internal Medicine، وجد المؤلفون أن الفرق بين المدة التي يعيشها الرجال والنساء الأميركيون ارتفع إلى 5.8 سنة في عام 2021، وهو الأكبر منذ عام 1996. وهذه زيادة عن 4.8 سنة سنوات في عام 2010، عندما كانت الفجوة في أصغر مستوياتها في التاريخ الحديث.

وكان الوباء، الذي ألحق خسائر غير متناسبة بالرجال، أكبر مساهم في اتساع الفجوة في الفترة من 2019 إلى 2021، تليها الإصابات غير المتعمدة وحالات التسمم (معظمها جرعات زائدة من المخدرات)، والحوادث والانتحار.

وقال المؤلف الأول للدراسة، براندون يان وهو طبيب مقيم في الطب الباطني بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وباحث متعاون في مدرسة هارفارد تشان "لقد تم إجراء الكثير من الأبحاث حول انخفاض متوسط العمر المتوقع في السنوات الأخيرة، لكن لم يحلل أحد بشكل منهجي سبب اتساع الفجوة بين الرجال والنساء منذ عام 2010".

وانخفض متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة في عام 2021 إلى 76.1 عامًا، من 78.8 عامًا في عام 2019 و77 عامًا في عام 2020.

ويُعزى تقصير عمر الأميركيين جزئياً إلى ما يسمى "الموت من اليأس". يشير المصطلح إلى زيادة الوفيات لأسباب مثل الانتحار واضطرابات تعاطي المخدرات وأمراض الكبد الكحولية، والتي غالبًا ما ترتبط بالصعوبات الاقتصادية والاكتئاب والإجهاد.

وباستخدام بيانات من المركز الوطني للإحصاءات الصحية، حدد يان وزملاؤه الباحثون من جميع أنحاء البلاد أسباب الوفاة التي أدت إلى انخفاض متوسط العمر المتوقع أكثر من غيره. ثم قاموا بتقدير التأثيرات على الرجال والنساء لمعرفة مدى مساهمة الأسباب المختلفة في هذه الفجوة.

وقبل جائحة كوفيد-19، كان أكبر المساهمين هم الإصابات غير المتعمدة والسكري والانتحار والقتل وأمراض القلب. ولكن خلال الوباء، كان الرجال أكثر عرضة للوفاة بسبب الفيروس. ومن المحتمل أن يرجع ذلك إلى عدد من الأسباب، بما في ذلك الاختلافات في السلوكيات الصحية، فضلاً عن العوامل الاجتماعية، مثل خطر التعرض في العمل، والإحجام عن طلب الرعاية الطبية، والسجن، وعدم الاستقرار في السكن. كما ساهمت الاضطرابات الأيضية المزمنة والأمراض العقلية والعنف المسلح.

وقالت يان إن النتائج تثير تساؤلات حول ما إذا كان ينبغي تطوير المزيد من الرعاية المتخصصة للرجال، مثل الصحة العقلية، لمعالجة التفاوت المتزايد في متوسط العمر المتوقع.

وقال يان: "يجب أن تساعد الأبحاث المستقبلية في تركيز تدخلات الصحة العامة نحو المساعدة في عكس هذا الانخفاض في متوسط العمر المتوقع"

 

تويتر